الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصدر ، مقتدى وحلم القيادة الدموي

عامل الخوري

2020 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


القرارات المتقلبة ، احياناً بمائة وثمانون درجة لمقتدى الصدر ، باتت واضحة ومعروفة للجميع ، ولكن منحاه نحو فرض سياسة القادة الايرانيين على العراق، تبلورت و توضحت بشكل كبير بعد مقتل قاسم سليماني من قبل امريكا ، وهو الذي كان له موقفاً واضحاً من التدخلات الايرانية في الشأن العراقي ، ولكن هذا الموقف بدأ يضعف و يضعف اكثر كلما زادت حدة الانتفاضة التشرينية الباسلة و بدأ الاحساس بفقدان السيطرة على الشارع الذي كان يعتقد انه وحده من يقوده ، بحيث رفض شخصياً عندما توجه الى عقر داره في النجف ، ثم تكشفت الصوره للقاصي والداني من ان مقتدى الصدر ، الحالم بالسلطة ، ليس اقل من صدام حسين جديد ، وحيث انه ليس رئيس دولة كسابقه ، فوضع امره بشكل كبير بيد ايران كسند له ، وفي ذات الوقت ، فأن ايران التي كان اعتمادها على الميليشيات القذرة ، التي هي يدها الطولى في العراق ، فأن هذه الميليشيات اثبتت للجميع ، وخاصة لايران ، هي اضعف بكثير في مواجهة الهبة الشعبية ، وان عنفها لم يعد يؤدي ما كانت القيادة الايرانية تريده ، هنا لجأت ايران الى الحالم الصغير و اسمته زعيم المقاومة العراقية و اوكلت له ، وتقريباً لوحده مهمة القضاء على الانتفاضة و ساحاتها .
هذا الاعتماد شبه المطلق على الصدر ، لم يؤثر على مزاجيته المتقلبة ، بل استمر بها ، خاصة في استخدام ادواته للقضاء على الانتفاضة ، فلجأ اولاً بقرار اعادة جيش المهدي ( بحجة مقاومة الاحتلال ) وظهر له فوراً مدى كره الشارع لهذه المنظومة المعروفة بتاريخها الاجرامي منذ بدأ الاحتلال من قتل و نهب وخطف و امعان في الطائفية ،فجمد قراره فوراً واعاد لسرايا السلام دورها في عملية القمع احياناً بشك مباشر واحايين اخرى متسترة وراء قوات مكافحة الشغب كما حدث في مجزرة الخلاني التي اظهرت مدى التعاون المكشوف بين المجرمين كافة و سرايا السلام هذه ، و فجأةً امتلأت الشوارع والساحات بمجاميع القبعات الزرق كبديل عن سرايا السلام ، التي لعبت عدة ادوار بين الدفاع عن المتظاهرين من هجمات ميليشياوية ، و ثم تحولها بشكل كامل الى عصابات قتل وترويع المتظاهرين ومحاولة السيطرة على ساحات الاعتصام .
ولا نستغرب ابداً ان ( غرّد) وانا دائماً اقول ان (نعق) مقتدى بتجميد عصابات القبعات الزرق ، ولكن هذا التجميد لم يوقف استخدام ذات العصابات ( بدون قبعاتهم) في عملية القيام بهجمات على المتظاهرين ومحاولة فض الانتفاضة بالعنف المطلق .
من المخزي بالصدر وعصاباته انهم اجبن واضعف من يواجهون المتظاهرين الحجة بالحجة ، فلم تبقي الانتفاضة اي حجة للسراق والفاسدين والعملاء و كشفت اوراقهم تماماً ، وان شعار مقاومة الاحتلال ما هو الاّ شعاراً بائساً ، فالاحتلال هو من سلّم العراق بأيد قوى الاسلام السياسي وقدر العراق كله ، والاحتلال هو من دعم جميع الحكومات اللصوصية التي سيطرت على رقاب العراقيين ، ناهيك ، وفي الواقع على الارض قانونياً ، لم يعد هناك احتلال اصلاً ، هناك تواجد لقوات اجنبية عديدة ومن ضمنها القوات الامريكية التي بقيت في العراق ضمن معاهدة و اتفاقيات مع الحكومات العراقية واولها المالكي ثم العبادي و هكذا واخراجها يفترض ، قاوناً ، يأتي بأتفاق جديد و ليس بهوسات سوقية ضحلة عجت هنا وهناك ، مع التأكيد ان هناك قوات احتلال اخرى دون اية اتفاقية ، كالحرس الثوري الايراني من جهة والقوات التركية بقواعدها العديدة وهو ما يبتعد الصدر وازلامه عن ذكرهم و اضطر امام الغوطات الشعبية ان يطالب بخروج القوات الامريكية و جميع القوات الاجنبية الاخرى دون تسميتها كي لا تمس سادته في قم . عوداً للسابق ، ان الصدر وذيوله وبقية عصابات المليشيات و في عملية لتشويه سمعة الانتفاضة ، ينعتون المنتفضين بأولاد السفارات ، اي يرموهم بتهم هم من يحملها اصلاً ، ثم جاء دور التشنيع بشرف العراقيات و ما يحصل من دعارة و لواط و سكر و مخدرات) داخل خيم الانتفاضة ، وكل هذه التهم تنطبق عليهم هم ذاتهم ، من هرب المخدرات الى العراق ، ومن فتح مكاتب زواج المتعة ( العهر الشرعي) الى غير ذلك ، وكما قال احد المشاركين في الانتفاضة ، اذا كان احدهم يريد شرب علبة بيرة ، فهناك عشرات البارات في الشوارع و ليس مضطراً ليختفي بخيمة ، همهم الاول والاخير اليوم ، هو تخوين المتظاهرين و الاساءة لسمعتهم مستغلين تدني الوعي الكبير لدى مناصريهم ، لذلك لا تجد على صفحات هؤلاء سوى اقذع الشتائم الرخيصة و لم اعثر رغم بحثي الواسع ، على محاولة واحدة لمحاججة المتظاهرين في مطاليبهم قطعاً .
لقد خسر الصدر ، وهو يعرف ذلك ، الكثير من قاعدته الواعية بعد الكشف عن قناعه ، وسيستمر بخسائره ، والاهم من ذلك كله ، حتى لو حقق هؤلاء قدراً من الانتصار على المنتفضين ، فأن الانتفاضة حققت ما لم نكن نحلم به خلال السنوات السبعة عشر الماضية ، سقوط الاسلام السياسي تماماً ، سقوط الطائفية بين صفوف الشعب ، رفع الوعي الاجتماعي بحج كبير جداً في نظرتهم للمرأءة التي ساهمت بفخر بجميع الميادين و كانت محط احترام وتقدير الجميع .
مقتدى الصدر انتهى ، وما بقي منه هو العنف والعنف وحده ملتجئاً لرموز العنف ، البعثي المعروف حاكم الزاملي ، والمجرم الارعن ابو درع و مجموعة اخرى على شاكلتهم ، وهي بقية ليست سهلة نهائياً و تحتاج مزيداً من الجهد لانهائهم بعمل سلمي دأؤوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهداء الانتفاضة
ابو نبيل ( 2020 / 2 / 18 - 16:57 )
فعلا مقتدى فقد قاعدته الجماهيرية وبشكل متسارع فتراه يدخل من جديد في ساحات الاحتجاج ولكن بطرقة القتل وتلويث سمعة المرأة العراقية بعد اثبتت للعالم كله وبالذات لقوى اللاهوت انها الاقدر والاشجع في صنع عملية التغيير وبناء وطن حر بعيد عن التسلط والاسعباد

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة