الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في بعض مواد الدستور السويدي

سلام قاسم
كاتب وإعلامي

(Salam Kasem)

2020 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


نص الدستور على أن السويد دولة ديمقراطية، الشعب هو الذي يقرر من هم السياسيون الذين سيحكمون البلاد، والسويد مملكة، والمملكة لا يرأسها رئيس بل (ملك). ليس للملك (كارل غوستاف السادس عشر) أي سلطة سياسية، هذا ما ينص عليه الدستور. ولكن الملك والعائلة المالكة يمثلون السويد في الأوساط العامة.
نصت المادة (1) من الدستور السويدي على "تنبثق السلطة العامة كاملة من الشعب في السويد، ويقوم (حكم الشعب) السويدي على تكوين الآراء الحرة وعلى حق التصويت العام المتساوي، ويتحقق من خلاله نظام نيابي (برلماني) ومن خلال حكم ذاتي وطني، تمارس السلطة العامة بموجب القوانين".
ويؤكد الدستور السويدي على أن الجميع متساوون في القيمة، ويتضمن هذا الأمر وجوب أن يحيا الجميع في ظروف متساوية بين الجنسين، ويجب أن تتقاسم الأسرة المسؤولية. ويجب أن يحيا الرجال والنساء في ظروف متساوية عن أعمال متكافئة. فعند التقديم على وظيفة يجب أن يقيم الطلبات انطلاقاً من مهارات كل شخص وخبراته.
أعتمدت السويد برنامج الأمم المتحدة منذ عام 1948 (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)، فقد جاء في المادة 1 من القانون السويدي "يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق. وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء". وجاء في المادة 2 "لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة، أو الدين، أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني، أو الاجتماعي، أو الثروة، أو الميلاد، أو أي وضع آخر.
كما جاء بخصوص حرية الأديان، أن من المهم أن يؤمن الإنسان بشيء. التصورات الدينية موجودة في كثير من الثقافات. وينص الدستور السويدي على حق أي شخص في ممارسة أي دين يشاء. الإيمان (مسألة شخصية) ويجب أن يكون للإنسان حق ممارسة دينه في أشكال مختلفة كثيرة مع الآخرين. ويجب أن يحترم الإنسان تصورات الآخرين الدينية. معظم الناس عندهم نوع من أنواع الإيمان ويختارون الالتزام به. ولكنه أمر لا يصح للدولة أن تتدخل فيه في مجتمع علماني مثل المجتمع السويدي.
كما يتناول الفصل الثاني من الدستور القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان وحرياته، المادة الأولى يكفل لكل شخص:
1- حرية التعبير: حرية ابلاغ المعلومات والتعبير عن الأفكار والآراء والمشاعر بالكلام أو الكتابة أو الصورة أو خلاف ذلك.
2- حرية الإعلام: حرية التماس المعلومات وتلقيها، والإطلاع فيما عدا ذلك آراء الآخرين.
3- حرية الاجتماع: حرية تنظيم الاجتماعات للمعلومات أو لإبداء الرأي أو لغرض آخر مماثل أو لأداء الأعمال الفنية، والمشاركة في ذلك كله.
4- حرية التظاهر: حرية تنظيم التظاهرات في الأماكن العامة والمشاركة فيها.
5- حرية تكوين الجمعيات: حرية التكتل مع الآخرين لأغراض عامة أو خاصة.
6- الحرية الدينية: حرية ممارسة الشخص لدينه إما بمفرده أو بالاشتراك مع غيره.
كما جاء في قانون إدارة الدولة ومؤسساتها، بخصوص عيش المواطن حياة حرة كريمة في المادة (2) يجب ممارسة السلطة العامة من منطلق احترام قيمة جميع البشر المتساوية ومنطلق حرية الإنسان الخاصة وكرامته، وكيف يمكن الإدعاء بأن الجميع متساوون في القيمة؟ أليس الاشخاص الأغنى أكثر قيمة أو أولئك ذوو القدر الكبير من الذكاء أو أولئك أصحاب السلطة في المجتمع؟.
الجواب كلا. لسبب بسيط، فنحن وجدنا بنفس الطريقة (البيلوجية). ووصلنا إلى هذه الأرض دون أن نتمكن من التأثير على نشأتنا فيها. فنحن نولد في وضع معين ونحاول الاستفادة من الوضع الراهن أكبر قدر ممكن، بغض النظر عن مكان ولادتنا. وعلى هذا الأساس، فنحن نتقاسم نفس القدر الوجودي ولنا نفس القيمة. وكشفت البحوث عن أننا نتقاسم القسم الأعظم من الجينات البشرية. فما يوحدنا وراثياً هو أكثر مما يفرقنا. ولنا جميعاً قلب ينبض، ورئتان تتنفسان، وقدمان تحملاننا، وذراعان تحملان أعباءنا، ومشاعر تولد الحب والتعاطف، وإذا قشرنا الاختلافات السطحية فسنجد ما يوحدنا! ويمكننا وقتها أيضاً معاملة بعضنا البعض باحترام وكرامة.
واضح من المواد اعلاه أن المجتمع السويدي مجتمع (منفتح)، يمنح مواطنيه الحقوق والحريات الأساسية وحسب أولوياتها، فحرية التعبير والإعلام تأتي بالمرحلة الأولى، ولم تأتِ عن طريق الصدفة. فإذا كان بمقدور الجميع التعبير عن افكارهم وآرائهم وجدت الفرصة لاستخراج أفضل القرارات وأحكمها. وبوسع المناقشة العامة لشؤوننا المشتركة أن تدفع بالتنمية إلى الأمام. ويتطلب كل شيء (المجتمع المفتوح) الذي تتاح فيه الفرصة أمام الناس في أماكن العمل وفي الصحف وفي وسائل الإعلام لطرح أفكار جيدة. إذ يجب أن يكون للشخص حق انتقاد ما يراه أنه ليس بذلك الشيء الجيد. ولابد أن يكون من الممكن ترتيب الاجتماعات والمظاهرات التي يريد المرء من خلالها طرح أفكاره وآرائه بدون تدخل أي سلطة. فالنقاش المفتوح شرط أساسي لتأسيس تطور مجتمعي ايجابي. وإذا أعاق أحد المجتمعات الحوار الحر، فإن خطر عدم طرح الكثير من الأفكار والاقتراحات الجيدة إطلاقاً خطر وارد وأكبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل