الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث عن عائشة: بقية الفصل الثامن

دلور ميقري

2020 / 2 / 23
الادب والفن


3
بوصول السيارة إلى مدخل الزبداني، كانت سارة قد لحقت وتعارفت مع مواطنتها وعلمت منها لمحة عن حياتها العائلية. في المقابل، لم يسبق للمرأة النصرانية الشابة أن سمعت باسم السيدة أديبة؛ ما دل على أفول ذكر هذه الأخيرة في البلدة لدى جيلها الجديد. من ناحيته، التقط قائدُ السيارة معلومة اهتم بها، ويبدو أنه شاء أن يبني عليها أملاً ما: زوجُ المرأة الغريبة، ركبَ قبيل نشوب الحرب سفينة متجهة إلى أمريكا، بغيَة الاستقرار هناك بمعونة من أقاربه، ثم انقطعت أخباره في خلال سنينٍ أربعة. لكن على أثر جلاء الأتراك وانتهاء الحصار البحريّ من لدُن دول الحلفاء، اطمأنت الزوجة على أخبار رجلها بفضل خدمة التلغراف. وانتهت للقول، أنها تنتظر إشارة منه كي تلحق به مع ابنتهما.
" هل يوجد بلد في العالم، اسمه أمريكا؟ "، تساءلت سلطانة وكان فضولها قد أثير بسرد المرأة الغريبة شيئاً عن حياتها. بادر شقيقها للإجابة، دونَ أن يحيد عينيه عن الطريق: " نعم، وهوَ يقع وراء هذا البحر ". أرسلت شقيقته بصرها هنا وهناك، ثم عادت واستفهمت: " لا أرى بحراً؟ "
" يمكن أن يظهر لك، لو أنك تسلقت قمة الجبل! "، رد هذه المرة مع ضحكة مقتضبة. علت قهقهة النسوة الثلاث، ما حمل موسي على التنحنح تعبيراً عن ضيقه. لاحَ أنه أشفقَ على قريبته الشابة. وإنما في اللحظة التالية، وعلى حين غرة، هتفت المرأة الغريبة للسائق أن يتوقف. خاطبها صالح وهوَ يكبح سرعة السيارة، في نبرة تشي بانزعاجه: " هنا على طرف الطريق؟ لِمَ لا تدعيني أضعك قدام باب منزلك؟ ". شكرته المرأة، وما لبثت أن ودعت بقية النسوة. ثم سارت في طريقها مع الطفلة، بغير أن تلتفت مرةً إلى الوراء. غمغم زيرُ النساء، المجهض أمله: " سيدة غريبة الأطوار! ". دقيقة على الأثر، وكان يُدير مقودَ السيارة باتجاه المنزل المنيف، المعتلي الرابية الخضراء.

***
بيد أن سارة بالكاد تعرفت عن قرب على منزل أسرتها، وقد عبرت عن ذلك مع تنهيدة أسف: " يا إلهي، يبدو كأنه بيت تسكنه الأشباح ". وحده الكوخ، المملوك من قبل بكر والكائن في زاوية من الحديقة الكبيرة، لاحَ جديداً كل الجدة بجدرانه الناصعة البياض كما وبقرميد سقفه الخمريّ اللون. فيما بعد، تبيّن أنه من المحال أيضاً الجلوس في الترّاس. ذلك أن رائحة كريهة كانت تصدر عن مجرى مكشوف، يُستعمل لإيصال ما يتخلف عن مياه الغسيل إلى مصب الوادي. بينما القسم الأكبر من الحديقة، المفصولة عن الكوخ بسياج خشبيّ، كان قد صار دغلاً من الحشائش طويلة السيقان خنقت الأزهار بلا رحمة.
قالت السيدة أديبة، معلّقة على ملاحظة ابنتها حول حال المنزل: " الخالة آمنة، لا تكاد تغادر سرير مرضها. وأنا كما ترين، أشيخ يوماً بعد يوم ". ثم تابعت، تهز رأسها في حركة أسى: " أما شقيقك، وكان قد عاد إلى البلدة منذ عام مضى، فإنني لم أحظ برؤيته سوى مرة أو مرتين "
" لمَ لا تطلبين معونة بكر؟ "
" صارَ من فئة رجال الأعمال، ولم يعُد لديه وقت إلا لمصالحه "، قالتها ثم استدركت مبتسمة في وهن: " لكن امرأته الطيبة قلما تفارقني، برغم أن عائلتها كبرت مع مجيء المزيد من الأولاد ". أنهت سارة النقاش حول هذا الموضوع، بأن ربتت على يد والدتها وقالت: " ليسَ مستحيلاً إعادة المنزل إلى رونقه الأول، ونحن لن نعود إلى الشام قبل أن ننجز عملاً مفيداً هنا ". ثم أعقبت ذلك، بأن أومأت إلى ناحية ولديها. موسي، رد صامتاً بهزة من رأسه وكان محتاراً لكثرة ما يجب انجازه في هذه الأطلال. فيما عيشو كانت منهمكة مذ وصولها في تنظيف الطابق الأرضي، وكانت الضيفة تعينها في همة ودأب. صالح، وكنا قد علمنا خيبته، عوضها بالانشغال في جعل الترّاس مكاناً للتمتع بالمنظر الساحر للوادي. طلبَ رفشاً، وبدون أن يستأذن صاحبة الدار، انهمك في طمر المجرى ومن ثم تغطيته بطبقة كثيفة من الحشائش. لكن السيدة أديبة أبدت رضاها عن عمل الضيف، وألحت عليه أن يبقى يوماً آخر على الأقل.

***
عصر يوم وصولهم، خرجت عيشو وسلطانة في نزهة ريفية برفقة موسي. بينما صالح، المغرم بالأزهار، التفت هذه المرة إلى الحديقة مستهلاً العمل فيها بجز الحشائش. بعد قليل، قدم بكر من الخارج وما عتمَ أن هُرع كي يحيي قريبه. شعرَ بشيء من الحرج، وهوَ يرى الضيفَ مشمراً عن ساعد الجد لإحياء حديقة الدار. قال في نبرة مهزوزة: " الحرب جمدت أعمالنا خلال أربعة أعوام، وعلينا الآنَ أن نستغل كل دقيقة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه "
" ليكن الله في عونك، ابن العم "، قالها صالح في اقتضاب. ثم تذكّرَ أمراً، كانت قد أثارته تلك المرأة النصرانية، فأردف متسائلاً: " سمعتُ عن قاطع طريق، يُدعى حمو جمّو؛ فهل لديك معلومات عنه؟ ". انشرحت أساريرُ الآخر، كون الموضوع ذهبَ في مجرى مختلف. شد على حمالتيّ بنطاله، مبرزاً هكذا كرشه النامي، ثم أجابَ: " إنه نادراً ما يظهر في هذه الأنحاء، وفي التالي، لم أتمكن من معرفة شيء بخصوصه. لكنهم النصارى، مَن يبالغون في التهويل بشأنه، كونه أغار على دير صيدنايا وأجبرَ البطرك على دخول الإسلام! ".

4
في صباح اليوم التالي، عقبَ تناوله الفطور مع بقية الأقارب، استأذنَ صالح في الذهاب. وما لبثَ أن قاد سيارته باتجاه ساحة البلدة، أملاً في العودة إلى دمشق مع بعض الزبائن. بعد دقائق، بدا أن وقوفه عبثاً وهم بالانطلاق: " أهالي الريف، ينزلون إلى المدينة يوم الجمعة "، خاطبَ داخله. لكنه تفطن فجأة إلى أنه السبت، يوم عطلة النصارى. هكذا بقيَ ينتظرُ، وكان يتسلى بمتابعة حركة الدرب. لم يطل الأمر، إلا وظهرَ شابٌ لطيف الملامح مع فتاة تصغره قليلاً وكانت ذات قسمات معتدلة. أمارات هيئتها، ذكّرته بامرأة الأمس، فانعكس ذلك على ملامح وجهه. قال له الشاب، فيما يهم بالجلوس بالقرب منه: " دقيقة وستحضر الوالدة مع أخي الصغير "
" لو أردتَ، في الوسع جلبها من المنزل؟ "، رد السائق بأريحية. لكن الشاب عاد وأوضحَ، أن أمه تشتري شيئاً للصغير من الدكان القريب. وما عتمَ هذا الأخير أن ظهرَ من ناصية الدرب، وركض من ثم نحو السيارة على أثر تلويح الفتاة له من مكانها في المقعد الخلفي. مع انضمام الأم لهما، وكانت امرأة متوسطة العمر، تحركت السيارة رويداً مبتعدة عن الرصيف. في خلال الطريق، تبادل صالح الحديثَ مع الزبون الجالس بقربه. تبيّنَ أنه وقع في كمين للجندرمة، خلال السنة الأخيرة من الحرب، ليُساق مع غيره إلى أعمال السخرة: " لكنني تمكنت من الهرب، مع علمي بان ذلك كان يمكن أن يكلفني حياتي "
" وقع لي نفس الموقف تقريباً، وكان الأتراك ينسحبون على أثر هزيمتهم في جنوب سورية. كنتُ عائداً من حوران، لما أوقفتني ثلة منهم وأرادوا أن أذهب بهم إلى حلب. لحُسن الحظ، أننا أثناء السير وقبل دخولنا الشام اجتزنا سيارة عسكرية فيها رفاقهم، وهكذا تركوني ومضوا معهم "، قصّ صالح بدوره إحدى ذكريات الحرب. هنا، تدخلت الأم لتقول: " كان يوم السعد خروجهم من الشام، لا ردهم الله! "
" الوضع لا بأس به هنا في الريف، وكان يُشاع مؤخراً أنه خلى من ساكنيه "، لاحظ صالح. تعهدت المرأة الرد، فأوضحت أنهم مروا في زمن الحرب بأوقات عصيبة بسبب المجاعة وتفشي الوباء علاوة على ظهور عصابات مسلحة زادت الوضع سوءاً. ثم أضافت، مشيرة برأسها إلى الخارج: " ما زالت العصابات نشطة في أماكن عديدة، والطرق غير آمنة ليلاً ". مع ازدياد وعورة المنحدر بالقرب من نبع بردى، صارت السيارة تجري ببطء، مجتازة منطقة تكثر فيها أيكات الأشجار المثمرة. كان السائق يمرر نظره على المكان المقفر من الكائنات الحية، حين رأى رجلاً يظهر فجأة من وراء صخرة ليوجه فوهة بندقيته باتجاهه. أعقبَ ذلك تقافز عدد آخر من المسلحين، ليسدوا الطريق على المركبة. صاحت الأم بفزع، مسميةً شخصاً معيناً: " حمو جمّو..! ".

***
سرعان ما أوقفت السيارة، وطُلبَ من المسافرين مغادرتها. ولا شك أنهم امتثلوا للأمر والرعب يكاد يشل سيقانهم، بينما غرزت فوهة البندقية في كتف السائق. كان عدد أفراد العصابة أربعة، ولعل رفاق لهم يكمنون وراء الحد الصخريّ للطريق العام. اطمئن صالح نوعاً، لما سمعهم يتخاطبون فيما بينهم بالكردية. فبادر للكلام بهذه اللغة مع صاحب البندقية المغروزة في كتفه، وكان كالآخرين ملثماً: " خذوا الغلة ودعونا نكمل سفرنا ". وكان جواب المسلح أولاً، لكمة مداعبة مع إبعاد فوهة بندقيته جانباً.
" الآغا من الحارة، إذا؟ احتفظ أنت بالغلة، ونحن سنكتفي بزبائنك "، قال المسلح وقد كسا نبرته باللطف والقسوة معاً. من وراء الصخور تعالى صراخ الأم، ما حمل صالح على محاولة فعل شيء. أمام دهشة الآخر، دلف من السيارة قائلاً أنه يريد التحدث مع زعيم العصابة لأمر مهم. فكّر الملثم قليلاً، قبل أن يشير بيده إلى أعالي الجرف الصخري: " حسناً، أمضِ إليه ". ثم مشى أمامه، متتبعاً أثر رفاقه وصيدهم. حين غابت ملامح الطريق عن عينيّ صالح، تصوّر أنهم على الأغلب يأخذونه إلى كهف ما في هذه الأنحاء. كانت الأشجار تتكاثف، ممتدة مع الشريط الصخريّ، المشرف على الطريق ومن ثم الوادي. لكن لم يكن ثمة كهف، بل تجويف من الجلمود مغطى أعلاه بالنباتات ذات الأشواك. وهيَ ذي الأم تظهر أقل فزعاً واضطراباً، تساعد ابنتها على نزع ما عليها من حلي ذهبية. في صدر ذلك التجويف الصخريّ، كان يقبع رجل غير ملثم وكان من الصعب تحديد ملامحه بسبب كثافة شعره ولحيته. من الخلف، سمع صالح همهمة المسلح الأول: " أعتبر نفسك محظوظاً، لأنك في حضرة حمو جمّو! ".

5
الممر المفضي للتجويف، كان يُشبه الرواق، وكأنما نحتته الريح على مر الزمن من أجل أن يسير عليه صالح في طريقه للرجل الملغز، الغامض؛ مُرعب برّ الشام. لكن كان واضحاً أن المكان ليسَ مقراً دائماً للرجل، وذلك لقربه من الطريق العام. بحسَب ما سمعه صالح عن أعمال هذه العصابة ونشاطها في منطقة واسعة بين جبال القلمون ووادي بردى، قدّرَ أن من المستبعد تصوّر زعيمها وهوَ مختصٌ لنفسه بمقر ثابت يتمتع فيه بالمال الحرام. وكان هذا يجلس الآنَ على مصطبة طبيعية، مفروشة بسجادة صغيرة، قذرة ومتآكلة الأطراف، يتلقف من أحد رجاله ما وجد مع أفراد الأسرة من مال وحلي.
" هذا السائق من الحارة، وطلبَ مواجهتك في أمر هام "، خاطبَ المسلحُ زعيمه ببساطة. هذا الأخير، وكان يتأمل بنظرة ذاهلة حليةً في يده، ما عتمَ أن رفعَ رأسه ليقول في اقتضاب: " حسناً ". ثم نهضَ على قدميه، ليشير برأسه لكلا المرؤوسين أن يمضيا. طمأنَ ذلك داخل السائق، وشجّعه أن يتفحّص عن قرب ملامح الزعيم المنفوش شعر الرأس واللحية: ملامحه، كانت بالفعل النموذج الأمثل لقاطع الطريق، الذي يبث الرعب بين القرويين بمجرد ذكر اسمه؛ لكن من غير المؤكد أن أحداً منهم رآه عن قرب. وإنما هوَ الخيال الشعبيّ على الأرجح، مَن خلق أسطورته في خلال السنين الأخيرة. أما مع رجاله، فإن حمو جمّو بدا طبيعياً جداً ولا يتميّز عنهم سوى بوجهه المكشوف.

***
" أعذرنا أيها الأخ، لو عطلناك عن عملك وانتزعنا زبائنك "، قالها للسائق وهو يتفحص بدَوره ملامحه. صوته أجش، فيه شيء من الوحشية مثل هيئته جميعاً. وكان في هذا الصوت والهيئة ما حثّ صالح أن يمعن تفكيره بسرعة: " أمن الممكن أن يكونَ هوَ، برغم أن اسمه لا يوحي بذلك؟ ". عندما عاد وتفحّصَ الرجل، بناءً على صورة شخص آخر ألحّت عليه، لم يكن منه سوى التساؤل بصوت مسموع كمن يخاطب نفسه: " أنتَ حسّو، أليسَ صحيحاً؟ ". ثم كرر سؤاله، بشكل آخر: " أنتَ شقيق خلّو؟ "
" تماماً، لقد عرفتني يا صالح مع أنك لم ترني منذ فترة طويلة "، ردّ قاطع الطريق مبتسماً. وكانت ردة فعل الآخر تلقائية وعفوية، بأن بادرَ إلى العناق مع ترديد الاسم: " حسّو، حسّو..! ". ثم أعقبَ ذلك بذكر المصادفة الفريدة، المحتمة لقائهما: " جئتُ إلى الزبداني بالأمس، تحديداً من أجل إيصال امرأة أخيك لمنزل جدتها ". هذه المعلومة، كانت تعني أنهما قريبان وليسا أولاد حارة حَسْب. بعدئذٍ شاء صالح أن يطرح سؤالاً، كان قد فكّرَ فيه مذ حزره شخصية قاطع الطريق، " لِمَ يعرفك الناسُ بهذا الاسم: حمو جمّو؟ "
" هذا منحولٌ عن اسم أبي، وقد استخدمته كيلا تُعرف شخصيتي فيتعرض أهلي للمضايقة من جانب السلطات "، أجابَ الرجلُ ثم استطردَ بنبرة ساخرة: " أما اليوم فلم يعُد ذلك يتطلب حذري، بالنظر لكون البلد أضحت فوضى وبدون سلطة "
" من جانبي، لن أذكر لأحد أنني التقيتُ بحمو جمّو "
" كما قلتُ، فإن ذلك لا يُثير اهتمامي الآنَ. لكنني أريد منك خدمة، وهيَ أن توصل أمانة إلى والدتي "
" وأنا بالحقيقة رغبتُ مقابلتك لأجل خدمة، وهيَ أن تدعني أعود مع زبائني "
" أعتقدُ أنهم ينتظرونك في السيارة، وستُمنح أيضاً أجرتهم "
" الأجرة لا تهم، ولكنني أفكّر بعبث ذهابهم إلى المدينة وقد سلبتم منهم مالهم علاوة على حليهم "
" أنتَ حر بالطبع، بشأن أجرتك. غير أنني لا أستطيع رد المال والحلي. إنهم نصارى على أي حال، ولا أجد سبباً لتعاطفك معهم "
" لو أظهرتَ شهامتك اليوم، ستكسب سمعة جيدة في بر الشام كله "
" السمعة الجيدة بالنسبة لي، هيَ أن أظل شبحاً مرعباً في خيال القرويين! "
" كما تشاء، يا أخي "، قالها صالح بلهجة المكسور الخاطر. عندئذٍ مد قاطع الطريق يده مصافحاً، وقال: " مع السلامة، يا آغا. وبالنسبة للأمانة، سيوصلها لك بعد قليل أحد رجالي ". بعد دقيقة رجع صالح إلى السيارة وتحت إبطه صرة فيها الأمانة المعلومة، وكان أفراد الأسرة كل في مكانه ينتظرونه. ما أن صار وراء المقود، حتى خاطبَ الأم عبرَ المرآة الصغيرة: " يا خالة، أتودون متابعة الطريق إلى الشام أم تعودون إلى بلدتكم؟ "
" كنا نرغب بمتابعة طريقنا إلى الشام، لأن أقاربنا ينتظروننا هناك. ولكننا لن نتمكن من دفع أجرتنا، ولك الأمر فيما تراه "، ردت الأم بصوت مخنوق من الانفعال. هز السائق رأسه علامة على الفهم، وما لبثَ أن شغل السيارة وانطلق بها في الطريق إلى المدينة. في الأثناء، فتح الصرة كي يرى محتوياتها. كان فيها مبلغاً من المال وبعضَ الحلي الذهبية. عرضَ المحتويات أمام أنظار الشاب، الجالس بقربه: " هذه لكم، بحسَب ما أوصاني زعيم العصابة! "، قالها ثم ناول الأمانة هذه المرة للأم. غمغمت هذه بنبرة استغراب ودهشة، بعدما فحصت بدَورها ما في الصرة: " لِمَ سلبنا، إذاً، مالنا وذهبنا إذا كان سيعيدهما إلينا؟ "
" ربما لكي يقال أنّ حمو جمّو رجلٌ شهم، وليسَ مجرد قاطع طريق "، أجابَ صالح وكان ضميره مرتاحاً تماماً.
ولكن علينا العودة أعواماً إلى الوراء، لو أردنا معرفة تشكّل أسطورة قاطع الطريق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج عادل عوض يكشف كواليس زفاف ابنته جميلة عوض: اتفاجئت بع


.. غوغل تضيف اللغة الأمازيغية لخدمة الترجمة




.. تفاصيل ومواعيد حفلات مهرجان العلمين .. منير وكايروكي وعمر خي


.. «محمد أنور» من عرض فيلم «جوازة توكسيك»: سعيد بالتجربة جدًا




.. فـرنـسـا: لـمـاذا تـغـيـب ثـقـافـة الائتلاف؟ • فرانس 24 / FR