الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية رهينة الوعي

جوسيان داوود

2020 / 2 / 22
كتابات ساخرة


_هناك تساؤل يراودنى أحياناً كثيرة ، هل الإنسان مُسير أم مُخير ؟
الصدفة البيولوجية فقط هى السبب الرئيسى فى تشكيل الإنسان فلا فضل له في هذا الأمر ؛فكان من الممكن أن تولد لأب وأم آخرين فى بقعة ما فى العالم فتختلف عاداتك ،ممارساتك،ديانتك وعملك وكافة الأمور المؤثرة فى تشكيل وعيك وطريقة تفكيرك.
فوعي الإنسان يشكله أمور كثيرة بداية من الطفولة والثوابت التى يتعلمها وتنحت طريقة تفكيره لسنوات طويلة والمراهقة المسؤولة عن تشكليه بشكلٍ ناضج واعي .
و من اخطر الامور التى تؤثر على بناء شخصية الإنسان هى ثقافة المجتمع ، فتؤثر بشكل مباشر على قناعاتهِ ومن أعمدة ثقافة مجتمعاتنا هو الدين وتأثيره المباشر على العقل والأفعال وردود الأفعال تجاه كلٍ جوانب الحياة .
_وهذا الفرق نجدهُ في شخصياتنا مقارنةً بشخصيات المجتمعات الغربية التى توجهت إلى الفكر العلماني فنادراً ما تجد شخص ينسب فشله فى حياته الزوجية إلى السحر والاعمال السفلية . وكذلك لا نجد في تلك المجتمعات مثال لإمرأة تشاركنا فيديو درامى مسجل لحظة كسر أحد اظافرها وتبكى كمداً لكم الحسد التى تتعرض له من الأخريات .
_المجتمع الغربي يعتمد على الواقع الملموس و تقديمات العلم وتفسيره الواقعي للأشياء بعيد عن الغيبيات وما وراء العقل والطبيعة، فالأمور الروحية فى تلك المجتمعات شأن خاص للفرد لا تتحكم في قراراته أو معاملاته مع الأفراد و المجتمع وتوجهاتهُ العقلية .
_أما المجتمعات العربية فوعيها يتشكل بناءً على الموروث من العادات و التقاليد الخاصة بالمجتمع والدين ،فيصير الإنسان هو إستنساخ صورة طبق الأصل لأجيال سابقة واجيال أخرى قادمة على نفس النهج.
قطيع يحمل نسخة عقل واحدة ذات نمط تفكير مستنسخة . ومجرد فكرة إختراق او معاداة هذا النمط الواحد تؤدي الى أن يلتهمك المجتمع وينهشك بأنياب الإدانة والخروج عن الأعراف المؤسسه للأخلاق فتصير كإنسان عارى فى وسط ميدان.
المجتمع العربى ينظر إلى الحرية مثل نظرته لإمرأة تمتهن الدعارة .
نظرة دونية تَفتقر لإدراك مفهوم الحرية الحقيقي الذى يتيح للإنسان القدرة على إختيار قرارته وشؤونه بلا ضغوط ومؤثرات
وهنا نقف للإجابة على التساؤل
هل الإنسان يستطيع الإختيار دائما(مُخير)؟
أم الظروف والمجتمع والموروث سيقفوا حائلاً ضده حتى لو وصل للحقيقة الخاصة به ، فالخوف كفيل أن يسجنه فى سجن الصمت والعجز عن المجهارة
فيصبح (مُسير) لثقافة القطيع
أو سجن الخوف من مواجهة المجتمع
وفى كِلتاَ الحالتين النتيجة مؤسفة
فتصير حريتك كصدى صوت فى صحراء خالية أنت فقط من تسمعها .
وتظل الإجابة لا نموذج لها فلا وجود للمُطلق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب