الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران تهيئ -الجنود الأطفال- للتدريب العسكري في جميع أنحاء البلاد، وترسل جنود أطفال بعمر 13 سنة للقتال في سوريا.

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2020 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كثفت إيران من عملياتها لتجنيد الشباب لحماية الجمهورية الإسلامية، وكثير منهم من الأطفال، باستخدام موارد البلاد، بما في ذلك حملات الدعاية المتطورة.
يسأل صحفي احد الجنود "كم عمرك؟"
يرد الصبي وهو في الزي عسكري "ثلاثة عشر".
المحاور باستغراب "ثلاثة عشر عامًا" ؟ انهم جنود ايرانيون تم تجنيدهم وهم صبية. في 25 نوفمبر 2017، تم توزيع مقطع فيديو يحمل شعار وكالة إذاعة جمهورية إيران الإسلامية على المواقع الإلكترونية ووسائل الاتصال الاجتماعية الإيرانية، يظهر صبي في مدينة أبو كمال الحدودية السورية. وقال متحدثا باللغة الفارسية إنه من مقاطعة مازندران الإيرانية، وانه كان "مدافعاً عن الضريح"، وهي عبارة تستخدمها الحكومة الإيرانية.

تقوم قوة الباسيج الطلابية بعمل كبير لتجنيد المقاتلين الشباب. وقد أثنى الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي على الطلاب الشباب الراغبين في وضع أنفسهم على خط المواجهة الأمامية، والمعلمين الذين شجعوهم. لقد قال هو وغيره من كبار المسؤولين علنًا إنه يجب اعتبار الطلاب جزءًا حيويًا من القوة القتالية الإيرانية. لكن الإحصائيات تكشف أن أكثر من نصف الطلاب هم في سن الدراسة الابتدائية وأنهم في الواقع أقل من عمر 12 سنة.

وقال خامنئي، متحدثًا إلى مجموعة من المعلمين، "لقد قُتل أكثر من 36000 ألف طالب من طلابنا خلال الدفاع المقدس، -ويقصد الحرب الإيرانية العراقية- من 1980 إلى 1988. ولَم يكن من الممكن للطلاب الذهاب إلى خط المواجهة في جميع الظروف، لولا الروح الحماسية للمعلمين، هذا الشرف يعود إلى المعلمين ". صرح وزير التعليم السابق محمد بطائي Mohammed Battaei، بأنه يجب النظر إلى الطلاب في المجتمع على أنهم يعكسون القدرة العسكرية للبلاد. قبل تسعة أشهر، كان قد صرح : "لدينا الآن 14 مليون طالب الذين، على الرغم من كل الغزوات الثقافية التي شهدناها، سيكونون على أهبة الاستعداد، وإذا لزم الأمر، سوف يضحون بحياتهم، تمامًا مثلما فعلوا في حرب الدفاع المقدس". بعد أن قوبل تصريحاته بردود فعل سلبية من البعض، ادعى بطائي أنه أسيء فهمه. ومع ذلك ، حتى لو كان هناك من يجادل بأنه أدلى بهذه التصريحات بدافع من الرغبة في إرضاء خامنئي ومؤيديه، فمن الواضح أن العديد من القادة الإيرانيين يرون الأطفال كجنود محتملين لديهم الاستعداد العقلي والجسدي للحرب أو لحالات الطوارئ. يمثل الطلاب البازيج Basij، المكلف بمعظم عمليات تجنيد الاطفال كجنود، جزءًا من فيلق الحرس الثوري الإسلامي (IRGC) وتم تشكيله بالتزامن مع مبادرة تشريعية من أجل "تطوير وتشكيل حشد وتعبئة الطلاب"، التي أنشئت في عام 1997 أي منذ سبع سنوات بعد انتهاء الحرب على العراق. أقر مجلس الوزراء التشريعي التاسع في إيران (2012-2016) اللوائح التنفيذية الخاصة به بعد 11 عامًا.

وتحدد المادة 7 من اللائحة التنفيذية واجبات وحدات الباسيج الطلابية على النحو التالي:
- تجنيد وتنظيم متطوعين للعضوية في الباسيج للطلاب.
- القيام بأنشطة تثقيفية لبناء روح التعاون، والمسؤولية، والاستعداد للدفاع، وتطوير وتعزيز ثقافة وإيديولوجية الباسيجيين.
- تنظيم المعسكرات والمؤتمرات والدورات التدريبية الخاصة للأعضاء وفقا للمبادئ التوجيهية التي اعتمدها المجلس.
- المشاركة في البرامج المدرسية والأنشطة بعد انتهاء الدوام الرسمي للمدرسة، باتفاق أو دعوة من مديري المدارس.
- المساعدة في أنشطة الإغاثة، المساعدات، وأنشطة البناء.
- المشاركة في الاحتفالات المقدسة والأنشطة اللامنهجية، مثل الاحتفال بأسبوع الدفاع المقدس "إحياء ذكرى الحرب" وأسبوع الباسيج للطلاب.
 - الاضطلاع بالأنشطة اللازمة لتعزيز المهارات العلمية والثقافية والمهارات الرياضية.

 
على الرغم من أن معظم هذه الأنشطة ذات طابع تعليمي وإيديولوجي، إلا أنها تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية عسكرية أوسع نطاقًا يتم من خلالها تدريب الأطفال ليكونوا قادرين عقلياً وجسديًا على المساهمة في جهود الحرب. وتنص المادة 8 من اللوائح على أن "التدريب العسكري محظور تمامًا في المدارس"ولكن سرعان ما يتبعه شرط أن مثل هذا التدريب "يمكن أن يتم خارج المدرسة وفقًا للقوانين واللوائح ذات الصلة."

يمول فيلق باسيج الطلاب من قبل الدولة بتكلفة كبيرة، مع التسهيلات والأنشطة التي تدعمها وزارة التعليم والقوات المسلحة. علاوة على ذلك، يتم توفير امتيازات خاصة وغير عادية للطلاب الذين ينضمون إلى الباسيج ، بما في ذلك تقليل من الزمن اللازم للخدمة العسكرية الإلزامية والمزيد من الفرص للمشاركة في التعليم الجامعي، بما في ذلك الاستفادة من أنظمة الحصص المخصصة لأعضاء طلاب الباسيج. تجعل كل هذه الحوافز مسالة الانضمام إلى هذه المنظمة جذابة للعديد من الشباب.

تقوم الجمهورية الإسلامية حاليًا باستثمارات ضخمة في نقل ما يصل إلى سبعة ملايين طالب للمشاركة في مسيرات مؤيدة للنظام وترسلهم إلى معسكرات رياحين النور Rahian-e Noo- في جولات إلى ساحات القتال الرئيسية من الحرب بين إيران والعراق. من الصعب حساب ما إذا كان هذا التدريب ينتج عنه القوة العسكرية والالتزام الإيديولوجي الذي يحاول النظام الحصول عليه، أو ما هو الاتجاه الذي سيتخذه هذا الاستثمار في عسكرة المجتمع بالمستقبل.

كما وردت تقارير في السنوات الأخيرة عن جهود الحرس الثوري الإيراني لإرسال أطفال غير إيرانيين، من القوميات الاخرى إلى ساحات القتال في الحرب الأهلية السورية. في عام 2018، اتهمت هيومن رايتس ووتش فيلق الحرس الثوري الإيراني بإرسال أطفال اللاجئين الأفغان كجنود للقتال في سورية. قال التقرير إن هؤلاء الأطفال الأفغان، الذين لا يتجاوز عمرهم 14 عامًا، تم نشرهم كجزء من لواء فاطميون - الذي يتألف في معظمه من الشيعة الأفغان الذين قيل لهم في كثير من الأحيان أنهم سيحصلون على تصاريح إقامة مقابل "حماية الأضرحة الشيعية" - والقتال إلى جانب القوات الإيرانية في سوريا.
وكما نعرف انه خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، استخدمت إيران أيضًا آلاف الجنود الأطفال كقوات متطوعة، حيث كانت ترسلهم الى الخطوط الامامية للقتال في أخطر المواقف، وبتدريب محدود.

لا يوجد دليل على أنه تم تجنيد أطفال إيرانيين للقتال في سوريا، لكن خلال الاحتجاجات الداخلية، راينا ظهور بعض من قوات الباسيج بأعمار صغيرة والمسلحة بالمعدات العسكرية الخفيفة في شوارع مدن ايرانية مختلفة - وهي ظاهرة تبعث على القلق. بالإضافة إلى الأخطار الواضحة التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال لأنهم يوضعون في مناطق الحروب، فإن التأثير طويل المدى لهذه التجارب يشكل خطراً كبيراً على صحتهم العقلية ويعرض قدرتهم على إعادة الاندماج في المجتمع، لا سيما أولئك الذين يختبرون الحياة العسكرية قبل بلوغهم سن البلوغ. ولكن كما هو الحال مع الطلاب الأكبر سنًا، يمكن بسهولة إغواء الأطفال في مراكز التجنيد العسكرية من خلال مجموعة من الوعود المضللة.

لسنوات، كان الحرس الثوري الإيراني "يستثمر" في الأطفال. لا توجد إحصاءات رسمية بشأن عدد قواعد الطلاب الباسيج أو عدد الأعضاء الذين هم دون السن القانونية. لكن الصحافيين والناشطين قدّموا أدلة متنوعة تحدد الخطوط العريضة لأنشطة منظمة الباسيج. في أحد الأمثلة الحديثة، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 أبلغ مسؤول بالجيش في خوزستان أن هناك 3700 قاعدة نشطة لمنظمة الميليشيات "الباسيج" في المقاطعة. في الوقت نفسه ، تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن إجمالي عدد المدارس الثانوية في مقاطعة خوزستان يقل عن 3000 مدرسة. ومن هذا نستنتج انه من السهل على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عامًا الانضمام إلى وحدة الباسيج بدلاً من الوصول إلى حقهم في التعليم، على الأقل في بعض الأماكن في إيران.

بموجب القانون الدولي المعروف، يعتبر تجنيد الأطفال دون سن 15 جريمة حرب. يحدد البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، 18 عاما كحد أدنى لسن التجنيد أو المشاركة في الأعمال القتالية. وكانت ايران قد وقعت على البروتوكول الاختياري، لكن البرلمان لم يصدق عليه بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية