الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خالف تسد

وائل المبيض

2020 / 2 / 17
القضية الفلسطينية


" إن كنت ورئيسك تتفقان في الرأي، فبالتأكيد أحدكما ليس له فائدة ".
- مقولة تراجيكوميدية تلخص بين طياتها مآساتنا وجرحنا النازف، فقد ثبت بالتجربة أننا كفلسطينيين لم نعي بعد أنفسنا كأفراد في المجتمع في إطار كيان أو دولة، بما يعنيه ويقتضيه مفهوم المجتمع بالشراكة السياسية والإجتماعية و الإقتصادية للمواطنين في إطار دولتي أو ثوري في ظل وجود إحتلال .

في اواخر ثمانينات القرن الماضي برزت حركة ح م ا س على الساحة الفلسطينية بمشروعها الإسلاموي العابر للأقاليم كند لمنظمة التحرير بمشروعها الوطني التحرري؛ ان تتبع مسار الحركة منذ نشأتها حتى اليوم على الصعيد الإجتماعي والسياسي والإقتصادي يدفعنا إلى القول أنها أعطيت الضوء الأخضر من الإمبريالية الانجلو أمريكية و الصهيونية لتكون بديلا عن منظمة التحرير، ذاك بأن الحركات الإسلاموية ليس في عقيدتها الأيديولوجية مفهوم الدولة القطرية ومفهوم الدولة الوطنية وحتى مفهوم المواطنة، بل تعمل على أدلجة الصراع والدفع به نحو مسار ديني يخدم الإحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى وهذا ما تريده الدولة اليهودية أن يكون الصراع دينيا لا وطنيا .
لقد كان إنقلاب 2007 بمثابة سايكس بيكو جديد أنتج قطبين متصارعين بشكل سياسي نجم عنه سقوط غزة في يد ح م ا س وبقاء الضفة الغربية في يد ما تبقى من حطام سلطة اوسلو؛ ظنت ح م ا س عند الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من غزة عام 2005 ان غزة اصبحت غزة غراد على غرار ستالينغراد؛ ما يضعها في سياق أمران لا ثالث لهما، فإما لم تكن تعلم بالنوايا الإسرائيلية المستقبلية بفصل الضفة عن غزة سياسيا وهذا جهل سياسي خطير، وإما أن تكون على دراية بما سيحصل وهذه خيانة عظمى بحق القضية الفلسطينية بكل معطيات الإنقسام الذي ادى إلى تآكل الضفة الغربية بالإستيطان وليس اخيرا صفقة القرن ، ومن ناحية أخرى الحصار الغاشم على أهالي قطاع غزة وآثاره السلبية وأهمها التحولات الطبقية و الحروب المستمرة ..

في سياق المقولة أعلاه " خالف تسد "، انتهجت حماس نهج " المقاومة المسلحة "، بيد أن النقطة التي لم ينتبه لها أحد أن ظهور ح م ا س على الساحة الفلسطينية لم يكن طبيعيا " الديالكتيك " علم التناقضات الداخلية حسب منهجية هيغل أو نقد ماركس.
تكمن الطامة الكبرى في كون ح م ا س تتشابه مع الإحتلال في عامل الغرس الخارجي، فلم ينم الطرفان نموا طبيعيا عبر صيرورة تاريخية تطورية، بالتالي لا يمكن فهمهم بمعزل عن هذه الحقيقة الراسخة .
فالقوى الإستعمارية الإمبريالية زرعت الكيان الصهيوني في المنطقة كجزء عضوي منها يعمل على تحقيق أهداف الإمبريالية وتحقيق مصالحها في المنطقة جمعاء؛ وكتكملة لهذا الدور القذر ساهمت الصهيونية بزرع نواة جديدة في التربة الفلسطينية لتساعد على تمزيق الداخل الفلسطيني وتهشيمه والزج به في حروب أهلية و دوران مفرغ لحين قيام "إسرائيل الكبرى".
ولم تكن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" عبثية أو متسرعة"المال القطري ضروري لإبقاء الإنقسام"، بل لأنه يعلم أن الستار قد أزيح عن المشهد الأخير في المسرحية السياسية الفلسطينية وبات الصغير قبل الكبير يعلم ذلك.

إن المنطق يفرض علينا التعامل بشكل علمي منهجي بعيدا عن العواطف التي تستلب العقول بضرورة الوحدة الوطنية الخ الخ
لقد جائت ح م ا س لتفتت الشعب لا لتوحد، من هذا المنطلق علينا أن نواجه أنفسنا بعيدا عن الأفكار الطوباوية . إن هذه المعادلة بوصفها صراع نفوذ، من جعلتنا قابلين للإستعمار وقابلين لضم الأراضي والقبل والأحضان والصفقات ..
لقد قزم مارد الثورة لأول مرة بأيدي فتحاوية "أوسلو"، وقزم ثانيا بأيدي ح م س ا و ي ة بالإنقسام سيئ الذكر .

يحق لي اليوم أن أسأل الطرفان ! ماذا عن القدس وفلسطين والشعب عداكم ؟
وكانت إجابتهم : للبيت رب يحميه وللمواطن كف يسكته ومن ثم يرضيه .

تبا لكم و هل الجحيم إلا أنتم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة