الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوى سُنية تتاجر بالموت والقمع!

طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)

2020 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الطفل الذي يموت من البرد والجوع يشتري بنفسهِ ذخيره لقتل المتظاهرين؟!!!
كيف يحدث هذا؟
تحدثنا كثيرا عن الفاشيتين(السنية والشيعية) من رؤية الارهاب الاسلامي لكن استوقفتني هذه الصورة المؤلمة لطفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها وهي تقف بجانب والدها الذي يعمل جاهداً لإزاحة الثلوج التي تطمر خيم النازحين على تخوم مدينة من المفترض انها تحررت من داعش الارهابي منذ ثلاثة اعوام! كل هذا يحدث في وطن اصبح من يحكمه يفتخر بالسرقة والتبعية ويجاهر بقبحه في الاعلام بلا ادنى شعور بالشرف والإنسانية!

في هذا البلد المختطف من قبل مجموعة ضباع مسعورة صنعت الايدولوجيات الدينية ديكتاتورية جديدة من سفلة وقطاعي طرق وجعلتهم سلطة فوق ارادة الشعب استطاعت ان تشرعن وجودها وفرضته بالخطاب الطائفي والتعبئة الإرهابية وتنمية الجهل منذ سقوط الديكتاتورية والى يومنا هذا. في شمال العراق يموت في كل شتاء عدد هائل من الاطفال الذين اصبحوا مشردين مع عوائلهم المسحوقة في مخيمات متأكلة تفتك بها الامطار والرياح والثلوج في الوقت الذي يتاجر بهم وبمأساتهم حفنة من عديمي الشرف المنضوين تحت عنوان( القوى السنية) وينهبون بأسمهم ملايين الدولارات التي تُقدم كمُنح سنوية من دول ومنظمات دولية، وهنا اريد ان اذكر حادثة واحدة لعلها تعطي الصورة الواضحة عن حجم هذه الكارثة وبمعادلة بسيطة ابدأها كالآتي؟

الطفل الذي يموت من البرد والجوع يشتري بنفسهِ ذخيره لقتل المتظاهرين؟!!!!
لكن كيف يحدث هذا؟ هل يعقل هذا؟
ربما عبارة قاسية كانت لأنها جريمة بحق طرفين اصبحا ضحية في بلد مختطف من قبل سلطة ارهابية ادنى صفاتها اللا شرف واللا مسؤولية!
وهنا أُوضح المسألة: المدعو خميس الخنجر متهم بسرقة 400 مليون دولار مصدرها تبرعات خليجية من دول وشخصيات متنفذة ورجال اعمال ومنظمات انسانية ودولية تسلمها الخنجر كدعم للنازحين على مدى سنوات العقد الثاني( 2011_2018) وهذه الحادثة تكلم عنها الاعلام الخليجي وسمع بها معظم العراقيين هذا الخنجر المسموم تم ادراجه على لائحة العقوبات الأمريكية في نهاية العام الماضي بتهمة دفع اموال للمليشيات الإيرانية لقمع التظاهرات وانهاء الثورة وحجم ما دفعه الخنجر للمليشيات منذ تشرين الأول ولغاية كانون الاول يفوق هذا المبلغ بحسب تعقيب الصحافة الامريكية وما اعلنته وزارة الخزانة وكل الاموال التي يتبرع بها الخنجر مصدرها التبرعات والخليجية والتركية ومنظمات انسانية دولية!!!
و الآن هل عرفتم كيف اشترى الطفل الذي توفي من شدة البرد والجوع ذخيرة لقتل المتظاهرين؟ هل تقدرون الآن مستوى السفالة وانعدام الشرف عند هؤلاء؟
قوى سياسية تطلق على نفسها لقب ممثلي اهل السنة لم تكتفي بإزدواجية التبعية والنهب والسرقة وتقاسم الحصص بل ذهبت الى ابعد من ذلك وحولت مأساة ابناء جلدتها المشردين الى تجارة مربحة بنكهة الموت والدمار وبمباركة رجال الدين المشتركين معهم في هذه الجرائم الكبرى. حجم الاموال التي سرقها الخنجر وال النجيفي وصالح المطلق والعيساوي بأسم النازحين والفقراء توازي تكلفة بناء مدينتين في حين ماتزال سلات الغذاء المجفف والخيم الرديئة توزع على هؤلاء من قبل المنظمات الانسانية الدولية!.
فعن أي دين تتحدثون وكل هذه الجرائم المروعة لم تكن لتحدث لولا الدين ورجال الدين في زمن اصبح به الحديث عن الوطن عار بينما اصبح الحديث عن الخيانة مروءة تحت عنوان الولاء وأي ولاء هذا؟ انه الولاء الديني المُسلح بالنار والجهل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر