الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة 20 فبراير: الشعب يريد، أم الانتهازية تريد؟

ميمون الواليدي

2020 / 2 / 20
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


تحل اليوم الذكرى التاسعة لانطلاق حركة عشرين فبراير المجيدة , في جو اقل ما يقال عنه انه موسوم بالردة والتراجع و اليأس تقابلها و مضات من الأمل والصمود يبعثها قلة من القابضين على الجمر هنا وهناك .
و فيما يستعد ثلة من خيرة شباب هذا الوطن للخروج مرة أخرى للاحتجاج و إن بشكل محتشم , لكن مع نفس الاصرار و نفس الايمان , فإن الصحافة الصفراء و جرائد الرصيف ونخب السلطان و مثقفي البلاط و كل الابواق المناهضة للتغيير , الرجعية منها والاصلاحية , بل حتى التي تدعي التقدمية : تسبح في الاتجاه المعاكس للتيار , محاولة نعي الحركة كل منها على طريقته بل إن بعضهم يريد أن ينعي حتى مطالبها المشروعة .
بعيدا عن جوقة النظام التي لا تكل ولا تمل , وبعيدا عن التقديس والتأليه لا بد من القول أن حركة عشرين فبراير هي حركة احتجاجية شعبية من صلب الشعب المغربي , حاولت في حدود إمكانياتها وبحسب الشروط الموضوعية التي أتنجتها والتي مارست في ظلها، تغيير ما يمكن تغييره, فأصابت في كثير من مواقفها وممارساتها وأخطأت في بعضها, إلا ان فضلها الاكبر هو انها فتحت صفحة جديدة من النضال السياسي والاحتجاج الجماهيري بالمغرب .
تقييم مسار الحركة و مآلها مرتبط بالخلفية الاجتماعية والموقع السياسي لكل منا, كما يرتبط بمدى مساهمة كل واحد منا في تاريخها, لكن هناك ملاحظات مرتبطة بانطلاق عشرين فبراير وبمسارها وأساليبها لا يمكن إغفالها :
أولا : حركة عشرين انطلقت بعد عدة تجارب احتجاجية مجهضة أهمها تنسيقيات مناهضة الغلاء, والتي كان السبب الرئيسي في فشلها هو المحاصصة الحزبية بين الاحزاب الاصلاحية والتي خانت أنتفاضات سيدي افني وصفرو وبومالن دادس وغيرها, ما يعني ان تجربة هذه التنسيقيات كان من الممكن ان تسبق الانتفاضة في تونس باشواط لولا الانتهازية المقيتة.
ثانيا : عشرين فبراير انطلقت بشكل فوقي محاولة استعارة الايقاعين التونسي و المصري, فرغم المشاركة الشعبية في الدعوات للاحتجاج ورغم الدور الفعال للشباب إلا ان الاحزاب الاصلاحية والتيارات الرجعية حاولت تاطير العمل منذ البدااية مستفيذدة من الفرق الشاسع بين التوقيت الذي انطلقت فيه الدعوات والذي تلا هروب بن علي وبين تاريخ الخروج للاحتجاج والموافق للعشرين من فبراير، بل إن النظام نفسه استفاد من هذا العامل للاستعداد اللوجستيكي والمخابراتي والسياسي.
ثالثا : الحركة ارتكبت اول خطا تكتيكي مساء العشرين من فبراير عندما لم تقرر مواصلة الاحتجاج في اليوم الموالي خصوصا بعد المجازر التي ارتكبها النظام والتي أسفرت عن ست شهداء في يوم واحد. والسبب هو الدور الجبان للبرجوازية الانتهازية والرجعية والتي ربطت الاحتجاج بايام الاحاد لان الموظفين الانتهازيين لايمكنهم المغامرة بالتغيب عن و ظائفهم .
رابعا : زواج المتعة بين التنظيمات الإصلاحية وجماعة العدل والاحسان وظهور " المناضل " المسمى " كمراخ" كان كارثة بكل المقاييس، لأن هدفه كان تسقيف المطالب ولعب دور الاطفائي، وما شهدته مسيرة 15 كيلومتر بين انزكان وأكادير من اصطفاف ومشاحنات وانقسام للمسيرة في النهاية دليل مادي على مانقول.
خامسا : ضعف القوى الثورية التي رفعت شعار اسقاط النظام منذ اليوم الاول, دون شحذ طاقاتها لمواجهة الانتهازيين , فرغم المواقف الثورية والإيمان بثورة حقيقية إلا أن التشتت وغياب التنظيم وضعف التجربة الميدانية والحنكة السياسية عوامل حدت من هامش المناورة لهذه القوى التي تم عزلها في كثير من الأحيان.
سادسا : استمرار الحركة بنفس الشكل غير علمي لكن إحياء الاحتجاج الشعبي يستدعي القطع مع الافات السالفة الذكر ورفع سقف المطالب ورفع مستوى التعبئة الشعبية وتحييد الانتهازيتين الرجعية والاصلاحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة