الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجدي يعقوب ليس بحاجة لجنّةٍ عنصرية

طارق الهوا

2020 / 2 / 26
كتابات ساخرة


في الوقت الذي يبحث الأطباء الكفار فيه عن مصل لوباء الكورونا، ويحاول الملياردير الأميركي الكافر إيلون ماسك، من خلال شركته "نيو رالينك" الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المشلولين في التحكم في الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر عن طريق إشارات الدماغ، بتقنية التحفيز العميق للمخ، خرج الداعية المصري عبد الله رشدي، أدامه الله ذُخرا للبشرية، بتدوينة نشرها في 23 شباط/فبراير قال فيها لا فض فوه: "العمل الدنيوي ما دام ليس صادرا عن الإيمان بالله ورسوله فقيمته دنيوية بحتة، تستحق الشكر والثناء والتبجيل منّا نحن البشر في الدنيا فقط، لكنه لا وزن له يوم القيامة، ‏ومن السفاهة أن تطلب شهادة بقبول عملك في الآخرة من دين لا تؤمن به أصلاً في الدنيا"، لأن الجنة "للمسلمين فقط".
وختم تدوينته الوقحة التي تُصادر حرية الله في رحمة من يشاء من العباد بالقول: "مجدي يعقوب إن مات على النصرانية ولم يدخل الإسلام فهو في النار، ولا تنفعه أعمال الخير للمرضى في الخروج منها".
تداعى إلى ذهني حوار يشبه هذه التغريدة قرأته وأنا مراهق صغير منذ أربعين سنة في مجلة "العربي"، وكان فحواه أن وليام مورتون مخترع التخدير عن طريق التنفس، لن يدخل إلى الجنة حتى ولو أدى اختراعه إلى عدم الشعور بأهوال الألم عند إجراء العمليات الجراحية، لأن مورتون ليس مُسلماً.
يا حلاوة باللهجة المصرية ، ويا حِليل بالكويتية.
لم يتغير شيء منذ أربعين سنة والمسلمون متمسكون بافلاسهم العلمي والحضاري والانساني، ويركنون في حياتهم على "علماء" جهلة ولا يخجلون من ذلك الافلاس مطلقاً حين يعيشون عالة على البشرية التي يستفيدون من مدنيتها وتقدمها واختراعاتها، ويبشرونها في الوقت نفسه بالدخول إلى النار!
اسهامات مجدي يعقوب العلمية والجراحية والخيرية معروفة، واسهامات الداعية إياه وغيره ممن تراجعوا عن أقوالهم أخيرا واعترفوا بأنهم ضللوا الشباب معروفة أيضا، فالدعاة لم يقدموا غير المناكفات وهدم السلم الأهلي ونشر السموم بين الناس وتكفير الآخر، وتغطية عقم المسلمين الحضاري وفقرهم الإيديولوجي وافلاسهم العلمي بمفرقعات الافكار الغيبية التي تتهاوى يوما بعد يوم بفضل تقدم المعرفة، ناهيك عن فتاوى جواز ممارسة الجنس مع الحيوانات وإباحة حوادث الدهس وجهاد النكاح وجهاد السيارات المفخخة ودعوات الانفصال عن أي مجتمع يعيش المسلمون فيه، ورغم ذلك سيدخلون الجنة لأنه دخولها له جواز عبور عنصري هو الايمان بالاسلام، مهما فعل المسلم.
جوهر الموضوع، وصف الجنة في القرآن مستمد مباشرة من البيئة الصحراوية ولا جديد فيه، بل هو حتى أفقر ما جاء في الاديان كافة، لأن الجنة قائمة على المباهج الحسيّة والمتع الجسدية، ومجدي يعقوب وكل أقطاب الأرض من المفكرين والعباقرة ومَنْ عملوا لتقدم وخدمة الانسانية ليسوا بحاجة إلى مثل هذه الجنة، لأنهم أرقى منها فكراً ومضموناً.
ويبقى سؤالان أخيران لهذا الداعية وأمثاله من "العلماء" الجهلة: ماذا سيفعل الله بالناس الذين خلقوا قبل الإسلام بمليوني ونصف مليون سنة حسب ما يثبت العلم؟ هل يمكن الايمان بعدل إله يحشر بشراً في جهنم لم يسمعوا بخاتم الأنبياء ولا بالانبياء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع