الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراجعة لابد منها ....!!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2020 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مُراجعة لا بد منها ....!!!!
هل نحن بحاجة ماسة لاعادة تقييم جذرية لما يدور في المنطقة العربية ..؟؟؟ وهل حان الوقت لكي تُمسك شعوبنا وقواها وأنظمتها الوطنية والتقدمية بدفة القيادة للتحكم بمصير المنطقة ومُستقبل شعوبها وأجيالها القادمة...؟؟؟
فبين الهيمنة الامبريالية والصهيونية وعمالة الرجعية العربية والخليجية وهمجية وإجرام القوى التكفيرية الظلامية والدينية المُتطرفة, وبين نهب الاقتصاد والنفط والغاز وثروات المنطقة وانتشار أنظمة اللصوصية والفساد الطائفي وتفاقم سياسة المحاور والصراعات الاقليمية , وبين تبعية بعض أجهزة الاعلام العربي ووقاحة وتحريض وتآمر بعضها الآخر ونذالة قوى العمالة والخيانة والتطبيع وتشويه الهوية والثقافة والتاريخ .. وبين تفشي الفقر والغلاء والجوع والامراض والبطالة والتراجع الخطير في قطاع الخدمات الصحية والاساسية وضياع قضايا التحرر الوطني والنضال الطبقي والاجتماعي في ضعف القوى الوطنية والتقدمية والافق الضيق واللاعلماني للمقاومات الاسلامية المذهبية .. وبين تبعية أحزاب المقاومة المذهبية لقيادة الشيوخ والعمائم وولاية الفقيه في إيران وصراعها مع القوى التكفيرية المُتطرفة برعاية علماء وشيوخ التحريض والتكفير والفتاوى الدينية الظلامية الشاذة والافكار الاخوانية والسلفية والطائفية الحاقدة .... الخ الخ .
الى أين تتجه المنطقة العربية والمشرقية وما هو مصير شعوبها والمستقبل الذي ينتظر أجيالها القادمة ....؟؟؟؟ :

1 . من الواضح اننا في المشرق العربي ومغربه (ربما باستثناء محدود وضيق في سوريا) نعيش حالة من الضياع والتشتت والتمزق الطائفي والمذهبي والعمالة والاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخدماتية والمعيشية المُتردية والمُزرية .. فالمنطقة تتجه حثيثاً نحو الانهيار الامني والاقتصادي والاجتماعي الشامل والمصير المجهول لشعوبها .
2 .لا يُمكن بكل بساطة في هذا الوضع القائم وفي ظل الجهل والتخلف السائد وضعف الاحزاب الوطنية والتقدمية وحركة التحرر الوطني العربية القوية والفاعلة , الاعتماد على جزء رئيسي من محور المقاومة في المنطقة, وتحديداً المقاومة الاسلامية المذهبية في لبنان والعراق وامتدادها في الجمهورية الاسلامية تحت رعاية وإشراف الحرس الثوري الايراني وولاية الفقيه ... فهذه المقاومة الاسلامية المذهبية رغم عدائها الواضح والقوي للهيمنة الامبريالية والصهيونية في المنطقة , ولكنها للاسف مُقيدة شعبياً ولم تعد تمتلك في السنوات الاخيرة التأييد الواسع والتعاطف الشعبي لها خارج الحاضنة المذهبية الشيعية .. وحتي الحاضنة الشعبية الشيعية بدأت في المدة الاخيرة تتمرد على أغلب فصائل المقاومة الاسلامية المذهبية ولا سيما في العراق الذي ينشط فيه ما يقارب من ستين فصيلاً من فصائل الحشد الشعبي التي تشكلت بفتوى من مرجعية آية الله السيستاني .. كما يُنسق معظمها مُباشرة مع الحرس الثوري الايراني في مقاومة داعش والجماعات التكفيرية .. وعلى رأس هذه الفصائل عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي وكتائب النجباء بقيادة أكرم الكعبي وسرايا الجهاد برئاسة عمار الحكيم وكتائب التيار الرسالي وكتاب حزب الله العراقي وغيرها ... حيث فشلت معظم فصائل الحشد الشعبي ليس فقط في دعم الانتفاضات الشعبية وتبني المطالب المعيشية المُلحة والعادلة لشرائح طبقية واسعة من الجماهير الشعبية الفقيرة والمسحوقة والمحرومة , بل مارست بالاشتراك مع القوى الامنية العراقية قمع هذه الجماهير وسقوط المئات من القتلى والضحايا ولا سيما في المناطق الشيعية التي تعاني من الفقر والغلاء والبطالة وتردي الخدمات والاوضاع المعيشية المُزرية .. مما أدى بهذ الجماهير الغاضبة للغاية الى حرق القنصلية الايرانية في النجف ليتبعها محاولات مُتكررة لاعادة حرقها أكثر من مرة .
3. لا توجد للاسف أي مُبادرات وطنية جادة من قبل المُفكرين والشرفاء والمثقفين والانظمة والاحزاب والنخب الوطنية والتقدمية لوضع حلول وتوجهات لكيفية الخروج التدريجي ولو البطيئ للغاية من أزمة التغيير المُستعصية والتدهور الذي تعيشه المنطقة وشعوبها على كافة المستويات , بالرغم من وجود ضرورة مصيرية ومُلحة للغاية لانطلاق مُبادرة وطنية شاملة في المنطقة للتنسيق والحوار لإيجاد حلول كهذه , بما يشمل ليس فقط القوى العلمانية الوطنية , بل أيضاً جميع التوجهات الفكرية الدينية العقلانية المُنفتحة على العصر وفي مقدمتها فكر المُعتزلة .. وضرورة إشراك كافة القوى القومية الاخرى في المشرق العربي ومغربه كالاكراد والآشوريين والكلدان والتركمان والامازيغ ...الخ , والعمل بكل إصرار على تفعيل هذا الحوار وإنجاحه في وجه كل الصعوبات البالغة التعقيد التي قد تُواجهه وضمان استمراره مهما تطلب ذلك من وقت وجهود شاقة .
4 . التواصل والحوار مع مختلف تنظيمات وأحزاب قوى المقاومة الاسلامية التي تنشط وتعمل في إطار مذهبي , ومن أهمها على الاطلاق حزب الله في لبنان ... بحيث يكون الهدف من هذا الحوار التنسيق والتعاون وإقناع حزب الله بالانفتاح الوطني البعيد عن الطابع المذهبي والتحول التدريجي نحو العمل الجبهوي مع مختلف القوى الوطنية المُقاومة بهدف التخلص من حساسية القوى الدينية والمذهبية الاخرى تجاه المقاومة الاسلامية والتخلص من الاحتقان المذهبي والطائفي الذي يستشري في المنطقة وتستغله قوى العمالة والتآمر وأبواقها الاعلامية ليس فقط لاضعاف محور المقاومة , بل أيضاً لتعميق الشرخ الديني والمذهبي في المنطقة.
5. محاولة الاستثمار من خلال التنسيق والحوار الشامل في بناء جبهة وطنية قومية ومشرقية عريضة على أرضية الاهداف الوطنية المُشتركة , بحيث تكون هذه الجبهة اقادرة على امتلاك مقومات اعلامية وتوعوية وتنشط على مختلف الاصعدة القطرية والقومية, وتألخذ بعين الاعتبار مصالح المنطقة بكافة شعوبها ومُكوناتها العرقية والثقافية والدينية .
6 . قد يرى البعض في بناء جبهة وطنية وقومية ومشرقية عريضة على أرضية الاهداف المُشتركة والتعايش المُشترك ضرباً من الاحلام والخيال ولكن هذا الطرح قد يُشكل في حقيقة الامر على المدى البعيد المخرج الوحيد مما نحن فيه من صعوبات وأوضاع سياسية واقتصادية ومعيشية مُزرية وتمزق اجتماعي وثقافي وطائفي في غاية الصعوبة والتعقيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ