الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ناظم كزار مجرم قاتل وسافل
علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات
(Alaaddin Al-dhahir)
2020 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية
يدعي احد اقرباء المجرم ناظم كزار بأن هذا الاخير جلب الامان للعراق ويقوم بتصويره على غير حقيقته. دعني اراجع في عجالة قضية هذا المجرم القذر.
ليس سرا ان كل البعثيين جبناء بمن فيهم اشجعهم صدام حسين لكن لو تعرفوه على حقيقته كما عرفناه بعد انقلاب 18 تشرين ثاني واعتقاله 1964 لما تفاجئتم ابدا انه اختبأ في حفرة الجرذي بل كان هذا ما توقعته مع احد اصدقائي في نيسان 2003 عندما عدنا الى بغداد. كان ناظم كزار اكثر جبنا من صدام حاله في ذلك حال بقية البعثيين الذين هربوا بالملابس الداخلية بعد انقلاب 18 تشرين ثاني. وليس سرا ان معظم من إنتمى الى حزب البعث كان من الساقطين والمنحطين والفاشلين في الدراسة وذي خلفية عائلية وضيعة. كل تميز به هؤلاء هو الهرب او الاعتراف عند القاء القبض عليهم ونشر اعلانات البراءة من حزبهم حالهم في ذلك حال مؤسس حزبهم ميشيل عفلق واحمد حسن البكر الذي نشر اعلانا عام 1964 يعلن اعتزاله العمل السياسي.
لم يملك المجرم السادي ناظم كزار اي مؤهلات تعليمية ولا خبرة في الشرطة او الامن والجيش ولا في غيرها. كل مؤهلاته انه قام بعد انقلاب 8 شباط بوضع شيوعي في تابوت وقام بقص التابوت بمن فيه بالمنشار امام بقية المعتقلين كي يرعبهم ويجبرهم على الاعتراف وهذا ما حدث. لكنه اصبح جبانا مذعورا بعد انقلاب 18 تشرين ثاني 1963. لاحقا اصبح ناظم كزار عضوا في جهاز حنين البعثي للاغتيالات. هذه كل مؤهلاته المهنية والتعليمية. ومن جبنه انه اصيب بالرعب بعد تأخر طائرة احمد حسن البكر حيث كان يعد لأغتياله فأمر المجموعات الثلاث المكلفة بالعملية بالانسحاب. كان من المفروض ان تقوم المجموعة الاولى بإغتيال البكر وبقية القايدة البعثية وبعد تنفيذ العملية تقوم المجموعة الثانية بتصفية المجموعة الاولى وعندها المجموعة الثالثة بتصفية المجموعة الثانية كي لا يبدو انه وراء عملية اغتيال البكر وبقية القيادة البعثية ويظهر وكأنه المنقذ للنظام البعثي. ادى تأخر وصول طائرة البكر من بلغاريا الى اصابة ناظم كزار بالرعب متصورا ان مؤامرته تم اكتشافها. طلب من المجموعات الثلاث الانسحاب ثم هرب بإتجاه ايران التي حكمها الشاه بهلوي ومعه رهينتين هما وزير الدفاع حماد شهاب التكريتي ووزير الداخاية سعدون غيدان فقتل الاول واصاب الثاني بجراح بالغة عند القاء القبض عليه وقبل وصوله الحدود الايرانية. هذه هي اساليب عصابات المافيا من اغتيالات وخطف والتي لم يختلف عنها ناظم كزار في سلوكه وهو اصلا سبب تسليم امن النظام البعثي له.
ليس سرا ايضا اساليب التعذيب الوحشية التي تعرض لها الشيوعيون والساسة والضباط في قصر النهاية على ايدي المجرم ناظم كزار. ليس بإمكاني ان اسرد كل ما تعرض له العراقيون من تعذيب على يد الجلاد القذر ناظم كزار وسأترك ما تعرض له الشيوعيون لأن ادبياتهم عديدة وتذكر كل هذا وسأقتصر على بعض الحالات. اود هنا ان اؤكد اني لست من الشامتين بما تعرض له القوميين او غيرهم على يد ناظم كزار واقولها بكل صدق اني لم انم لثلاث ليال وأنا اقرأ في بوسطن مذكرات عبدالكريم فرحان ما تعرض له هو وطاهر يحي التكريتي وغيرهما من القوميين. المسألة لا تتعلق بدور هؤلاء في انقلاب 8 شباط وإنما اعتقالهم بتهم كاذبة تم تلفيقها وتعرضوا من خلالها لأسوأ وابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي والاهانات. هذا امر ومساهمتهم في انقلاب 8 شباط 1963 امر آخر. طالبت ولا زلت اطالب بمحاكمة انقلابيي 8 شباط الذي دمر العراق وأنهى حكما وطنيا نزيها وقضى على اتفاقية اتحاد فيدرالي مع الكويت كانت ستجلب المزيد والكثير من الرفاهية للعراق.
وكي نفهم اساليب جهاز امن ناظم كزار انقل ما ذكره قبل سنوات على احدى الفضائيات احد قراء النجوم والفلك من آل الآلوسي. كان هذا الشخص وهو معاق جسديا وذو حدبة يعيش في الكويت ممارسا مهنة مماثلة لما يقوم به الآن ويبدو ان شخصا آخرا ما اكتشف الاعيبه فطالبه بنصف مما كان يجني. وعندما رفض الآلوسي ذلك قام هذا بإخبار السلطات الكويتية التي اعتقلت الآلوسي لعدة شهور وقع اثنائها انقلاب 1968. بعد ذلك قررت السلطات الكويتية تسليمه للعراق لكن الضابط الكويتي الذي سلمه للسلطات العراقية قال عنه انه جاسوس اسرائيلي وان هناك في حدبته جهاز لاسلكي يراسل به اسرائيل! فكان مصير قارئ البخت هذا سجن النهاية مع رئيس الاركان السابق ابراهيم فيصل الانصاري ورئيس الوزراء الاسبق عبدالرحمن البزاز وغيرهما من عسكريين وسياسيين عراقيين. في احد الايام طلب المحققون من الآلوسي ان يقدم اعترافا بالتجسس فرفض. عندها اخذوه الى غرفة تعذيب وطرحوه على الارض فهو لم يكن قادرا على المشي في تلك الايام وجلبوا شخصا آخرا علّقوه على مروحة سقفية وقاموا بضربه بإنبوب حديدي والآلوسي يتفرج من على الارض. بعد الانتهاء من تعذيب الشخص الآخر طلب الآلوسي ورقة وقلم فأعطيا له فكتب (اخذوني من برلين الى الصين ومنها الى فيتنام ثم ارسلوني الى نيويورك ومنها الى باريس ومنها الى طوكيو ثم الى روما ...) وكان يعدد اسماء المدن والبلدان التي سمع بها في الاخبار. في اليوم التالي اخذوه الى ضابط التحقيق كي يراجع معه اعترافه الجاسوسي هذا لكن الضابط بادره بالقول (ابن الكذا هم لم يقوموا بهذا العمل مع جيمس بوند)!! وأمر بإعادته الى زنزانته! وبقي هذا المسكين لعدة سنوات في قصر النهاية قبل ان يقرر احد الضباط اخلاء سبيله.
المضحك المبكي ان هناك ضابط كويتي يتصور ان هناك جهاز لاسلكي في حدبة (الآلوسي) وان هناك في اجهزة الامن البعثية من يصدقه. وان ضابط تحقيق يؤمن بوجود جاسوس مثل جيمس بوند. هذه هي مهازل الاعترافات الجاسوسية تحت الحكم البعثي وهناك من يدعي الشيوعية يروج لهذه الاعترافات وهو يحمل شهادة كانديدات شيوعية.
اذكر على سبيل المثال لا الحصر ما تعرض رئيس الوزراء الاسبق عبدالرحمن البزاز من ضرب مبرح واهانة وتم خلع اظافره العشرة وكان ناظم كزار يشرف بنفسه على التعذيب وحرم البزاز من الدواء وكان مصابا بمرض قلبي وكان طبيبه الدكتور فرحان باقر والذي صادف ان يعالج في تلك الفترة احمد حسن البكر فتوسطت عائلة البزاز لدى الدكتور باقر كي يطلب من البكر ان يُسمح للبزاز بتناول دوائه. اما رئيس اركان الجيش ابراهيم فيصل الانصاري فتعرض لابشع انواع التعذيب وكان يصحو مرعوبا اثناء الليل ويقول انه (لم يفكر بها حتى في الحلم) وكان المقصود اتهامه بتدبير بمحاولة انقلابية. اصبح ابراهيم فيصل الانصاري رئيسا لأركان الجيش في نهاية عهد عبدالرحمن عارف ثم اقصي من منصبه بعد انقلاب 1968 ليحل محله لاسبوعين حردان التكريتي وبعد اقصاء عبدالرزاق سعيد نايف وابراهيم عبدالرحمن دواد اصبح حردان التكريتي وزيرا للدفاع فأعاد الانصاري لمنصبه. بعد عدة شهور اعلنت السلطات البعثية عن اكتشاف محاولة انقلابية اتهموا بها الانصاري وقائد الفرقة الخامسة الذي عينوه انفسهم كمال مصطفى علمدار واعتقل ايضا مع الانصاري وكما اخبرني علمدار لاحقا انه لم تكن هناك اي مؤامرة وتفاجأ بالخبر عندما سماعه من الاذاعة. كما تعرض طاهر يحي التكريتي وعبدالكريم فرحان والعديد من القوميين للتعذيب المبرح والاهانات وكان يتم تعليق العديد منهم على ابواب الزنزانات في منظر وصفه احدهم بأنه مسلخ بشري. بعد احدى جولات التعذيب التي تعرض لها عبدالكريم فرحان سأله احد السجناء إن كان قد شارك في (التطبير) بسبب ما كان ظاهرا عليه من جروح وكدمات. اصابت السعادة عبدالكريم فرحان وطاهر يحي عندما سمعا بقرب نقلهما الى السجن العسكري رقم 1 وكأنهما ذاهبان الى الفردوس قياسا بقصر النهاية. مات تحت التعذيب الاسلامي عبدالعزيز البدري وغيره. وتم نزع اعترافات كاذبة بالتجسس والعمالة لاسرائيل واميركا وتحت تهديد اغتصاب لزوجات وبنات المعتقلين. كان كل هذا يتم بمعرفة وبإشراف ناظم كزار.
بعد اكتشاف مؤامرة عبدالغني الراوي في كانون ثان 1970 تم تشكيل ما يعرف بمحكمة خاصة ترأسها عزة الدوري وطه الجزراوي والايراني الاصل علي رضا باوه. كما يعرف العراقيون كان عزة الدوري بائعا لقوالب الثلج ولم يحمل اكثر من شهادة الدراسة المتوسطة حاله في ذلك حال نائب الضابط طه الجزراوي. أما علي باوه فلا خبرة له سوى في افران الخبز. ولخلال ثلاثة ايام اصبح قصر النهاية مسلخا بشريا اكبر حيث نفذت فيه اعدامات بالجملة من دون محاكمة بل كانت قرارات محكمة الدوري ـ الجزراوي ـ باوه تُقرأ في الاذاعة فقط. تم اعدام من القي القبض عليه من المشاركين في المؤامرة وتم اعدام بعض الشيوعيين والقوميين والاسلاميين والتركمان. من ضمن المعتقلين بتهمة المؤامرة كان العقيد كمال الراوي والذي أمر طه الجزراوي بإطلاق صلية عليه وهو يمشي في ساحة القصر. كان محمد فرج جاسم من الاسلاميين والذي كانت بعض الشائعات تقول انه اثناء العهد الملكي ضم احمد حسن البكر الى تنظيم الاخوان المسلمين. كان الاعلان عن اكتشاف مؤامرة عبدالغني الراوي صباح الخميس وبدأت الاذاعة ببث اخبار الاعدامات. كان محمد فرج يعمل قرب الحدود الايرانية لكنه عاد الى بغداد كالعادة ليقضى عطلة نهاية الاسبوع مع عائلته. القي القبض عليه قبل عودته الى مكان عمله صباح السبت ثم عاد الى بيته بعد 4 ساعات جثة مليئة بالكدمات ومن اي ثقوب لإطلاق نار عليه او رصاص. في الثانية عشرة ظهرا اعلنت اذاعة بغداد عن اعدامه رميا بالرصاص. لم يهرب يوم الخميس او الجمعة او ليلة السبت، ما علاقته إذن بالمؤامرة؟ ثم اعدم لاحقا شقيقه.
لم تكن الاعدامات تطال الخصوم فقط بل تعدت لتطال ناس اميين جهلة لا دخل لهم بالسياسة. ففي احدى الحالات تم جلب جنود اميين الى محكمة الثورة التي كان يرأسه الضابط البليد على هادي وتوت للاعتراف بالتجسس. احد المتهمين كان يصرخ بأعلى صوته بأنه في الفترة الذي اعترف عليه "جاسوس" آخر بنشاط تجسسي كان يقضي حكما بالسجن بتهمة السرقة وطلب من المحكمة التحقق مما يقول. لكن وتوت نهره بسرعة وقال لم (هل تريدنا ان نصدقك انت الجاسوس ونكذب شاهد الثورة؟). وأطرف ما حدث في تلك المحاكمات هو شهادة "جاسوس" آخر ضد زميل له. في اليوم الاول من المحاكمة ادلى هذا الشاهد الجاسوس بإعترافاته. لكنه في اليوم التالي بدأ افادته بالقول بأنه شاهد (طيفا) أي حلما في المنام. وهنا استخف به وتوت وسأله ما علاقة (الطيف) بشهادته فأجاب "الجاسوس" (شفت العباس داير لي ظهره). عندها ارتعب وتوت لأن الخرافة في العراق تقول ان الامام العباس (يشّور) او يعاقب من يحلف به كذبا. فسأل وتوت الشاهد بوجل وخوف واضحين (وماذا قال لك العباس؟) فكان جواب الشاهد (العباس زعلان علي. وكل ما قلته في المحكمة هو كذب في كذب. شهادتي وافادتي اخذوها مني تحت التعذيب في الاستخبارات العسكرية واجبروني على توقيعها). بعد هذا تم ايقاف النقل التلفزيوني المباشر لهذه المحاكمات منعا لمفاجئة مثل مفاجئة (الطيف). تمت تبرئة المتهم وحكم بالسجن على شاهد (الطيف) بتهمة شهادة الزور. وأتذكر اني طلبت من صديق لي كان اخوه يعمل ضابطا في الاستخبارات العسكرية ان ينقل له سؤالا مني وهو (إذا كان جواسيس اسرائيل بمستوى هؤلاء الجنود الاميين ونجحت اسرائيل في هزيمتنا الشنعاء في حرب حزيران فماذا كان سيحصل لنا لو كان جواسيسها من قادة الفرق العسكرية؟). هذا ما قلته وانا في السادسة او السابعة عشرة من العمر.
لم تقم اجهزة الامن العراقية خلال العهود التي سبقت انقلاب 1968 بإغتيال سياسي سواء داخل وا خارج العراق على عكس نظام البعث. بدأ عهد البعث بعد انقلاب 1968 بإغتيال عرّاب الانقلاب ووزير خارجيته ناصر الحاني والذي عمل سفيرا في واشنطن وبيروت والذي حامت حوله الشكوك لكونه حلقة الوصل الخارجية بين قائدي الانقلاب عبدالرزاق سعيد نايف وابراهيم عبدالرحمن داود والشريك البعثي وبين المخابرات المركزية. بعد اقصاء نايف وداود اصبح ناصر الحاني مستشارا للبكر مما جعل الشبهة تزداد حول البعثيين. تم استدعاء ناصر الحاني من بيته بحجة مقابلة البكر ثم اخذته السيارة الرسمية الى قناة الجيش حيث اغتيل والقيت بجثته هناك. قام بالتخطيط لهذه العملية ناظم كزار ونفذها اعوانه.
عمليات الاغتيال هذه استمرت خارج العراق فقام ناظم كزار بمحاولة فاشلة لإغتيال عارف عبدالرزاق وبعض الضباط القوميين في القاهرة ومحاولة في لندن جرحت من دون ان تقتل عبدالرزاق سعيد نايف (نجحت محاولة ثانية عام 1979 في قتله) وتم اغتيال حردان التكريتي في الكويت وهو في طريقه للعلاج في المستشفى بمعية السفير البعثي مدحت ابراهيم جمعة. ومن الطريف انه عندما اخبر احد اصدقائي والده الذي كان مديرا عاما للشرطة في العهد الملكي، اخبره بإغتيال حردان التكريتي رد والده: (وماذا يفعل حردان التكريتي على طريق الحلة؟) كان ناظم كزار يصفي البعثيين بسبب خلافاتهم الداخلية على طريق بغداد ـ الحلة من خلال حادث اصطدام سياراتهم بشاحنة من دون القبض على سائقها او اكتشاف الشاحنة ومن الذين اغتالهم ناظم كزار البعثي حبيب الاعور وآخر اسمه عبدالوهاب وكلاهما من خلفيات وضيعة لا تختلف عن خلفية بقية القيادات البعثية ومنها خلفية ناظم كزار.
العراق كان في امان تحت اي عهد وفقد الامان عندما وصلت نفايات النفايات في المجتمع العراقي الى السلطة سواء عام 1963 او 1968 ومنها الحثالة ناظم كزار.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا يرتدي القراصنة رقعة قماش أو جلد لتغطية أعينهم؟
.. الهدف القادم حمص.. هل تبتلع الفوضى سوريا بسبب التنظيمات المس
.. أقصر حكومة في تاريخها.. لماذا انهارت حكومة بارنيه في فرنسا ؟
.. للقصة بقية | وحدة الساحات
.. مرتزقة كولومبيون قدموا عبر ليبيا للمحاربة في السودان.. ما ال