الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكتوبريات

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2020 / 2 / 20
الادب والفن


خطوة..
تفتحت مسام الأرض
دمعة شاهقة الرفض
مثل زبعة تائهة
تعصف باليباس فتجدث جذوره الواهية
بصرخة تفتق جدران الصبر
حتَّى لا تنفع سفن القراصنة
خرائطها البالية
حين تنتفض جزئيات الماء هناك
إلا أنها شديدة الركوع
أمام جبل الرب
يقف مردوخ شامخ هنا
يفتح ذراعيه بوجه الشباب
وصوته الجهوري
ينبثق عاصفا من حنجرة الطابق الأرضي
لساحة التحرير
لكن.. لا صوت يعلو صراخ الطابق العلوي
وهو يزأر على شكل غيمات سماوية
تمطر غضبا سومريا مزدحما بالطين
مصحوبا بنقرات عشتار على قيثارة الخلود
لعلي أشعر بذلك الطابق
لعلي أعرف من يزدحم فيه
لعلي أرى من يتظاهر هناك
فكل من في الأعلى أكثر سطوة منا
وأعظم غضبا من حناجرنا المبحوحة بالحياة
هناك يتظاهر شباب شديدو الملوحة
توقفت أعمارهم في لحظة وطن
عرفتهم جيداً
كانوا يرتدون زيا مختلفا
وتصفيف شعرهم تقليدي أيضاً
جمع من شهداء حرب إيران
وخلفهم شهداء حرب الخليج
والمظلومون الذين أقصتهم السلطات
وحولهم شباب يشبهوننا جدا
يقفون مثل السور المحيط بهم
كان عددهم لايقل عن 1700
تتطاير من أفواههم كلمات حمراء
والكثير من الغضب الممزوج بالأشلاء
ومن تحتهم نحن
وكأن السماء برزخ مغناطيسي بيننا
يجذب هتافاتنا الأرضية
التي طالما كانت مخبوءة
في صندوق السر
هكذا تنبو صرخاتنا كجسر جديد
تعبر عليه الحقيقة القديمة
بعدما تزيح عن وجهها لثام الخوف
تجعل العراق بنا...
مبتسما بثغر عريض
عريض جدا
يجعل خارطته تتسع من الجوانب
ليزيح جيران السوء..
مثل من يتمغط صباحاً
في يوم عطلته
على فراش من حرير
لن نتراجع
اقتلونا كما تودون
لن نتراجع..
فالموت هنا
يعزز الانتماء
طالما ندفن في أرض العراق

.............................

رجل
طاعن بالمجد
كبير الهمة والثراء
على رأسه تاج من سلالات الطين
وعلى صدره أوسمة
من أشلاء شباب يبحثون عن السلام
حزين، باكٍ كل الوقت
بدموع تجري من جبهته ولاتنتهي إلا عند قدميه
إن تكلم فلا يقول إلا:
(ويلاه ويلاه) بصوت جنوبي حزين
أولاده كلهم آلهة ونجوم
بناته جميلات يتسيدن على جسده الترابي
وإذا اشتكت أحداهن شكى سائر البدن
إلا كبيرتهن صامدة جداً
لاتتخذ من الشكاية وسيلة
مهما تسلق عليها الموت بمخالبه اللعينة
على وجهها الأسمر
طلاء حزين مسود بتاريخ من القربان
وكأنها ملطخة بالكبت والقار
وكلما قيل له ما اسمها؟
قال: ذي قار..

............................

لسنا بعيدين عن الله
نحن أقرب إليه منكم
بل أقرب وأقرب من ذلك كله
نكاد نكون أبناءه لولا إنه لم يتخذ ولدا
هكذا كتبنا على صدورنا
نحن العراقيون
حين اقتفنا إثر الحياة
الحياة ذاتها التي كتمتم ألوانها
بعقولكم الجارحة للوطن
الصادحة بالعبودية
بالموت..
والخيانة... والفناء.

..........................

أما بعد
فإن الحزن جبل من تراب جاثم على صدري
لايزيله إلا مطر صوتك..

............................

أحب تلك التي تتشوق للنقاش معي
عن فكرة تافهة
أو عن شتمية جديدة تكون قد ابتكرتها من أجلي
أحبها حينما تضحك بهستيرية
بعدما تصفني بوصف ساخر
ثم لاتعتذر
ولاتتأسف لوجهي القاطب
بل تعانقني مثل قطة مخادعة.

...............................

مزاجك السيء قهوة
وتبسمك سكرها...
لاتلوميني إن أجعلك تغضبين ثم اعانقك.

...........................

في بداية الأمر
جميعهم في قمة اللطافة
وفي نهاية الأمر يكونون قساة
وكأنهم قد تشبهوا
بدورة حياة الغصن.

..........................

على أرض الله
ممتلكات الله
هناك جنة الله وهناك ناره
هناك حدائق الله وهناك صحراؤه
هناك دفء الله وهناك برده
وهنا حلبة الله العليا
ينجذب إليها كل ما على الأرض من متخاصمين
لينهوا صراعاتهم المريرة عليها
وكلما بدأ الصراع، تتعالى أصوات الجمهور
بين مؤيد ورافض ورافض ورافض
وفي نهاية كل جولة يفوز المتخاصمون
نعم يفوزون..
ويموت الجمهور
حتَّى تنتشي حلبة الله بكل ما أريق من دم
وكأنها خلقت لذلك وهي خلقت لذلك
وإذا سألونا: ما اسم حلبة الله في الأرض؟
قلنا بمرارة: إنها العراق

.............................

لأنني على مَوعدٍ مع التعب
كانت سيارةُ أحلامي
قد تعطلت في مُنتصفِ الطريق
ولا محطة هناك
ولا شكوى
ولا عتب...

..........................

أرواح جميع الأموات الأبرياء
تعرج إلى السماء
إلا أرواح شهدائنا
فأنها تبقى في العراق

..........................

ليس أسوأ مايحصل لي
أن أموت في الدرب المؤدي إليك
بل الأسوء من ذلك
أن أعيش في الدرب الذي يعاكسك
في حين أنك وبكل حب
تتخذين لحياتك طريقا من خلالي
طريقاً بكثافة الرسائل التي تبعثها الموسيقى
وعند المنتصف تجلسين
أشعر بلهفتك الثمينة حينها كما الآن
حيثُ أنها نبرات، خطوات، أفكار
وجلوسك في داخلي عمق
يمتد من القدحة الأولى للانفجار العظيم
وينتهي عند أخر خفوت للفناء الأخير

................................

مازلت ممتنا
لذلك الضيق
الذي وسع بداخلي رحاب التقبل
بعدما شدني غيابهم
مثل سلك شهي
تسحب طرفيه عتلتان جائعتان

.............................

لأنني مختلفٌ
لا أود أن يشاركني أحد
اخترتُ نجمة بعيدة جدا
لم يمسسها بشر ولم تك بغيا
لأفنيَ لها العمر
بالكثير من الحب
والانتظار
والتضحية
والوفاء
وربطتُ بضوئها الخافت أخر آمالي
وكل تراتيل أحلامي المؤجلة
فتبين فيما بعد
أنها ليست سوى محطة نائية
لتلك القطارات المطرودة من السرب
الجائعة دائما للوجبات الممنوعة
وهي تسترسل خفية من صفعات اللوم
وأنا هنا..
مجرد عاشق أغبر
موهوم بالثقافة والتسامح
كأيِّ فيلسوفٍ أغبرٍ يقتل عمره بسيف العدمية
من أجل أن يكون مختلف فقط
بعدما يجتز راحته من القفا
ولم يبق منه سوى كتف يحمل به هموم الطاعنين به
ولأنني أغبر جدا
صرت أضحوكة بأفواه المُدَّنسين
صرت فبركة مغرضة في رسائلهم القبيحة
صرت أقصوصة بالية في حديث المهملات
صرت فكرة شهية في روؤس الذئاب
في حين أنني لست فريسة سهلة
بقدر ما أنا مجرد عاشق أغبر
أبحث عن وجود صادق
يحيل جميع توقعاتي إلى جادة الخطأ

....................................

سيموت أنكيدو في كل مرة
فيحزن كلكامش حزنا فضيعا عليه
للدرجة التي تجعله يزداد إصرارا على اتمام المهمة

..............................

لا أنتِ
وَلا ضَياعَ حَقي
وَلا أيَّ شيءٍ أخرٍ
يُمكنُهُ أنْ يُغيِّرَ مَزاجِي
طالمَا مُكتئِبٌ طَوالَ الوَقتِ
.................................



مهلاً..
توقفي قليلاً
افتحي ذراعَ أفكارِكِ
دعي عقلي المُجهَدَ يُعانقُكِ
الآن سأقولُ لكِ: توقفي تماماً
على مَسافةٍ خَطوتينِ فقط
لأقفزَ نحوكِ بِحَركةٍ عَفويةٍ
حينها سَتضحكينَ بهدوءٍ
وتقولينَ: ياويلكَ ثمَّ تَخجلين...
تتصورينَ أنني مُحِبٌ لطيف
حَاولَ اضحاكَ مَحبوبتَهُ بحركةٍ كهذه
في الوقتِ ذاته
سَتتقنُ أصابعُكِ النَّاعمة
لعبةَ المَساسِ بِخيالي الهَارب
وتعلو بيننا قهقهةٌ العناق
من دون أن تفكري بغايةِ قفزتي
التي ماكانتْ إلا مُحاولةً جادة
للولوجِ إلى تاريخِكِ السَّامق
بكلِّ مافيهِ من حضارةٍ وتراثٍ وعنفوان
كي تَدرجيني ضمنَ آثاركِ الكثيرة
آثارُكِ المليئةُ بالصُّروحِ العاجية
والرَّسائلِ البَنفسجية
وغاباتِ وُرودِكِ القابعةِ بين كتفكِ والمُستحيل..
حتَّى إذا اندثرتُ أنا عن بكرةٍ أبي
وانتهى مطافُ الفكرةِ عن بَهرجةِ الحياة
سَيكتشفونني بعدَ ألفِ سنةٍ ويوم
أُرتلُ العذابَ بقولي:
نون والألم، ومايعلمون..
أنا الأثرُ الأخير هنا
النَّامي في عراءِ العَدمية
في رُكنٍ من أركانِ الهُراءِ..
سَيقولونَ وجدنا أثراً يعودُ إلى الحضارةِ الأنتية
وَحينها بلا أدنى شكٍّ
سَيربطونَ بِخيطٍ من كلام
اسمي القبيحَ باسمِكِ الجميلِ
وهكذا يَذكروننا سَويةً
في المَتاحفِ
والمَزاداتِ
وَربما النفايات لايَهمني ذَلك
بِقدرِ مايَهمني الخلودُ معكِ آنذاك
على شكلِ ريشةً قفزتْ نَحوكِ
بِمسافةِ خَطوتينِ
وألفِ كوكب....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا