الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الأمريكيّ الإيراني.. أما بعد

حيدر الخضر

2020 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


العراق الأمريكيّ الإيرانيّ
أما بعد...
في كلِّ دوِّل العالم يعمل أيُّ نظام سياسي يحكم دولة بالتفكير بمصلحة الدولة وشعبها، وكيف يبدأ بالتطوير والعمران ويقيّم علاقات دولته على أساس المصالح المشتركة مع أيّ دولة، وكيف يوظف كل أدوات دولته من كل النواحي الأقتصادية والسياسية وقوّة دولته. أما نحنُ العراقيون فتجدنا منقسمون بالولاءات كلُّ إلى دولةٍ، ومنذُ زمن قبل سقوط العراق بيد داعش الإرهابي قالوا أغلب المفكرون إن الحرب الآتية هيَّ حرب شيعية شيعية بإمتياز وهذا ما حصل فعلاً، فاليوم الشيعة منقسمون ما بين تأييدهم لإيران وتأييدهم لأمريكا، ولنعمل مقارنة بسيطة بين هاتين الدولتين أما أمريكا فهيّ قوّة كبرى على مستوى الأقتصاد والسياسة والنفوذ العالمي فلا توجد أي دولة بالعالم على قدر من التقدّم والبنان تعادي هذا الكيان؛ وذلك لمصالح شعبها والكل يعرف ماذا حدث للعراق نتيجة غباء صدام السياسي وسياسته الأحادية فكل الذي جرى للعراق بسبب حماقات صدام وتعنته برأيه وعدم التفاوض مع أمريكا ممّا جعلهُ يدفع ثمن عدائه لأمريكا باهضاً بل حتى العراق ما وصلَ لهذهِ المرحلة المزرية لو كان صدام من أهل العقل والسياسة وتخلفَ العراق بكل المجالات والمستويات سواء كان علمي أو أقتصادي أو ثقافي أو فكري فليس من مصلحة العراق عداء أمريكا بل على العكس بناء علاقات متينة وقوية ممّا يعزز الأقتصاد و الدولة شريطة أن لا تكون هذهِ العلاقات على حساب السيادة الوطنية وإنما على وفق المصالح المشتركة للدولتين كما نرفض وبشكلٍ قاطع أن يكون العراق تابع أو تحت الوصايا الأمريكية كما يصور البعض بل مصلحة الدولة تقتضي أن يكون هناك علاقات وطيدة بالولايات المتحدة الأمريكية ونرفض الأصوات النشاز التي تريد جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات لذا هنالك حالة ظهرت بعد أنتفاضة ٢٥ تشرين جعلت العراقيون منقسمون بين تأييدهم لأمريكا وتأييدهم لإيران ونسيان الهوية الوطنية. أما إيران فهي مقاربة إلى حد كبير بسياسة الولي الفقيه إلى سياسة صدام حسين من حيث القمع والترهيب وعدم وضع المصالح للشعب الإيراني في مقدمة أولوياتها وهذا شأن داخلي. أما تريد أن تزج العراق بحرب مع قوى عالمية لا ناقة لهُ فيها ولا جمل فهذا أمر مرفوض ويتعارض مع مصالح الشعب العراقي الذي لا يزال يدفع ثمن سياسة صدام الحمقاء. على الشعب العراقي أن يعي ما يدور حوله من متربصين لا يريدون لهُ الخير كما لا نريد العداء مع إيران فهيّ دولة جارة وبيننا تاريخ مشترك وجغرافية ودين بل نريد بناء علاقة قوية بما يخدم مصلحة البلدين أما البعض ودفاعه المستميت إلى أمريكا وإيران فعليه أن يراجع مواقفه ويضع مصلحة بلده نصب عيناه ويكون دفاعهُ من منطلق مصلحة بلده ويستذكر كل الشهداء الذين سقطوا من أجل وطن تصان بهِ كرامة شعبهُ المتعب البائس الذي لا مستقبل لهُ في ظل هذهِ الانقسامات فعلى الكثير من أبناء شعبنا أن يصحوا من كبوتهم ويعودوا إلى رشدهم ويتركوا سياسة تسقط أمريكا والفرس المجوس ولتعيش فلسطين حرة عربية وليخسأ الخاسئون فهذهِ ( العنتريات) اللاواقعية أدت بنا إلى ضياع أجيال في مستنقع الجهل والحرمان والجوع والفقر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت احسنت
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 2 / 20 - 03:56 )
كفيت ووفيت. نعم انها الحقيقية ولا حفيفة غيرها. الاخلاص للوطن والنظر الى مصالحه وليس جعله ساحة لتصفية الحسابات بين دول لا يهمها الا مصالحها. ما ذا جنت ايران من شعارها -امريكا الشيطان الاكبر- ااو شعارها -تصدير الثورة- الذي خلق عداء مستمرا بينها وبين جيرانها بدون اي طائل او مصلحة تذكر.ان الذين يتخذون الدين او المذهب صلة الوصل بين الدول هم واهمون والدول تربطها المصالح وليس غير ذالك. يجب اعادة النظر في كل تلك الامور وليكن حب الوطن اولا والمصالح المشتركة بين الدول ثانية. لا علاقة للعراق بشان ايران الداخلي وعلاقاتها مع الدول الكبرى فذال شانها ولتكن المصالح المشتركة بين العراق وايران هي الركيزة السياسية وليس الدين والمذهب فايران ليست مسؤولة عن تشييع الناس او اسلمة المجتمعات وايمانها بولاية الفقيه هو شانها وحدها . انه من الغباء محاربة الدول الكبرى المسيطرة على العالم اقتصاديا وعسكريا والذين ينادون بطرد امريكا من العراق هدفهم تسليم العراق الى ايران على طبق من ذهب بدون مراعاة مصلحة العراق وكان ولاية الفقيه فرض من الله ولم يكن راي شخصي حتى في المذهب نفسه. عاش العراق حر ابي والخلود لشهدآئه .

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار