الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النصر سوري والعويل صهيوني تركي

عبد الهادي مصطفى

2020 / 2 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


على مدار ازيد من 9 سنوات من الحرب الشاملة بسوريا بتدخلات دولية مباشرة او باستعمال ادواتها الارهابية المتطرفة على الارض نجحت الدولة السورية وحلفائها بالتحدي لهاذا المخطط الذي يستهدفها... وعند كل انتصار سوري ومع اي منعطف للحرب لا يخدم الارهابيين ومشروع الصهاينة ومع اي هزيمة لمحور القوى الرجعية الإرهابي المحارب بسوريا يرتفع نباح الصهيونية وأنين كلاب الاخوان المجرمين بتركيا وقطر...
بل وعند كل رِدة لمشروع استهداف سوريا وعند اي هزيمة مدوية لأدواتهم الارهابية في سوريا تقوم الصهيونية او تركيا بتحريك جيوشها بالإغارة على مواقع تمركز الجيش العربي السوري لا سواء في محاولة لإجباره على التراجع عن مكتسباته العسكرية على الارض او اثناء محاولة التغطية على الارهابيين لمنع الجيش من مزيد من التقدم وتوفير الغطاء للقوى الارهابية والرجعية من داعش والنصرة ومثيلاتها للانسحاب دون مزيد من الخسائر.
لماذا سوريا بالضبط!!! ؟؟؟
في الوقت الذي نشهد فيه حملة تطبيع كبيرة من مجموعة من الدول العربية والاسلامية والشمال إفريقية مع الكيان الصهيوني بعقد اللقاءات والمعاهدات والتنسيق العلني منه والسري بدواعي العداء الايراني او التقارب الرياضي او الشراكة الاقتصادية... فإن سوريا تبقى الوحيدة التي ترفض هدا التقارب وترفض اي علاقات مهما كان نوعها مع الكيان الصهيوني محافضة على موقفها الراسخ والواضح منه دون اي تلاعبات من تحت الطاولة او في الخفاء.
ان عمليات القصف الاخيرة التي قامت بها مقاتلات حربية صهيونية على الاراضي السورية انطلاقا من الجولان السوري المحتل ليست حبا في فورة الشعب السوري او دعما لحقوقه المستلبة كما تدعي الصهيونية واذيالها الرجعية او انتصارا له او خوفا على اللاجئين او غير ذلك من ادعاءات وتبريرات الكيان الصهيوني وعملائه وانما جاءت كنتيجة مباشرة لمواقف سوريا من هذا الكيان الغاصب ومن رفضها القاطع من التنسيق او التقارب او الاعتراف به كدولة اسوة بباقي الدول العربية منها والاسلامية التي تتسابق لعقد الاتفاقيات واللقاءات السرية والعلنية دفعا لمسار التطبيع والخيانة لدماء تضحيات الشعب الفلسطيني المقاوم...
قصف المقاتلات الصهيونية للاراضي السورية ليس مجرد اعتداء عادي او عمل روتيني محدود الافق او عمل عسكري بسيط ولكنه عدوان سافر تستفيد منه الصهيونية والرجعية وباقي اذيالهما وادواتهما العميلة بسوريا وخارج سوريا ممن توحدوا لاجل مشروع الشرق الاوسط الجديد وشمال افريقيا لرتق الصدع والفتق الذي اصاب نمط الانتاج البرجوازي. وطالما العلاقة الناظمة فيما بين سوريا والصهيونية يعتبر الصراع والقصف والحرب والقطع وعدم الاعتراف شعارها الاساسي وسماتها المحددة فلا يمكن الا ان نعلن تضامننا المبدئي مع سوريا مهما كان موقفنا من نظامها الساسي الذي لم يسقط الى الحضيض ولم يتساوى في طبيعته وممارساته مع اي من باقي الانظمة العربية وشبه العربية... وأي تفسير او فهم غير هذا فهو تفسير باطل وخاطئ وغير سليم بالبث والمطلق ولا يلتقي في فهمه ومضمونه واهدافه وتجلياته الا مع الصهيونية وعملائها وادواتها الرجعية العميلة.
ببساطة شديدة فلو ان الدولة الوطنية السورية قبلت بالتنسيق مع الصهيونية والاعتراف بها... هل كانت الصهيونية ستغير على الاراضي السورية وتقصفها؟. ؟
ابدا.
بل كانت ستكون معها على وفاق دائم اسوة بعلاقاتها المتميزة مع الاردن والسعودية وتركية وباقي دول العهر الاسلامي البائذ.
فالصهاينة لا يقصفون الاردن ولا يدعمون المتشددين في سيناء مصر ولا يرسلون السلاح ويوفرون المشافي الميدانية للأكراد في تركيا ولا يتحدثون عن الظلم والقمع والحريات المستلبة بالسعودية وقطر والامارات وغيرها من الدول الشرق اوسطية... ببساطة لان دول العهر هاته يعترفون بالصهيونية وينسقون معها فوق واسفل الطاولة ويعملون مع ادوات الصهيونية ورجالاتها وشركاتها وعملاء استخباراتها الذين يجوبون هاته الدول بتنسيق معها دون حسيب او رقيب
ضمن معاهدات اقتصادية وعسكرية ورياضية واتفاقيات عدم الاعتداء... وهو شعار المرحلة ومؤثث المشهد في العلاقة الرابطة بين الكيان الصهيوني ودول الخليج ومجمل الدول العربية والاسلامية والشمال افريقية... فيما تبقى سوريا تعتبر نشازا واستثناءا وحالة خاصة ترفض التطبيع وتأبى الخضوع... ولو انها فعلت عكس ذلك لانتهت الحرب في اسبوعين وانتهى معها الصراع لدرجة ان رجوع سوريا لمقعدها ضمن جامعة الدول العربية مرهون باعترافها او تقاربها من الصهيونية اسوة مع جل باقي الاعضاء.
ما يقع لسوريا من استهداف وعمليات قتل وترهيب وتدمير لبنيتها التحتية وتفكيك لبنيتها الاقتصادية والديمغرافية على مدار اكثر من 9 سنوات هي عملية عقاب جماعي شاملة لقيادتها السياسيةالرافضة لكل اشكال التطبيع ولشعبها المقاوم بسبب دعم المقاومة وكذا مواقفها المتجدرة نوعا ما من الكيان الصهيوني... وما عمليات القصف الصهيوني الاخيرة لسوريا الا بمثابة محاولة يائسة لفرض تمرير صفقة القرن لان سوريا تعتبر الدولة العربية الوحيدة التي قالت بشكل واضح دون اي لبس ودرن ان يحمل موقفها في طياته اي نوع من انواع تحوير الموقف او تعديله ان صفقة القرن ليست إلا بيع وتصفية للقضية الفلسطينية وتدعيم واضح ومفضوح للكيان الصهيوني بتكريس الاستعمار والاستيطان بكل اشكاله وتجلياته التي تستلب الشعب الفلسطيني حقه المقدس في الارض وهو ما يعني بالدرجة الاولى استمراريتها على نهج دعم المقاومة وتسليح الشعب الفلسطيني بمنظماته وتنظيماته المسلحة لافشال هاته الصفقة.
هنا فقط تتجلى معالم المعادلة بأرقامها وتناقضاتها حيث النباح التركي والقصف الصهيوني والعويل الامريكي في الامم المتحدة بمسميات حقوق الانسان والنزوح الجماعي تم تصريحات وزارة الخارجية الامريكية باعلانها الصارح بدعم تركيا في عملياتها العسكرية في الداخل السوري بادلب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو