الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأديب و السيليكون _ الشَّخْبَرجي

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 2 / 22
الادب والفن


( الأديب و السيليكون _ الشَّخبَرجِي )

قلم #راوند_دلعو

أحد الأدباء المُعَتَّرِين .... يكتب نصاً مرعباً ، ثم ينشره من قفا يده على وسائل التواصل الاجتماعي ... تقرأه ... فيرتخي حنكك لاشعورياً من فرط الدهشة !! يهزُّ أركان الإنسان فيك ، يزلزل أعماقك من الفلذات و الشغاف و الأحشاء ... يستعبدك بجماله و إتقانه الأدبي و الفكري ، إذ يستحي من نصه الذهب بريقاً ، و يُطرِق التبريز إجلالاً و تصديقاً ... و يصفق المنطق تأكيداً و تحقيقاً ... !

نص يجتث دمعك من العين اجتثاثاً ... يسحب ال ( الله) من عميق صدرك سحباً ... يخلق في عينيك دهشةً كدهشة الدكتور غرانت عند رؤيته لأول ديناصور في سلسلة أفلام ( جوراسيك بارك) ... !

يُوَلِّدُ في رئتيك شهقةً كتلك التي شهقها عدنان عندما رأى لينا بعد طول فراق !!

و بعد كل تلك العبقرية ، يحصل النص على خمسة إعجابات و ستة تعليقات خجولة ، نصفها (رفع عتب و تلبسة) كي لا يزعل العم ( الشَّخْبَرجِي الأديب ) الذي أفنى عمره بين ظلال الورق و روائح الحبر يومياً من الشفق إلى الشفق !!!

ليقوم أديبنا المطعون بكرامته و المهزوم بكبريائه _ و كردة فعل لاشعورية _ بالانسحاب إلى فراشه الكائن بين أكوام من دواوين الشعر و القواميس و كتب الفلسفة و أعقاب السجائر ... فيغفوا مقهوراً حزيناً و قد التفَّ بقطعة نايلون قد أزنخت و تعفنت من شدة الفقر ...

أما بنت جيراننا الحسناء حيث صورة بروفايلها مفعمة بالإغراء (و السئسئة ) مع تهديلة العيون و المكياج الطافح من شرفات الجفون ، و الغمازات اللائي يشرشرن سيليكون ... فتكتب جملتها المقدسة التي تقول فيها :

( أشعر بالملل داق خلقي منكم يا ..... هفففف !!! )

فتتفجر القرائح الأدبية لجميع الذكور في قوائم أصدقائها و قوائم أعدائها و جيرانهم و جيران جيرانهم مع مراعاة فروق التوقيت ، إذ يَصُبُّون القصائد في التعليقات تحت منشورها صباً ، و يسكبون الأدب سكباً ... رشَّاً و دراكاً... أكواعاً و رُكَبَاً .... ثم يهرعون للإطمئنان على صحتها و سلامة ( المكياج و المود و الروج و البريستيج و المامي و الدادي و اللانجوري و الشاموا و الشيفون و الساتان )..

فتتزلزل شبكة الإنترنت عن بكرة أبيها من كثرة التفاعل ، إذ تحترق حواسيب الفيس بوك الضخمة في كارولاينا الشمالية و من ثم تحترق الولاية كلها ... هذا و تختنق كابلات الإنترنت الضوئية تحت الأرض و تحت المحيط من ازدحام البيانات و كثرة التفاعلات مع منشور بنت جيراننا و حالتها النفسية .... ثم يتصاعد الدخان من رأس العم غوغل لكثرة الضغط على الشبكة و كثافة الإعجابات و تزاحم المشاركات.

و يختنق العم تويتر بتغريداته الزرقاء ...

ثم ( يَنْتَتِر ) عشرة من مخضرمي نُقَّادِنَا الأشاوس حيث يقومون بتحليل جملتها و نقدها و دراسة المنحنيات و الأبعاد و الإسقاطات و الظلال و المنعطفات الفلسفية لمقصود الشاعرة الكبيرة الكبيرة الفذة الفذة .... !

كما و ينغمس أشهر فلاسفتنا و يغوص حتى الغرق في الأخذ و الرد عليها ، محاولاً إيفاءها جزءاً صغيراً صغيراً من حقها في التبجيل و التكريم و التعظيم و التمعن و التوقف و التحليل و التركيب و الاستقراء و الاستنتاج و العصف الذهني و العزف الكبدي !

هذا و يتفجر الغضنفر النحرير ، شاعرنا الكبير ، بمعلقة تبريزية تنضح نغماً و تطريباً على إيقاعات حروف بنت جيراننا ، و خاصة حروفها الكائنة في تلك الجملة العظيمة العميقة ذات المرامي الأنيقة إذ قالت في الحرف الذي يبعد ثلاثة سنتمترات كاملة عن المطلع : ( هفففف أشعر بالملل .... يا !! ) ...


نعم إنه عالم المفارقة القذر الذي نعيش فيه ....

أو بعبارة أخرى ....

الدنيا حظوظ.

#راوند_دلعو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاديب الشخبرجي
muslim aziz ( 2020 / 2 / 23 - 02:35 )

يا سلام ما اجمل كتاباتك ايها الاديب (الشخبرجي) معذرة هذه الكلمة لم افهم معناها ولا اريد ان (ادوِّر على معناها) في قاموس اللغة ولا في المعاجم،
يا سلام على الدِّلع يا راوند دلعو، إنه عالم النفاق ، إنه الحسد الذي يجعل بعض الناس يحسدون حتى النَّملة وهي تحمل قشَّةً الى بيتها،
إنك انت الاديب وغيرك هو السيليكون وما اكثر المعلقين او بالاحرى (المعلكين) على هذا الموقع،
لا تحزن يا صاحِ فهذه الدنيا للمنافقين والمطبلين والزئبقيين،
في هذا الموقع ما من احدٍ يريد التعلم ولا التأدُّب، فمعظم الادباء ماتوا على قارعة الطريق دون ان يكترث بهم احد.
أعجبني · رد · دقيقة واحدة

اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي