الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كروية المعاني

ناس حدهوم أحمد

2020 / 2 / 24
الادب والفن


كائنات تعيش . لكنها لا تدري لماذا ولا كيف
لا أحد يعرف المعرفة الكاملة والعالم مصاب بالدوار
ثم أصلا هو يعيش الدوران .
النخب التي تنوب أو تمثل كل هذه الكتل البشرية الهائلة
بأجيالها المنصرمة والمقبلة هي أيضا لا تدري ما يعرف ويسمى بحقائق الوجود المطلقة .
الوجود نفسه لا يدري أنه لا يدري . لذا هو يتطور يتغير يتقدم نحو المجهول .
التاريخ قد يقول شيئا ويحكي لنا عن هذا الخلط الأعمى لهذا اللغز الغامض والمبهم
وحتى هذا التاريخ نفسه لا يسلم من النبش ويتعرض للخبش و التدوير والتكرار الممل
والتدليس أيضا .
وهو بالفعل يتجدد ويؤول .
الأرض التي نركض ونهرول فوقها هي عبارة عن دائرة . كرة تعبث بنا مثلما نلعب نحن
بكرة القدم في مباراة صاخبة نقدف بها إنتقاما من مشاكلنا العصبية . وقد جن بها الأغلبية الساجقة
من البشر . كائنات مكورة جرى تكويرها ليوظف في شتى المجالات التي تروم المخادعة .
رؤوسنا مكورة . السماء بدورها تعتمد التكوير .
النجوم الكواكب النيون الشمس القمر الثقب الأسود كلها دوائر .
لماذا ياترى كل المحاور والمركزيات كلها تأخذ شكل الدوائر ؟ والمرعب في كل هذا التكوير
هو الحيز الهائل الذي يحوي كل هذه الدوائر الضخمة الهائلة . حيز من الفراغ
والعراء والفضاء والمتسع اللامحدود واللانهائي الذي ليس له هيولية واضحة .
رؤية الوجود والكينونة تتجاوز عقول المكورات . ومن العين المكورة تنطلق الرؤية و
بداخل العين بؤبؤ يشبه كثيرا تلك الكرة الصغيرة التي طالما لعبنا بها ونحن أطفال وكنا نحاول
توجيهها نحو الثقب الذي بالضرورة كان بلون التراب . البؤبؤ كرة صغيرة نرى بها الأشياء الكبيرة
وليست البعيدة .
تدور الفصول أيضا وتدور دوران يبدأ بالولادة ولا ينتهي بالتلاشي في اللاشيء
دوران لا ينتهي مع حركية الليل والنهار . الشروق والغروب .
ونحن ندور في الحلقة المفرغة مع كل الكائنات . نغادر ونعود بوجوه جديدة وبنفس الأسلوب الذي يتكرر .
الزمان نفسه حلقات دوائر يتوحد فيها أو بها الدوران الشامل والكلي .
نقط الأمكنة منها تنطلق وإليها تعود في حدود معينة لا نهائية . النبات نفسه يعود مثلنا عبر المواسم في استمرارية
منسجمة أيضا مع الأسلوب العام المتجدد .
أما المنعطفات والمنعرجات فهي وهمية مثل الحدود كالتفاصيل ولا فرق على الإطلاق بين الكائنات المتنوعة فهي تتشارك كل التفاصيل في الدورة
الشاملة للوجود اللامسمى إلا في الكلام والصوت . كل شيء نسبي ودائري . والنظرة تفسر الأعماق والأصوات تفسر أيضا دوائرها
أصوات مجرد ألحان وموسيقى ورنين .
الأسماك في المحيطات والبحار تطير في الماء الثقيل الوزن
الطيور في الهواء تسبح في الفضاء الهوائي المائي الخفيف الوزن
والكل يتغذى من الكل . نفس الكل . ويتماهى في قراءة الحياة والموت في المؤقت الذي يعود .
في نفس الوقت لا شيء حقيقي سوى الخوف . ولولا الخوف لإنتهى الإستمرار ولفشلت المعرفة .
( لا ) هي ( نعم ) والعكس أيضا صحيح . نفس الجوهر يشتغل ليكمل هذا بذاك . وإلا لكنا قد توقفنا
وتجمدنا وانتهينا في اللاشيء فيختفي الشيء .
وماذا عن الأديان ؟ ولماذا هي متعددة بينما الله واحد ( مثلا ) ؟ ولماذا إنقرضت الآلهة القديمة
و تجددت في المفرد والمدكر ؟ .
كل هذه الأسئلة دعمتها الرؤوس المتكورة وهي أيضا مثل كرة تتقادفها الرؤوس
فتنعش الصراعات والسباق والحروب التي لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد في توقيت لا يتخلى
عن أن يدور ويدور . والعود الأبدي يتبادل الأزل والأبد ولا شيء مكشوف ومؤكد . لكنه يخضع للتدوير العام
والله يطل علينا من ثقب الباب . باب هو أصلا غير موجود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?