الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهادة

ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)

2020 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


هي الشمس التي لا تأفل

" أسماء الشهداء ، أخلد الأسماء "
فيكتور هيجو
كل شئ في الوجود يمكن ان يكون فيه جانب مبهم ، او غير مفهوم للجميع ويحتاج الى شئ من التوضيح أو الشرح ، وعندها تكون الآراء والأجتهادات مختلفة ، ولكل صاحب رأي ، يبدي ما يراه من وجهة نظره ومفاهيمه التي يعبر بها عما يراه، وبما هو مقتنع به ...
وهنا لا أريد أن أطيل في ما لا يحتاج الى كثير من الكلام بهذا الخصوص الذي هو كالشمس في الوضوح ، في كلا الجانيبن ، الشكل والمضمون ، والذي اعنيه هنا لا غبار عليه ، حتى لفاقد البصر .
فالشهادة هي أكبر من أن تخضع لمقاييس الحواس الخمسة ، وأعمق معنى من كل الأشياء ، وبما أن الأنسان هو أفضل وأقدس الموجودات ، ولا يقّدر بثمن ، إذاً الشهادة هي لا تنحصر بذات الشهيد الذي يقدم نفسه شعلة وضاءة تنير الدرب للآخرين، فهنا تكمن القيمة الكبرى ، ويتجلى معناها في الحياة الأنسانية الخيرة ، وديمومة الحياة الحرة الكريمة، وما دام معناها ينطوي على المُثُلُ العليا ، إذاً هي قيمة الأنسانية بكل وجودها ومعناها..
فيوم الشهيد الشيوعي العراقي الذي هو في الرابع عشر من شباط ، لا يعتبره الأحرار هو حكراً على الشيوعيين فقط ، إنما هو المعبر الحقيقي عن كل الشهداء الذين حملوا أرواحهم على أكفهم من أجل كرامة الأنسان وحريّته، وواجهوا كل قوى الظلم والشر والعبودية في تأريخنا المعاصر.
وإذا كان الرابع عشر من شباط هو يوم أقدم به النظام الملكي العميل على إعدام الكوكبة الأولى من الحزب الشيوعي العراقي وهم يوسف سلمان يوسف ( فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي والرفيق زكي بسيم ( حازم ) وحسين محمد الشبيبي ( صارم ) ، فصعدوا الى أعواد المشانق ، ولم يرهبهم الموت ، بل أنهم جعلوا من أعواد المشانق سلالم للشمس ومنائر يعلو من مآذنها صرخة الحق بوجه الباطل ، لتُذكّر الأجيال على مدى التأريخ ، بأن الظلمة مهما إتّخذوا من أساليب البطش والقمع ، والوحشية ، فلا مكان لهم سوى مزبلة التأريخ .
ومثلما كان شباط 1947 هو السفر النضالي الأول الذي شقّ الطريق للأحرار ، فكان الثامن من شباط 1963 الأسود هو الملحمة الكبرى في الصمود والنضال ، التي لم يشهد التأريخ المعاصر مثلها في العالم أجمع بما قدمه الشعب العراقي من شهداء وفي مقدمتهم الشهيد البطل عبد الكريم قاسم ورفاقه ، ورافعي راية الحرية والأباء الشهيد البطل سلام عادل الذي ارعب الجلادين بصموده وشجاعته التي لم يشهد بني البشر من المناضلين والأحرار مثل ما لاقى من اساليب وحشية بكل ما تعني الكلمة من معنى ، على أيدي أقذر المجرمين القتلة في تأريخ الأجرام في العالم ، تلك العصابة ( البعث) التي صنعتها الدوائر الخفية التي لا تريد للشعوب التحرر من هيمنتها وعبوديتها ، والتي مازال العراق يعاني منها ، ومن يومها الأسود في الثامن من شباط 1963 !
فسلام عليكم ايها الشهداء والف والف تحية
والمجد والخلود لكم والخزي والعار للجلادين والقتلة

16.02.2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم