الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امضاء الناقد # 6 (( سحر - فاطمة منصور ))

منير الكلداني

2020 / 2 / 22
الادب والفن


نقد نص (( سحر ))

كاتبة النص الاديبة الأستاذة فاطمة منصور

(( طريقة النقد حسب نظرية الدائرة النصية التي انجزها اشتراكا منير الكلداني والاستاذة الجزائرية عقيلة مراجي ))

* ف = تركيب افرادي
* ث = تركيب ثانوي

طيفك كالنورس في أفقي

ف

خلا من الزمن ومن المكان واستعاض بالمكان المجازي – في افقي – بدلالة الطيف المصاحب للمكان الخاص والذي يعد قرينة صريحة بعدم قصد حقيقة المكان فالحدث هنا قد تم في ذهن الكاتبة مخاطبا احدهم داخليا – رمز – حيث يشبه رمزه بالطائر النورس دلالة عدم الاستقرار فهذا الطيف بحسب التشبيه لا يستقر بحالة واحدة بل هو يتحرك في اتجاهات غير محددة الا بذلك الأفق الخيالي والافق هنا دلالة الصورة البعيدة باستخدام الكاتبة للعدسة البعيدة – كما تم شرحه في مقالنا الرؤية الصورية – وهذا هو الأنسب في هذا التركيب))

يرفرف تياها

ف

زمان الحاضر مع مكان ما وتياه مصدر من الفعل تاه وهو يأتي بمعنيين الضلال والخيلاء وكلاهما بحسب التركيب صالح فهذا الذي يرفرف اما ضل طريقه او انه يظهر بذلك الرفيف خيلاءه وجماله ))

ث

ذلك النورس – الرمز – تراه الكاتبة يرفرف ضالا طريقه في عالمها الخاص عله يهتدي اليها ويراها رغم عدم السكون ولعل العمق الايحائي يظهر في ترجيح الخيلاء حيث يمثل ذلك الجمال الذي يتفاخر به ليراه محبوبه كما يريد فهو يلوح في الأفق بعيدا

يدنو مني

ف

زمان الحاضر ومكان ما والدنو اخص من القرب على بعض الآراء وانتقاء الكاتبة للمفردة هنا جاء منسجما مع المراد

ث

ان الرمز بدا بالدنو الى خيال الكاتبة مع استمرارية الحركة ودنا منها في مكانها الخاص حيث نلاحظ ان الكاتبة عالجت تلك الصورة في وضعها الساكن وهو يحسب لها وبتقريب دلالي انك ترى الكاتبة يرقب ذلك النورس الضال او المختال في افقه الخاص وهو يقترب اليه شيئا فشيئا حتى تتضح اكثر ملامح طيفه

يهيم فيكويني

ف

زمان الحاضر في مكان ما والهيام يأتي بمعنى الحب أحيانا او شدته وهناك ايحاء لفظي اعمق اذا اخذنا ان الهيام هو فقدان الشخص لفكره فلا يعرف كيف يتصرف ولعله هو الأقرب كما سياتي والكوي هو الحرق بواسطة وجاء الاستعمال هنا محسنا بلاغيا من وضع المحسوس والملموس في لفظين متقاربين

ث

ان ذلك الطيف لامس الكاتبة تحت وطأة الشوق الشديد الذي جعله فاقدا لكل عقلانيته فاكتوت الكاتبة بتلك الاشواق معبرا عن ذلك بمكانهما في نسق ايحائي يكاد ان يكون اقرب الى المباشرة

رقصت لرؤيته الامكنة

ف

زمان الماضي مع ذكر لجمع المكان واستعارة الرقص لها

ث

تنتقل الكاتبة الى الزمن الماضي بعد الزمن الحاضر مشيرا الى الأمكنة المقاربة للجسد وذلك باستخدام المدلولات المحسوسة والملموسة من سياق النص بعد جملة يهيم فيكويني وهي خاصة القرب وسبب الانتقال هو ان الزمن المشار اليه لم يكن حقيقيا بل هو زمن داخلي رغم وضوح الفعل بدلالة قول (( طيفك )) وتعبير الرقص هنا جاء لشدة الفرح من ذلك القرب وقلنا ان مقاربه الجسد تبعا للنسق

وزغردت سماوات فيها سحرك

ف

زمان الماضي مع المكان الأعلى باستعارة الزغردة للسماء وللسحر في السماء
الذي ما انفك يغويني

ث

ولا تكتفي الكاتبة بذكر رقص الأمكنة بل يعممها لفرح سماوي بهذا القرب الذي جاء بعد غياب طويل بدلالة التركيز على عمق الشعور السعيد ساعة اللقاء
الاحق الطيف
ف
زمان الحاضر بمكان ما مع استعارة المحسوس باللامحسوس
ث
وفجاة تبدا ملاحقة الكاتبة للطيف وكان هناك شيئا حصل او لنقل صورة قفزت الى صورة ابعد فما كان هنا ابتعد وتقريب ذلك ان الكاتبة بعد استخدامها الماضي السابق بعد الحاضر كانه يشير دلالة الى ان اللقاء كان ماضيا (( رقصت )) (( زغردت )) وهذه لفتة تحسب للكاتب في انتقاء الأفعال الدلالية لما يريد قصده من المزاوجة بين تلكم الأفعال وبتقريب الصورة الفنية نرى ان النورس لم يعد موصوفا فهو لم يهرب الان كنورس بل طيف فقط

اعزف للامواج العاتية الحان الحب

ف

زمن الحاضر مع مكان ما ولا يخلو من محسنات بلاغية

ث

صورة انتقالية فجائية اذ من كان يلاحق الطيف وقف الان على بحر اشواقه يظهر مقدار ذلك الحب الذي يكنه وهذه الصورة بهذا المعنى حدث استقلالي يفصل الخيال والحقيقة فما تقدم كان هو خيال محض لذاكرة ما وما سياتي بعدها يمثل تلك الصحوة التي تعيش الكاتبة ثقلها وقسوتها وهي بلا شك من أروع الصور المحاكية لما تمر به تلك اللحظات الأليمة على من يعيشها بكل تفاصيلها اذ يصحو فجاة ولا يجد شيئا سوى أطياف راحلة الى عمق البحر المظلم بما يحمله من أمواج لا يكاد ان يبصر فيها شيئا

اضناني بعدك

ف

زمان الحاضر بلا مكان الاستعاضة بالمكان الداخلي واضناني بمعنى شدة الجهد او المرض وكلاهما منسجم مع المراد وهو ادق من (( اتعبني )) واوسع في المفهوم الدلالي

ث

انها الحالة الان فهو البعد وما فعلته بالكاتبة وهو ما قلناه من انتقال الخيال الى الحقيقة .

ملني الثبر
وطلقني الانتظار
ف
زمان الماضي في مكان ما (( داخلي )) وثبر الشيء بمعنى النقصان والاستعارة ها هنا جاءت شاملة لكلا الجملتين المعطوفتين

ث
لعل هذا المقطع والحق يقال من أروع ما قيل في هذا النص من حيث عمق الدلالات ولكانه جامع لما مضى ومستقبل لما هو آت فالكاتبة تصف ذلك البؤس الذي حاصره ليس اليوم ولا بالأمس بل في زمن ماض بعيد وهو تخيب ظنونه ولا تتحقق أحلامه وحتى الانتظار بمعكوس المعنى طلقه في دوران تركيبي مدهش واتفان لغوي عال وحس مرهف بترجمة الشعور الى معنى لفظي قريب للمتلقي

يحرقني بركان حنيني
ف
الزمن الحاضر في مكان داخلي (( بركان )) والاستعارة واضحة

ث

وبين الانتقالات في الشعور المرافق للتوسع الصوري ترجع الكاتبة الى واقعه بعد ان لام بؤسه فهو يؤكد الان الحرق (( بدل الكوي السابق )) في إشارة لابتعاد الوسيط فهي تعيش غربتها بكل ما فيها من حنين

فمتى القاك ؟
ف
الزمن الحاضر في مكان مجهول والصيغة جاءت باستفهام الزمان (( متى )) وهو استفهام مناسب للمعنى اذا كان جهل الزمن حاضرا وهو عام للكل

ث

وهنا تاتي اللحظة التي تفتح الكاتبة فيها بابا للامل بعد كل ذاك المشهد الصعب فيسال – رمزه – سؤاله الواضح عن زمن لقياه وما الذي سيفعله حينها

ساتيك موشحةً باريج الياسمين
وفي جيدي عقد السوسن
ث

انه سياتيه حيث يريد ان يكون مكانه بلا قيد له فهو يريد اللقاء وحسب مهما بعدت المسافات ويا له من اطلاق يبين تلك المشاعر التي تاتي معطرة بكامل جمالها تلبس ورود الشوق والحب والحنين
ولم تكتف باللبس بل تزيد عقدها على رقبتها من السوسن الفواح لتتزين بكلها لذلك البعيد

خذني وقبلني
الزمن ما (( فعل الامر )) ظهور اول له وهو مناسب لمجموع النص
ث
لحظة أخرى للهروب الأخير من الحقيقة بذلك الامل وهذه الصورة من الخيال وهي عود لما بدا وبقية النص مؤكدة عليه من حيث الاسهاب في التفصيل
وتنشق غواية عطري
وازرع قبلاتك
ما بين ثغري ونحري

التركيب الاولي : (( البعد )) وما يحمله من مشاعر مختلطة بين الحقيقة والخيال لهو مادة لكل كاتب وكثير من كتب فيه ونحن امام نص الأستاذة فاطمة منصور (( السحر )) وهو نص كان موضوعه ذلك فجاءت دوائره النصية بتراكيبه الافرادية والثانوية رافدة لكل النص بحيث تراها كتلة واحدة لا تتجزأ سوى بتلكم التوكيدات التي ارادت فاطمة من خلالها إيصال الصورة الذهنية الى اقرب مكان من المتلقي بحيث لا تكثر تاويلاته او متعرجاته فجاء بلغة سليمة وبلاغة جلية في كل سطوره مع محافظة تحسب للكاتبة على النسيج الكلي

انه السحر ان كانت شمس الحرف من تكتبه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة