الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوميات الحرب - بعثرة الآيات

مصطفى علي نعمان

2003 / 4 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

اليوم الثالث والعشرون، الجمعة، 11 نيسان، 2003

بعثرة الآيات:

يضحكني البعض ببعثرتهم الآيات القرآنية أينما، وكيفما اتفق، أظنهم يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون أن القرآن ملكهم، وهم أحرار في التصرف به، بغض النظر علن الإنطباع المتأتي من تلك العملية، وذلك أمر يحار المرء في فهمه، وفي تعليله! فقد رأيت على أحد المواقع الآية القرآنية:

ونريد أن نمن على "الذين" استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين.

ولا أريد أن اقول لهؤلاء الاخوة أن مكان هذه الآية ليس هنا، وأن وضعها هنا يدل على وعي غير مكتمل، فلا يمكن لقوات أمريكية أن تمكن المستضعفين في الأرض، أو تمنحهم حريتهم "تجعلهم أئمة"، ليسصبحوا سادة في أراضيهم، ولا يمكن لتلك القوة التي تحكم العالم، وتمتص ثرواته أن تحن على الشعب العراقي وتجعلهم يرثون، ما ابتزه منهم "المقبور بأمر الله" عنوة، واغتصاباً.

وأريد أن أقول لهم إن هذه الآية مكية، بشر بها محمد في مكة، لكنه عندما ذهب إلى المدينة لم يعمل بها قط، فقد توقف عن وعده بتحرير المستضعفين، وقال خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام، ومكن السادة القدماء من العودة إلى السلطة، فلم يصل مستضعف قط إلى الخلافة! كانوا سادة وأبناء سادة، سادة في الجاهلية، وسادة في الاسلام، ولهذا فإن الاستشهاد بهذه الآية هنا خطأ كبير.

كما أنصح المشرف على الموقع، أن يتأكد من قواعد الإملاء، فقد كتب الذين خطأً، كتبها هكذا: اللذين.

أتمنى أن يتأنى الموقع فيما ينشر مستقبلاً، فهو متميز، ولا أريد له الضعة!

ظاهرتان سلبيتان.

هناك ظاهرتان سلبيتان برزتا بعد هرب مرتزقة صدام، الأولى قام بها بعض أبناء الشعب العراقي، والثانية اعتمدتها القوة المسيطرة، الأولى كانت السلب، وهي ظاهرة محزنة جداً، بالإضافة إلى كونها مرفوضة، وتدل على تخلف وانحطاط كبيرين، ويأمل كل الطيبين في الوطن وخارجه أن تتوقف هذه الظاهرة بأقرب ما يمكن، لكنني مع ذلك ضحكت من كل قلبي، فلقد سأل المراسل الأمريكي أحد الشباب سلابي بيت طارق عزيز، سأله لماذا يسلب؟ قال ببساطة شديدة، أنا لا أسلب، بل أسترجع ما سلب مني!

وقف السلاب في جوابه في منتصف الطريق بين الحق والباطل، صحيح أن كل ما حصل عليه طارق عزيز سلب من هذا المواطن وغيره، لكن استرجاعه بتلك الطريقة خطأ.

أما الظاهرة الثانية فهي إناطة مهمة استتباب الأمن إلى شيوخ العشائر، وذلك يعني العودة إلى العشائرية التي ظننا أننا تخلصنا منها، بعد ثورة الرابع عشر من تموز، هي وقانونها المقيت، "قانون العشائر، سيء الصيت، لكننا فوجئنا بالمقبور بأمر الله" يعيد العمل بالقانون، ويلجأ إلى العشائر لتثبيت حكمه المتعسف، وها نحن، نرى القوات الأمريكية، والإنكليزية تعيد النفوذ لتلك الفئة المتخلفة، فتشعرها بقيمة فقدتها قبل أكثر من أربعين سنة.

ربما سينجح شيوخ العشائر بوقف السلب، لكنهم سيرجعون إلى الحياة، قيماً غاية في التخلف، ظننا أننا قبرناها، وإلى الأبد.

فلنرفع أصواتنا، جميعاً، ونطفئ شرارة بسيطة قبل أن تصبح ناراً عاصفة تحرق الأخضر واليابس.

النعال:

يعتبر العراقيون الضرب بالنعال إهانة كبيرة، ما بعدها إهانة! بينما لا يجد الأوربي، او الأمريكي أي أهانة، يعتبر الضرب بالبيض الفاسد، أو الطماطة أشد إهانة منها، فإن كان الأمر كذلك فقد تلقت تماثيل المقبور بأمر الله إهانات لم يتلقها أحد قبله منذ أن مشى أول إنسان على سطح الأرض، على رجليه وحتى هذه اللحظة!

ترى أ كان ذلك المجرم يتوقع هذا المصير أم لا؟ هل ظن أنه سينجو بعد قتله الملايين من أبناء الشعب؟ إن كان يظن ذلك فهو أحمق! أما إن كان يتوقع هذا المصير ولم يتوقف عن مظالمه فهو مستهتر، لكنه في كل الحالات يستحق هذا المصير.

كتب الدكتور عبد الخالق حسين مقالة، قبل أيام، ظهر منها، إنه ضد الحكم بالإعدام، حتى لمثل هؤلاء المجرمين العريقين، وعندما قرأت المقال صدمت أول الأمر، لكنني رايت أنه على حق، فمن يُـحكم بالموت لا يتألم سوى وقت قصير يمتد منذ فترة حكمه، حتى فترة تنفيذ الحكم، وعادة ما يكون التنفيذ بوسيلة لا تسبب الألم، ربما يكون قطع اصبع أكثر إيلاماً من قطع الرقبة، بدل ذلك يكون الحكم المؤبد على أمثال هؤلاء الوحوش هو العقاب الصحيح، الملائم، فسيعيشون أذلاء ملعونين، مضروبين بالنعال حتى الموت، وهو حكم بت مقتنعاً به أشد الاقتناع، بعد قراءتي لمقالة الدكتور عبد الخالق حسين.

وفي هذا الموقف العصيب تقتحم المقارنة الوجدان، أمامنا رجلان حكما العراق، الأول عبد الكريم قاسم، وحكم فترة قصيرة، أربعة سنين ونصف، والثاني هذا المجرم، الذي دامت فترة حكمه خمسة وثلاثين سنة، مباشرة ومن وراء ستار.

الأول يحبه الشعب إلى حد العبادة، نزل أعزل إلى الشارع للدفاع عنه، فمات منه عشرات الآلاف، والثاني يكرهه الشعب وضحى في سبيل التخلص منه بالآلاف من أبنائه، وعندما لم ينله لجأ إلى إهانته بضربه بالنعال.

فمن من الاثنين، سيبقى في ضمير الشعب، ويخلده؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو