الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القفز على احلام الجماهير يفجر كوامن الغضب

كاظم الحناوي

2020 / 2 / 18
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


في الحراك الجماهيري، يبقى ضعف التنظيم والقيادة والانضمام الى مجاميع او التحزب والأفق السياسي غير الواضح سبب رئيسي يمكن أن يؤدي إلى انتصار الثورة المضادة بسبب عدم تصدي الكفاءات الإعلامية والسياسية والإمكانيات الفنية والمادية الموجودة بين المتظاهرين لمهامها ، والتي لا ينقصها سوى وضع الاستراتيجيات والأهداف التي تنشدها الاحتجاجات، الإعلام سلاح مهم، لم نستفد منه، بل العكس هو أكثر سلاح يستفيد منه اصحاب حجج التخوين لإثارة قلق المتظاهرين من خلالها، القنوات التلفزيونية والبرامج تمثل توجه أصحابها، والمتظاهر يحتاج أن يكون صوته أكثر تأثيرا، وهذا الأمر ليس صعبا وليس سهلا أيضا.
شاهدت مؤخرا عددا من التقارير التفاعلية عبر قنوات التلفزيون ومواقع التواص الاجتماعي على ترشيح احد قادة الاحتجاج لمنصب رئيس لوزراء العراق، التي وصل بعضها إلى حالة من الإسفاف لخلافات شخصية ما بين من يطلق على بعضهم قادة الحراك الجماهيري، وعرضت بعض القنوات اللقطات لشخص يرشح رئيس للوزراء واخر يتقاذف بأقذر الألفاظ، ورغم تحفظنا على بعض الألفاظ، إلا أننا نرى أن نزول قادة الحراك لهذا المستوى يخل بالمستوى المرجو منهم كممثلين للجماهير نتوقع أن تكون اصواتهم مهمة في محيطهم بصفتهم اخر من يستفيد.
للأسف البعض بدأ يعتقد انه المهمة سهلة، لأنه يفتقد للحرفية في مجال السياسة والاعلام لان القفز على احلام الجماهير عامل هدم وظلم تقصي الكفاءات وتقدم الأقل منهم كفاءة ،وبالتالي تزرع الغبن وترسخ التخلف. إن هذه المحاولات تشكل تحدي صارخ لأحلام الجماهير من قبل قادة الحراك السياسي لإن اعطاء المناصب لغير أهلها، في ظل اختلال توازن القوانين وتطبيقها، كالعفو عن المجرمين، بإشراكهم باتخاذ القرار وتمثيل المتظاهرين امام المحافل المحلية والدولية، وما يتبعها من ممارسات هذا التكليف، يمثل هدرا للنزاهة، وإخلالا بمبدأ العدالة، وتجاوزا للقانون والنظام واللوائح والشروط والعقوبات.. إلخ
فأي إجرام غير ذلك؟ وماذا ننتظر ونحن على مشارف رؤية نتطلع معها إلى تشكيل حكومة جديدة تساعدنا في رعاية الانتخابات بصورة عادلة وشفافة ؟! .
ان هذه المحاولات إساءة للثقة التي منحتها لهم الجماهير، وتفضيل المصلحة الشخصية على الصالح العام، وهي أخطر انواع الفساد وعامل من عوامل تفكك وحدة الجماهير المنتفضة على الظلم، وامتهان العدالة، وطغيان القوي على الضعيف، وتسجيل دماء الشهداء ضد مجهول. بمثل هذه الترشيحات تقتل احلام الجماهير، ويحصل من يمتلكون النفوذ ومن يتبعهم وينتمي إليهم على تقدم الصفوف، مهما تدنت قدراتهم وشهاداتهم العلمية.
هذا الترشيح، يضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، فتتردى الاوضاع وتسوء، ومعها تتهاوى إمكانيات وقدرات المجتمع لأنها عامل مساعد للفساد والظلم والفقر والمرض والجهل أعداء الانسانية على مدى التاريخ، فقد تسبب هذه العوامل في الانهيار.
القفز على احلام الجماهير يفجر كوامن الغضب والاستياء والسخط، ومن ثم الحقد بين مختلف فئات المجتمع، خاصة الطبقات التي تعاني من التهميش والاستضعاف والقهر. أما تفعيل محاربة الفساد والارهاب ، فمن الضروري ان تلتزم قيادات الحراك الاجتماعي المعنية بمحاربة الفساد والمحسوبية بدورها، وأن يلتزم افرادها بحتمية تطبيق القانون والنظام على الجميع دون استثناء، ووضع سياساتها بوضوح وعلانية، ويتم اتخاذ قراراتها بشفافية مطلقة ومشاركة شعبية. وفضح اسباب ضعف الوازع الوطني عند العملاء ، لكي لا يتم تنفيذ الانظمة والقوانين الرادعة لهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان