الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مينا.. جسر أدبي من الإسكندرية لنيوأورليانز

نائل الطوخي

2006 / 6 / 5
الادب والفن


لسبب أو لآخر، يبدو الشباب السكندريون غير معنيين هذه الأيام بسطوة القاهرة، لا بفرص نشرها و لا الترجمة فيها، حيث بحرهم، الذي يشرف علي العالم، لا يمر علي العاصمة، لحسن الحظ! فلقد رأينا مثلا خلال السنوات الفائتة كيف صدرت دورية أمكنة من الإسكندرية و أثارت أصداء في العالم العربي كله، و رأينا مجموعة أدبية باسم الكل ضمت أسماء مهمة ممن يكتبون في الإسكندرية، و الآن يجيء دور دورية سكندرية أدبية أخري باسم مينا، مكتوب علي غلافها الخارجي ثقافية تصدر بلغتين، و هي تصدر بشكل مستقل و بجهد مشترك، حيث يحررها حمدي زيدان من الإسكندرية و أندي يانج و خالد حجازي من الولايات المتحدة وبالتحديد من مدينة نيو أورلينز. هكذا يمكن لمدينتين مائيتين أن تشتركا في تحرير دورية تعني بالأدب، الذي هو بحر إضافي يصل بين البشر، و يكون عنوانها مينا، أي مرفأ بين مدننا و ثقافاتنا، كما تقول افتتاحية الدورية. تنشر النصوص المكتوبة بالعربية في هذه الدورية و معها ترجمها الإنجليزية و العكس، و يعمل علي ترجمتها الشاعران السكندريان سامي إسماعيل و عبد الرحيم يوسف.
عمل كهذا يستلزم جرأة بالتأكيد للتفكير فيه، ثم لتنفيذه، سألت عن الفكرة من وراء الدورية و كيف نشأت فأكد لي جميع المحررين أنها بدأت من تبادل لمطبوعات الشعراء بين المدينتين حيث تأكدوا من التقاطعات و التشابهات بينهم فكان أن اقترحت الشاعرة أندي يانج فكرة الدورية علي أن يكون إخراجها الفني من تصميم الكاتب ماهر شريف، و هو الذي صمم غلاف مجموعة الكل السابقة ذات الإخراج المتميز. و يشير خالد حجازي في هذا الصدد، و هو المحرر المصري من نيوأورلينز، إلي المحاولات السابقة لتقديم أعمال مترجمة من العربية مثلبانيبال في إنجلترا، و كلمات في أستراليا، و أن هذه التجارب هي ما أوحت لهم بتقديم دورية مثل تلك، غير أن مينا تنفرد بتقديم النص الأصلي مع ترجمته متجاورين في نفس العدد.
تضم المجلة عددا من الأسماء المهمة، تتراوح بين الإسكندرية و العالم العربي و العالم، فالسكندريون مثل ماهر شريف، حمدي زيدان، تامر فتحي، منتصر عبد الموجود، سامي إسماعيل، سلوي رشاد، خالد حجازي، إيمان عبد الحميد، عبد الرحيم يوسف، أحمد عبد الجبار، إيهاب عبد الحميد و حجاج حسن أدول، تجاورهم بعض الأسماء العربية مثل الفلسطينيتين الأمريكيتين ناعومي شهاب و ابتسام بركات و المغربي نور الدين الغماري، كما تضم الدورية أسماء من مختلف دول العالم مثل رذا أصلان، إندرين ثنايا جام، سيمون بيتيت، براد ريشار، و آندي يانج.
سألت خالد حجازي عن كيفية اختيار النصوص فقال لي أنهم يعتمدون علي الاستجابات التي تأتيهم عبر البريد الإلكتروني حيث يتصلون بالكتاب ليدعونهم للمشاركة و قد فوجئوا بعد العدد الأول أن كثيرا من الكتاب الراسخين في مختلف أنحاء العالم قد استجابوا لهم و أرسلوا موادا إليهم، بينما جزء كبير من العمل في العدد الأول اعتمد علي المدينتين الأساسيتين، نيوأورلينز و الإسكندرية، و هم يعملون الآن علي نشر أعمال من بلاد مختلفة مثل الأردن، اليابان، الصين، أيرلندا و الإمارات كما سينشرون لكتاب كبار مثل نجيب محفوظ، سلمي الجيوسي، تشارلز سيميك، و فريد شابل.
و إذا ما انتقلنا إلي الترجمة, فسوف تلفت نظرنا بعض القصائد المترجمة من الإنجليزية ليس إلي الفصحي و إنما العامية، و هو نوع آخر من تجاهل المركز و التواصل في إطار الهامش بشكل مباشر. يقول الشاعر و المترجم عبد الرحيم يوسف أن النص المكتوب بالإنجليزية هو ما يحدد في البداية كيفية العمل علي ترجمته، سواء إلي العامية أو الفصحي، غير أن الغريب كان طلب كاتبتين بعينهما, هما كارولين همبري و آندريا كودريسكيو, منه ترجمة عمليهما إلي العامية، و قد ترجم الأول تحت عنوان تأملات في جرنيكا بيكاسو و الثاني تحت عنوان ياللا نشكٌر ف عبيط مشهور، بالإضافة إلي هذا فالعمل علي الترجمة كان جماعيا في الغالب حيث جلس كل فريق الترجمة عبد الرحيم يوسف، سامي إسماعيل، تامر فتحي و آندي يانج و روجعت الترجمة كلها، و يضيف عبد الرحيم يوسف: الطريف أن آندي ، و هي الأمريكية، كانت أحيانا ما تعجز عن الترجمة فيضطرون حينها إلي الاستعانة بالكاتب نفسه. و تقول هنا آندي يانج عن تجربتها مع الترجمة أنها مشكلة لن يمكن التغلب عليها أبدا و هي مع ذلك من أجمل المشكلات لأنها في النهاية، هي ما تمنحك الفرصة لاكتشاف عمق لغاتنا و النزول لأسرارها، غير أنها تضيف أنه لا يزالون حاليا يبحثون عن مترجمين كافيين لمساعدتهم في هذا العمل.
و قد نجحت الدورية في الولايات المتحدة ولاقي العدد الأول منها ردود أفعال جيدة حيث سارعت عدة دوائر بالتعليق علي الإصدار و تم التسجيل تليفزيونيا مع أندي يانج وخالد حجازي في إحدي القنوات الفضائية العربية (عين الأوائل)، وتم تحرير عدد من التغطيات والتقارير الصحفية في نيويورك تايمز وغيرها. كما تم توزيع الدورية بشكل جيد حيث تكفي مبيعات العدد الأول في أمريكا لتغطية تكلفة العدد الثاني، و ترجع أندي يانج هذا النجاح إلي فضول الأمريكيين لمعرفة ما بهذه الدورية لعدة أسباب، حيث أن المواطن الأمريكي العادي أصبحت له للمرة الأولي الفرصة للتعامل مع الأدب و الفن العربيين غير المرتبطين بالعنف الذي يشاهده علي شاشات التليفزيون، ثم أن إخراج الدورية المتميز كان له أثر كبير في لفت أنظار الناس في الولايات المتحدة.
غير أن حمدي زيدان، المحرر السكندري للدورية، يشير في الوقت نفسه إلي عدم الاهتمام بالدورية في مصر، علي العكس مما حدث في الولايات المتحدة، بسبب مشاكل في التوزيع تلاقيها الدورية في البلد الذي صدرت منه، حيث يعترف بتقصيرهم في التوزيع و عدم احتضان الدورية من قبل دوائر التوزيع والصحافة في مصر، و يتوقع حمدي تحسن الأمر مع قليل من التنظيم في التحرير و الذي أتي حماسيا في العدد الأول أكثر منه تنظيما جيدا وتوزيعا للأدوار والمهام وكذلك تنظيم التوزيع والدعاية الثقافية للدورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب