الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضوءان على أعتاب الفجر

نضال الربضي

2020 / 2 / 18
سيرة ذاتية


لا أقصدهما شعرا ً إنَّما نثرا ً أشبه بشعر ٍ حر لنفس حُرة تُراقب و تريد أن ترى بعين بصيرتها ما تُدركه حاسة البصر، ثم َّ تجعلُ الفكر في قالب ٍ وجداني أقرب للانسياب إلى وعي القارئ ووجدانه منه لو صاغته لغة المنطق و الفلسفة الصارمة الرصينة الباردة، فهلم معي:


الضوء الأول
--------------
لا شئ يقدر
فاكهة و عنب
و ثلاث جزرات
ثمَّ كأسٌ يحتضر
و زفرةٌ لليلةٍ طارت فيها مفرقعات في السماء
أحبها أولادُ الحي
و ابتهجوا
و من هناك على شجرة ٍ مد سنجاب رأسه
كأحمق
ثم نزل
و ركض لشجرة أخرى
و ذاب الدخان كعامود سحاب
بينما نادت أمٌّ على ولدها و خلت الساحة
و ظل العنب
و غنت ثمالةُ الكأس
"أقبل الليل يا حبيبي"
فممدت عيني و أرخيت سمعي لزفير الليل
و تبدى صوت المستحيل حقيقياً
و سألته: أنت المُنتظَر أم نهرق العمرَ لآخر؟
فلم يجب
لكنَّ ذاك السنجاب قفز مرة أخرى
و حملق كالأحمق من جديد
و عدا إلى شجرةٍ ثالثة
و غنت فيروز: "ليس ما بك لعبُ"


الضوء الثاني
--------------
ضوء يلوح
يُقبِّل الليل و يصرفُه بهدوء
ذاك ينسحبُ كمطلع قصيدة هادئة
من بيت واحد
و على ذيلِه سُمرةٌ هادئه
نسج لها ضوء الفجر شرنقة شفافة
تنسحب ُ مع ليل الفجر أحلام
و من عينين ذابلتين يصعد ضوء آخر
نحو ثبات و صعود
من هناك تطير إرادة ٌ إلى مُستقرِّها البارد
على بلاطة الألوهةِ المنحوتة ِ من خيال ِ حيواناتٍ
شكَّلها الوقت
و أهدتها الصدفة
و الإمكانات
و اجتماع الظروف
و سريانُ الوقت
بعض َعقول
و الوجدُ يحارب الإرادةَ بالوجدان
من هناك صعدت خارجة ً من الجسد حكاية
رآها طائر الريح فلم يغننني
إنّها زيفٌ و صناعة
و الغناءُ حقٌّ و صدوق
لا صدقَ مع صناعة
و لا حق َّ مع صنعة
صفرَت هكذا الريح
و هنا و من هذا الموعدِ مع الأقدارِ غير المكتوبةِ سلفاً
جلسنا
و جاءنا الفجر يطير
"ما صاح ديكي" انتهرتُه
و عندها صاح الديك
كأنَّه يكذبني بالخصوص
و من أجل أن يخزيني
كي يُجبرني على أن أعتنق َ الفجر القادم عميقا ً في بُعدِهِ الساحق ِ لطمأنينتي التي
أركنت سنينَ إلى اللاشئ
بينما مرَّ عليها الوقت كذرَّات غبارٍ في صحراء لا شيء فيها
سوى طمأنينة ُ اللاشي
و الغبار
و إذ بالسّحاب يمرُّ مثل كلِّ يوم
و يركض سنجابٌ ككلِّ الأيام
و لا يسأل عنّي سوى اللاشئ
و تُنسى كأنننننك لم تكن ***
و تشهد أنك حيٌّ و أنك حرٌّ حين تُنسى ***



---------------------------------------------
*** الذكرى الطيبة و الشكر العميق للعملاق الراحل محمود درويش، و لكلماته الخالدة التي استعرتها هنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه