الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فصل المقال.... فيما بين الانتهازي والنضال من انفصال !

ميمون الواليدي

2020 / 2 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


فصل المقال... فيما بين الانتهازي والنضال من اتصال .. !
الانتهازي لا يحب الرومانسية والأحلام، ليس لأنه يحارب المثالية، لكن لأن قلبه أصبح حجرا منذ أن قطع أي صلة بالمشاعر الإنسانية الثورية في سبيل "الواقعية السياسية" التي تتطلب التلبد والتجهم في وجه كل الرومانسيين والحالمين، لأن السياسة في نظره "فن الممكن" و"لعبة مصالح" وبالتالي لا مجال للمشاعر لأنه يظن أن الجميع خبثاء مثله.
الانتهازي متصالح مع الأغاني الملتزمة والفن الهابط المائع وحتى مع تراتيل الظلامية. طبعا هذا لزوم الانتهازية والتواصل مع الجميع من أقصى اليمين إلى اليسار، فالعالم بالنسبة له رمادي وماعاد أبيضا أو أسودا، رأسماليا أو اشتراكيا.
لا تحاول أن تدعوه للحلم بالثورة والتغيير الراديكالي، لأنه سيضعك في خانة مرضى اليسارية الطفولية، والرومانسية الثورية، ويتهمك بالانتماء لعصابة شيعة غيفارا. فبالرغم من معجزة كوبا وحربي تحرير الكونغو وبوليفيا، فغيفارا في نظره مجرد رومانسي يبني قصورا من رمال ويحلم بحبيبات افتراضية.
لا بأس أن يكون المرء انتهازيا في مقتبل عمره، وهو يعيش فترة شبابه المبكرة، متأثرا بتربية الوالدين والمجتمع وتعاليم الدين وخلافه، حيث يكون المرء مايزال شبه عبد لأبيه الذي أنشأه على "مصلحتك أولا" ! ثم بعد ذلك، يتعلم ويفهم ويمارس، فيقدم نقذا ذاتيا ويغير مساره ليغدو ثوريا حقيقيا. ماركس نفسه كان هيجليا ليستحيل بعدها ماديا ثوريا وقف في وجه العالم بأكمله.
لكن، أن تبدأ حياتك كثوري لا يشق له غبار، ثوري حر لا يمكن أن تحيط به أية أسيجة، ثم تستحيل بعدها انتهازيا، فتلك فضيحة، ستتسبب في تعرية عورتك وكشفها أمام الجميع، وتغدو مريدا يسبح بحمد الزعيم صباح مساء.
الثوري الحقيقي عكس الانتهازي المتردد المرتجف، لأنه يخضع الواقع لأحلامه الثورية، بل ويخضع العالم بأكمله لتلك الأحلام (وإلا، كيف تمكن 65 حالما من إسقاط نظام مدعوم امبرياليا في كوبا بل ومواجة الامبريالية نفسها في خليج الخنازير). شعار "يا عمال العالم، اتحدوا !" لم يكن سوى حلما، فعندما رفع ماركس هذا الشعار في وجه العالم فإن أغلب بقاع العالم لم يكن فيها عمال أصلا، وما حدث نتيجة هذا الحلم يعلمه الجميع! ماركس نفسه حذر الفرنسيين قبل الكمونة، وعندما عقدوا العزم لم يتهمهم بالرومنسية ومحاربة الطواحين، بل دعمهم بكل ما أوتي من نظرية لا تتوفر ولن تتوفر لانتهازيي اليوم.
الثوري الحقيقي، هو فعلا من يقدم جسده وروحه ويستغني عن كل أحلامه الفردية البرجوازية قربانا لثورات المعذبين في الأرض وهذا ما جسده غيفارا بينما كان الانتهازيون يقضون وقتهم في المقاهي والبارات.
إنه، أي الثوري الحقيقي، يعتنق النظرية العلمية والصرامة الثورية والمركزية الديموقراطية خدمة للخلاص الجماعي ولا يفكر في التسلق الطبقي وتحقيق المآرب البرجوازية الضيقة من قبيل الحصول على تفرغ نقابي أو الحصول على زيادة في الأجرة لتمويل السباحة في ابيزا وركوب قوارب البندقية وأكل الكروصان على ضفاف نهر السين.
الثوري الحقيقي هو من يعتقل أولا ويعذب أولا ويستشهد أولا. عكس الانتهازي الذي لا يفوت فرصة لتحويل كل شيء إلى هدف استراتيجي حتى يفرمل نضالات الجماهير. الثوري الحقيقي يعمل صباح مساء للثورة دون تسقيف ودون إعطاء فرصة للعدو الطبقي للتفكير والمبادرة، بينما يحب الانتهازي المرور عبر القنوات "القانونية" وتشكيل المجالس والتنسيقيات، والإكثار من الاجتماعات وتحويل النضال إلى "هواية" يمارسها أيام الآحاد لأنه لا يستطيع المغامرة بالاجرة والكارط غيشي، وهذا سبب كرهه لشيء اسمه الثورة، لأن الثورة قد تعني : باي باي الصالير لمدة غير معلومة !!
الانتهازي في طريقه للخيانة، يتحول من القول "الشيوعية هي الهدف الإستراتيجي" إلى القول "الاشتراكية هي الهدف الإستراتيجي" وبعدها إلى القول "الديموقراطية هي الهدف الإستراتيجي" ..... وهكذا الى ان يصبح هدفه الاستراتيجي هو : الحصول على الدعم العمومي والمرور في القنوات الاعلامية للنظام ومواجهة أنظمة التقاعد حتى لا تفوته فرصة زيارة كوباكبانا قبل أن يموت !
المناضل الثوري غير الناشط الانتهازي، فحذاري من المقنعين الذين قد يوهمونكم أنهم محترفون ثوريون، بينما هم في الحقيقة "محترفوا السياسوية" !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة