الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرؤية الماركسية

زينب محمد عبد الرحيم
كاتبة وباحثة

(Zeinab Mohamed Abdelreheem)

2020 / 2 / 24
الارشيف الماركسي


لقد عمل الفلاسفة حتى الآن من أجل فهم العالم، لكن الأهم من ذلك تغييره ... هكذا تحدث ماركس الفيلسوف الثوري الذي تمرد على هيجل وأفكاره التى لطالما وجدها ماركس تأتى من السماء وليست من الواقع المادي الذي نعيشة ,فالصراع الطبقي واقع يحدث ليثبت هيمنة الرأسمالية المتوحشة على مسرح الأحداث!
فيقول ماركس :
إن افكار الطبقة الحاكمة هى الأفكار المسيطرة فى كل العصور، أى أن الطبقة المتحكمة ماديًا في المجتمع هى نفسها الطبقة المتحكمة فكريًا فيه. الطبقة التى لديها وسائل الإنتاج المادى ووسائل تصريفه، لديها فى نفس الوقت السيطرة على وسائل الإنتاج العقلى. باختصار: أفكار الذين لا يمتلكون وسائل الإنتاج الفكرى تظل منحصرة فيهم وحدهم. الأفكار المسيطرة ليست أكثر من انعكاس لعلاقات السيطرة المادية فى المجتمع، ليست أكثر من هذه العلاقات متمثلة ذهنيا “.
من هنا يطرح السؤال التالى نفسه: هل يمكن إذن إحداث تغيير حقيقى فى هذا المجتمع على الإطلاق؟ اذا كانت الهيمنة الفكرية لرأس المال على المجتمع ترتكن على كل الوضع الحقيقى لعلاقات القوى والتى تطرح خلالها الطبقة المسيطرة أفكارا تسعى بقوة لترسيخها؛ كالملكية الخاصة، التنافسية، الدولة القومية (كأمر واقع) . أين تقع إذن نقطة الهروب التى يمكن من خلالها أن نجد رؤية أخرى؟
من هذه النقطة خطا الرفيقان خطوة واسعة تجاوزت منهج التحليل المادى المباشر للفيلسوف المادي الألماني لودفيج فيورباخ. والذى أسهمت أعماله فى ابتعاد ماركس عن الهيجليين الشباب من قبل.
رأى الرفيقان أن الطريق الوحيد الذى لا يرتد بهم إلى المثالية ثانية يبدأ من محاولة تتبع إمكانات التغيير فى المجتمع انطلاقا من دراسة الآليات الداخلية التى تحكم الإنتاج الاجتماعى نفسه. بدلا من الرجوع إلى وهم “التأثير المستقل” للأفكار على هذا المجتمع. و هنا جاء وقت الاستفادة من إسهامات هيجل التى تتلمذ عليها ماركس. فى النهج الهيغلي: تتطور الأفكار نتيجة تعارض الرؤى المتقابلة للعالم (وهكذا الأمر بالنسبة للمجتمع ككل).
و بالنسبة للرفيقين مثلت هذه النظرة صورة معكوسة للحقيقة. فحركة التاريخ يحكمها الصراع. لكن هذا الصراع يقع أولا وفى الأساس على جانب القوى المادية وعلاقات الإنتاج. بينما صراع الأفكار والرؤى ليس فى الحقيقة إلا انعكاسا لهذا الصراع المادى.
وكلما تطورت وسائل الإنتاج من آلات ووسائل وتقنية بمرور الوقت، كلما أدى ذلك إلى تغيرات فى شروط المعيشة بالنسبة للطبقات والمجموعات الاجتماعية المعينة فى نفس المجتمع. وعند مرحلة معينة تؤدى هذه الظروف الاجتماعية الجديدة إلى صراع تسعى من خلاله هذه المجموعات والطبقات إلى تغيير علاقات الإنتاج لصالح دورها الجديد فى دورات الإنتاج.
هكذا يشرح ماركس و انجلز المسألة:
“هذا التناقض بين تطور قوى الإنتاج من ناحية، وعلاقات الإنتاج القائمة من ناحية أخرى -و الذى كما رأينا تكرر مرات عديدية عبر التاريخ- هذا التناقض يعبر عن نفسه فى شكل انفجار ثورى، و هذا الأخير له العديد من الظواهر المصاحبة، على سبيل المثال: الصراعات الأيدولوجية، الصراعات الطبقية المختلفة، تناقضات الوعى الاجتماعى، صراع الأفكار، ناهيك عن الصراع السياسى. وهكذا فكل الصراعات فى التاريخ لها بشكل أو بآخر جذور فى هذا الصراع الأصلى بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج الاجتماعى”.
و قد أوضح ماركس وانجلز هذا الأمر فى كتاب “الأيدولوجيا الألمانية” آخذين فى اعتبارهما كيف نمت الطبقة البرجوازية خلال قرون فى ظل النظام الإقطاعى. وأوضحا كيف أن تطور تقنيات الصناعة من تقدم ووسائل الاتصالات وطرق النقل وغيرهما (بمعنى آخر تقدم مستوى وسائل الإنتاج) كيف كرس كل هذا الأساس لزيادة ثروات وقوة البرجوازية، وكيف أدى كل هذا إلى ثورات مثل الثورتين الانجليزية والفرنسية، حيث استطاعت البرجوازية أن تتحرر من القيود التى فرضها النظام الإقطاعى عليها (عن طريق علاقات الإنتاج التي كانت قائمة فى ذلك الوقت).
دور الطبقة العاملة و ضرورة الثورة
قبل كتابة “الأيدولوجيا الألمانية” عام 1845، كانت البرجوازية قد رسخت وجودها باعتبارها الطبقة المسيطرة سياسيا فى أوروبا. وأصبحت شعارات الحرية والمساواة و الإخاء -وهى الشعارات التى استغلتها البرجوازية لتحشد الجماهير الشعبية ورائها فى معركتها ضد الإقطاع- أصبحت طى النسيان فى خضم اللهاث وراء زيادة معدلات الربح، و (اللعبة الكبيرة) للاستعمار وخلافه.
من ناحية أخرى تحدث ماركس وانجلز عن نفس هذا الوقت الذى يشهد “شبح يجتاح أوروبا” على حد قولهما فى البيان الشيوعى. إن نفس التطورات التى أدت إلى صعود البرجوازية، أدت فى الجانب الآخر إلى تكوين طبقة جديدة “البروليتاريا” أو الطبقة العاملة، و هى بحق مصدر كل الثروات والقوى التى اعتمد عليها الرأسماليين والتى افتتحت بحكم ظروف وجودها عصرا جديدا من التغييرات الجذرية.
كما مهد بزوع البرجوازية من داخل النظام الإقطاعى للصعود العالمى لاأسلوب الإنتاج الرأسمالي، كذلك فإن بزوغ الطبقة العاملة يتيح إمكانات الانتقال إلى نظام شيوعى مغاير تماما لسابقه.
المهم أن نفهم أن الشيوعية ليست حلما مثاليا بمجتمع جديد. و قد أوضح ماركس وانجلز هذا جيدا: “الشيوعية التى نعنيها ليست دولة الأمانى التى علينا أن نؤسسها. ليست نموذجا على الواقع أن يكيف نفسه على مقاسه. وإنما نعنى بالشيوعية الحركة الحقيقية التى تقضى على نظام الأشياء الآنى، وشروط هذه الحركة تأتى من ممهدات مسبقة هى موجودة الآن بالفعل”.
ماذا كانت إذن هذه “الممهدات” للشيوعية التى استطاع الرفيقان أن يتبيناها فى واقع القرن التاسع عشر في أوروبا؟ وعلى أى أساس توصلا إلى أن نضالات العمال، التى عايشاها -وليس المستقبلية منها- فى مواجهة ظروفهم المعيشية فى ظل نمط الإنتاج الرأسمالى قادرة على “إسقاط نظام الأشياء القائم”؟
مرة أخرى , أدرك ماركس وانجلز أن مستويات تطور قوى الإنتاج تتطور بشكل هائل. أولا: مع التقدم الرهيب في الصناعة والتجارة التى صاحبت ظهور الرأسمالية، أصبح فى الإمكان –لأول مرة فى تاريخ البشرية– تحقيق مساواة مادية حقيقية فى المجتمع دون الوصول إلى حالة الفقر المنتشرة. ثانيا: أن التراكم السريع للثروات فى ظل النظام الرأسمالى بنى بفضل عمل العمال، الذين يستبعدهم دورهم فى هذا النظام من جني أرباحه. تماما كما حاربت البرجوازية من قبل لتحطيم القيود الإقطاعية المفروضة عليها، كذلك الطبقة العاملة تستطيع أن تجني ثمار عملها فقط إذا تضامنت للنضال ضد ظروف معيشتها فى النظام الرأسمالى.
و بسبب طبيعة دورها (أى الطبقة العاملة) العضوى فى النظام. يستطيع هذا النضال أن ينضج فقط من خلال نوع من التنظيم الجماعى الذى سيصبح الجنين للأشكال الجديدة التى سيدار بها المجتمع. قوة العمال تكمن فى قدرتهم على تعطيل عملهم ومن ثم وقف تدفق الأرباح للرأسماليين من مصادرها الأولية. ولكى يتحقق هذا عليهم أن يوحدوا أنفسهم بطريقة تجعلهم يتحركون كوحدة واحدة. ومنها نرى أن مع تطور الرأسمالية العمال ينظمون أنفسهم في نقابات وفى أشكال أخرى من المنظمات العمالية، التي تكون معنية بالأساس بهذا التعطيل المنظم للعمل، والتى فى ظروف ثورية يمكن لها أن تتطور إلى منظمات تدير الإنتاج لصالح العمال. هذا بالضبط ما حدث فعلا فى الثورة الروسية 1917 مع السوفيتات، ومع لجان العمال و الأشكال الشبيهة التى ظهرت فى ثورات: ألمانيا (1918 – 1923) – اسبانيا (1936) – المجر (1956) – إيران (1979) وفي الكثير من الحالات الأخرى.
و إذا لم تكن قوة الحركة العمالية عام 1845 كافية لتقضى على الرأسماليين فى العالم، فقد ركزا على أن الثورة هى التتويج الوحيد لهذا النضال الاجتماعي. فالتحول الشيوعي برأيهما ليس بالشئ الذى يحدث تلقائيا خلال التطور التدريجى.
“الثورة ضرورة.. ليس فقط لأنها الطريقة الوحيدة لإزاحة الطبقات المسيطرة، وإنما أيضا لأن الطبقة التى تقوم بها تستطيع فقط من خلالها وحدها أن تطرح عن كاهلها أثقال العصور السابقة، ومن ثم تصبح قادرة على خلق مجتمع جديد”.
الرأسماليون يمارسون سلطتهم بطرق عدة: أكثرها مباشرة هى أجهزة القمع المباشر للدولة (القوات المسلحة، الشرطة والمحاكم، وغيرها). أيضا يعتمدون على ثقل البناء الفوقى للمجتمع متمثلا فى: بيروقراطية الدولة، نظام التعليم و الإعلام، إلخ.. هذه الوسائل جميعا تمارس ضغطا كافيا لاقناع العمال أن الرأسمالية هى “الطريقة الوحيدة التى يمكن ان تسير بها الأمور”. الثورة إذن هى الطريق الوحيد التى يمكن للعمال خلالها تحطيم الأسس المادية والايدولوجية للطبقات المسيطرة, و فى نفس الوقت تكتسب الطبقة العاملة الثقة والخبرة اللازمتين لتمارس دورها القيادى فى التأسيس لنمط إنتاج اشتراكى جديد. فهم جديد للتاريخ و المجتمع وأفول الأفكار والبنى وإمكانات إشراق جديد لمجتمع اشتراكى يشق –عن طريق الثورة– ظلمات الرأسمالية.
يحمل كتاب “الأبدبولوجيا الألمانية” قدرا كبيرا من التشويق يضاهى أعمال (دان براون). بالطبع مع فارق أن الأخيرة ليست سوى شطحات مفارقة للواقع. والأهم، يعرض الكتاب المبادئ والوسائل الرئيسية للتحليل الماركسى مبرزا الأطر العامة للماركسية التى نجحت فى اختبار الزمن. الحركة الشيوعية واقعا ممكنا نراه فى كل الثورات العمالية التى اندلعت خلال القرن والنصف قرن الماضى من الرأسمالية، كما نراه فى “كل جذوة تحت الرماد” تشتعل يوميا فى نضالات العمال فى اماكن العمل و المصانع عبر العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القديم البائد
منير كريم ( 2020 / 2 / 25 - 05:24 )
تحية
انت لاتذكرين سوى نصوصا قديمة لاعلاقة لها بالواقع الراهن
اما سمعت بسقوط الاتحاد السوفيتي وتلاشي الشيوعية , اولويات الناس الان التنوير والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية
تتحقق العدالة من خلال الحرية فقط بزيادة الانتاج وتحسين توزيع الثروة وتحقيق مبدا تكافؤ الفرص , لا من خلال حزب طليعي ودكتاتورية البروليتاريا
انتهى عصر الايديولوجيات كما انتهى عصر الدين السياسي وما بقى سوى العلم, فلا تستهلكوا طاقاتكم بالقديم البائد مهما كان الارتباط العاطفي بذلك القديم
شكرا للاستاذة المحترمة


2 - الاشتراكية عرفتها الانسانية
سعيد زارا ( 2020 / 2 / 25 - 11:53 )
الرفيقة تحياتي البولشفية

الاشتراكية عرفتها الانسانية من خلال دولة البروليتاريا التي قادها ستالين في الاتحاد السوفياتي و صممها اعظم البلاشفة لينين و التي كانت تحيا بروح الماركسية ولانها كذلك فلازالت حية تمسك بزمام المجتمع الانسانس حاليا رغم هروب البورجوازية الوضيعة من هذا الاستحقاق. اما دعاة الاجتماعية الذين يعتقدون انها ستحقق بتحسين تنوزيع الثروة فنقول لهم قول ماركس ان طريقة الانتاج هي ما يحدد طريقة توزيع الثروة.


تحياتي


3 - شكر جزيل لهذه العرض المعرفي
محمد البدري ( 2020 / 2 / 25 - 11:55 )
تحياتي للفاضلة كاتبة المقال زينب محمد عبد الرحيم
تعقيب بسيط لكنه ليس سهلا
بالفعل فان الثورة ضرورة.. ليس فقط لأنها الطريقة الوحيدة لإزاحة الطبقات المسيطرة، وإنما لتسييد الافكار التي وعيها العقل كجديد طرأ من الواقع علي الفكر، هذا نظريا لكن الاهم عمليا كضمانة لبقاء الجديد واستمراريته أن تقوم الطبقة البديلة بدور يفوق ما قامت به الطبقة القديمة حتي تستطيع تقديم ما هو افضل للانسان ولاحتياجاته في كل مجال.
اعترف ماركس بثورية كل طبقة حلت محل الطبقة القديمة لتغيير نمط واشكال الحياة المجتمعية وكان للبرجوازية الرأسمالية نصيب اكبر في هذا الاطراء، وهنا وفي ضوء سقوط الاتحاد السوفيتي و دولة الصين ما الذي يضمن ان اي ثورة جديدة ستتجاوز سلبيات السوفييت والصين هذا علي اعتبار انهما كانتا املا في نشوء المجتمع الجديد؟

تحياتي مرة أخري


4 - ردا على القديم البائد
زينب محمد عبد الرحيم ( 2020 / 2 / 25 - 19:18 )
الأستاذ كريم ، تحياتي ، أوظ ان أذكر لحضرتك اننا نعيش في
الدول الشرق أوسطية التي لازالت تحت الهيمنة الدكتاتورية وايضا يتحكم في العقل الجمعي النصوص والاصولية الدينية ولم يستطيع للعلم ان يحكم هذه الدول العربية بعد ، بل نعرف كل الحديث من الخارج والدول الاوروبية ، وبمناسبة النصوص القديمة ، فالماركسية تتطور دائما ولا نستطيع ان نتخلى عن القواعد الأولى ،وما نراه اليوم من هيمنه لفئات قليلة و اغلب الشباب و صفوة المحتمع عاطلون او في طبقات اجتماعية أدنى يتحكم في مصائرهم الفاشية و مؤخرا الرعاع ، كل ذلك يجعلنا ننظر للتاريخ وللقديم لانه اصبح يعاد كمهزله كما قال كارل ماركس ، خالص تحياتي


5 - ردا على استاذ سعيد زارا
زينب محمد عبد الرحيم ( 2020 / 2 / 25 - 19:26 )
خالص تحياتي لك انت ماركسي حتى النخاع وانا أتعلم من حضرتك وأتمنى أن تحقق الماركسية أهدافها على يد من ينظرون للمصلحة العامة لا الخاصة وهذا نادر تحت غلبةمادة وسيطرتها على نفوس البشر


6 - ردا على أستاذ محمد البدري
زينب محمد عبد الرحيم ( 2020 / 2 / 25 - 19:39 )
تحية طيبة ،نحن جميعنا نعلم أن الثوارات بمفوهما التقليدي يتم إجهاضها بل و يتخللها الكثير من المصالح الشخصية على حساب حياة الشباب ومن هم المستفيدين بالثورة ومن الموجه لها ، لابد وان تحدث الثورة على اى أستبداد وقمع نتعرض له ، وذلك بالإضافة الى شتى انواع التهميش كل هذا لابد وان يتم النضال ضده بالفكر والعقل و الحشد ، لنا ان ندرك ان التيار العلماني يفشل فى مصر وغيرها من الدول العربية بسبب التفرقة بين العلمانيين ، وكذلك الاشتراكية وغيرها من التيارات الاصلاحية التي تواجهه الاصولية ، انا في رأيي المتواضع ان سبب هذا الفشل ضعف المادة ، عكس التنظيمات الدينية تحشد
بالأموال ، لكن عندما نحشد العقول لا نجد من يبالي هذه آفة اى فكر مغايير ، اعتادت الدول العربية على تقديس الديكتاتور يؤمنون بالفرد فقط و من خلفة قطيع مجرد اتباع ومن ينشق يتحمل الا ان اصبح ايقونه أخرى يقدسونها من جديد ، كل ذلك نراه في الفن و الاقتصاد وحتى النظام الحاكم وغيرها من الميادين
خالص تحياتي

اخر الافلام

.. آلاف المتظاهرين في واشنطن للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع


.. دعماً لغزة.. المئات من المتظاهرين يفترشون الأرض أمام متحف بإ




.. أصالة التعبير في الفنون - د. حنان الشيخ.


.. ?? فيديو: البيان الختامي الصادر عن الدورة الرابعة للجنة المر




.. ?? فيديو: تقرير الأمين العام باسم المكتب السياسي أمام الدورة