الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمدين الأبد

آرارات هورو

2020 / 2 / 19
الادب والفن


كانت القافلة تحمل أسماءً عدّة
أجساداً عدة
هموماً عدة
وصلاواتٍ عديدة
لم أستسلم في البداية
لكن تجسدت فيّ أفكارٌ عدة
من سأكون بعد القافلة
من سأصير وإلى أيةِ وجهةٍ يحملني هذا القيد
إنني الآن أستفرغ
رغماً عني
رغماً عن صوت العجلات المؤديةِ حيث لا نعلم
إلى أين / وأين الخلاص ؟؟
بالقرب مني أسفٌ يمضي معي حيث الوجهة
أسمه الكلّي ظلّي المتحرك
أو كما عرفه أشخاصٌ عديدون ، إنّه / شمدين /
بعدما باعه والده إلى عدةِ قوافلٍ أخرى
لكنه أبى أن يستسلم
الحروب التي طالت في المستعمرة
أخذت منه شمعدانَ حياته كلّه
يقولون : إنّه كان يجلب العارَ لذويه عندما كان الروم يجتاحون بيوتاً ميدية ويحرقون "الآڤيستا" الخاصةِ بهم ،
كان عاره الوحيد إنه ينتفض ، ينتفض بكلِّ كيانه اللائي تجاه الروم ، تجاه الكولونيالية التي إستبدت خليّته العسلية ،
كان الشرف وقتذاك أن يكون متعاوناً
مع الوالد والروم و الكولونيالية
مع مَن يخفض رأسه أمام السهام
خلف الدروع تحت السيوف
كانوا يقولون : شمدين كان ميثولوجيا ميديا في ميزوبوتاميا ، قُتِلَ مراتٍ عِدّة ، مثل ليونيداس رمياً بسهام الفرس ، وفي رواية أخرى قَتَلَ من الأعداء ما يحصى لكن بادره أحدٌ من قومه بسهمٍ من خلفه وذلك على ما سيقدمه له القائد الأعلى للعدو من ذهب ونساءٍ تحت قفطانه المليء بدم شمدين والعار ، وأخرى تقول دسوا السمَّ في طعامه ،
لكنه هنا معي
يسافر معي
يسمع زفيري و يشهق معي
إنه معي بين مهدي ولحدي
كلانا لا نعرف الوجهة
لكنه همسَ لي بأنه سيحاول الفرارَ من الأغلال كما عاود ذلك
قال : أنا قاتل أبي هذه مرة وإلى الأبد ، أنا قاتل الروم هذه المرة وإلى الأبد ،سأعيد ميديا إلى ميزوبوتاميا بين دجلة والفرات الأزرق الموجودةِ في عينا شاهمران ،
لم أعد أستفرغ
لم أعد أجاهد كي أفرز في رأسي تحية الإستسلام
لم تعد تنتابني الأفكار من جهاتها الأربعة
بل ركزت ذهني وقلبي وعضلاتي الهشّة بكيف أذهب مع شمدين إلى وجهته المثلى و أقاتل إلى جانبه وإلى الأبد كما يقول إلى الأبد ___








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا