الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر القومي العربي ... خطاب المصالح أم المبادئ

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2006 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعد مقبولاً على صعيد المواطن العربي عملية أعادة أنتاج الخطاب السياسي لبعض الأحزاب أو الحركات أو المؤتمرات السياسية وجزءً أصيلا من هذه الإعادة هو وضع المسئولية وأسباب الفشل العربي وتعدد القضايا العربية بالكامل على شماعة الاستعمار واسطوانة القوى الغربية فهذا الخطاب القديم الجديد والذي بالتأكيد يعلم الذين صاغوا مفرداته كما المواطن العربي من المحيط إلى الخليج انه لن يحل مشكلة الصومال وبالتالي لن يشبع جائعاً هناك ولن يخفى ماسة أهل دارفور ودور نظام الإنقاذ ذو الصبغة القومية الإسلامية فيها وهنا تعتبر أعادة أنتاج هذا الخطاب احد أسباب زيادة وتيرة ألازمات العربية فبدلاً من أن تكون لدينا قضية واحده أصبح لدينا ألان قضايا عربية في فلسطين والعراق والصومال واثيوبيا والسودان وسوف تزيد القضايا القومية في المستقبل طالما بقى القوميون العرب يسهلون المشكلة في مؤتمراتهم على أنها مؤامرة استعمارية فقط .

في ختام المؤتمر القومي العربي لدورة 17 في الدار البيضاء المغربية أصدر المؤتمر بياناً ختامياً لم ياتى بشيء جديد على صعيد القضايا العربية أو التنظير الفكرى بل انه لا يختلف كثيراً عن بيان مؤتمر الأحزاب العربية في دمشق فلو دمج الاثنان مع بعضهم لكان أفضل للمنظمين وتوفيراً للأموال التي يحتاجها الشعب العربي في الصومال ودارفور بدلاً من هذه المؤتمرات البروتوكولية ولكن من الواضح أن خزينة المؤتمروبعض الأحزاب العربية مليئة بالأموال لتعقد مؤتمرين في عاصمتين مختلفتين في شهرين فقط ، ولم يلاحظ على هذا المؤتمر كمن سبقه اى تطور في تحليل أسباب تعدد ألازمات العربية غير نظرية المؤامرة والوجود الاجنبى في البلاد العربية وهى سيمفونية قديمة جداً كان عليهم الخروج منها وهنا نورد بعض الملاحظات على البيان الختامى :

أولاً : أحد أسباب أزمة الأمة العربية هي وجود أنظمة حكم غير ديمقراطية وبعض هذه الأنظمة هي نتاج انقلابات أو ثورات قومية وبعضهم عضواً بالمؤتمر القومي العربي كأعضاء البعث ولذلك فان الفكر الشمولي الذي يقوم عليه القائمون على هذا المؤتمر هو جزء من ألازمة وليس الحل ولذلك فليس مستغرباً إن يناقش المؤتمر قضايا عديدة بينما ينسى أو يتناسى أن يدعوا بعض الأنظمة العربية القومية وبشكل صريح أن تعطى شعبها الحرية والديمقراطية وتقتنع بمبدأ تداول السلطة وتنهى حقبة القبضة الأمنية .

-1-
ثانياً : من الواضح أن أعضاء المؤتمر القومي العربي لا يعرفون النسبة القليلة التي إذا زادت في تخصيب اليورانيوم تعنى تصنيع أسلحة دمار شامل وهذه النسبة وفى ظل أنظمة بوليسية لا يمكن ضبطها ولا الوثوق بالتزامهم بها ، وبالتالي فان تصنيع هذه الأنظمة لسلاح نووي هو خطر سياسي وبيئي على دول الخليج العربى ولكن الغريب هو لماذا غير القوميون العرب رأيهم وبشكل مفاجىء من النظام الايرانى فبعد ان كانوا يرفضونه ويتغنون بأغنية حماية البوابة الشرقية وشط العرب للعرب أصبحوا وبقدرة قادر بعد التحالف السوري الايرانى يعتقدون ان البرنامج النووي الايرانى هو للأغراض السلمية وحق للإيرانيين ! ، وأصبح نضال الإيرانيين من اجل الحرية والديمقراطية في إيران لا يمثل لهم شيئاً .
ثالثاً : الخطاب القومي للمؤتمرات أو الأحزاب الذي بدلاً من تصحيح أوضاعه باتجاه الدمقرطة والاعتراف بأخطاء الحقبة الماضية ودور الأنظمة القومية في تشويه الفكر القومى وكان عليهم ان يتبرءون منهم ويبدءون بداية جديدة بل ما حدث هو عكس ذلك فتوجه القوميون إلى كسب ود التيارات الإسلامية وخلقوا مؤتمرات مصطنعة كالمؤتمر القومي الاسلامى وهم يفعلون ذلك ليس قناعتاً بالإسلاميين بقدر ما هو خضوع ومن ثم جرى وراء القوة المهيمنة على الشارع العربي والتي أصبحت تعطى صك الغفران والاتهام بل هي من تحدد انك حكومي أو معارض طبقاً لمصالحها ولذلك لم يخرج خطاب المؤتمر القومي عن أطار التزاوج مع الحركات الإسلامية وكان فقط ينقصهم في هذا المؤتمر ان يعلنوا دعم حركة طالبان بينما هم يتناسون جزر الأمارات التي تحتلها إيران والاعتداءات الايرانية على اكراد العراق ويدعم المؤتمر من يشكل خطراً على هويته ودوله بأسلحة فتاكة ولكن من الواضح ان خزينة المؤتمر تمول من دول غير الدول السابقة أبان أزمة شط العرب .
رابعاً : كما ان دعم المؤتمر للمقاومة العراقية المسلحة كما أطلقوا عليها وعدم أدانتهم لمجازر الزرقاوى وبن لادن فى العراق هو يعنى قبولهم بقتل العراقيين فى الشوارع والاسواق وضرب المزارات الشيعية بالقذاف وتفجير الباصات فهل غابة هذه المجازر عن أعضاء المؤتمر أم ان التحالفات الجدبدة للدول والاحزاب تلزمهم بالصمت ولا تسمح بخطاب أخر .

وما يؤكد على التزام المؤتمر والمثقفون القوميون المشاركون فيه بمقررات الأحلاف الثنائية هو هذا السيناريو الذي أصبح جزءً أساسيا من جدول الاعمال وهو العلاقات السورية – اللبنانية بينما هناك علاقات عربية عديدة سيئة ومنها علاقات الاردن بسوريا والعلاقات السودانية – التشادية والعلاقات الاثيوبية – الاريترية ولكن لماذا لبنان ؟ ،


-2-


من اجل مواصلة الهيمنة على الشعب اللبنانى واستضعافه وتبنى وجهة النظر الاخرى فى الخلاف مع لبنان بينما لم يتحرك المؤتمر لنصرة اللبنانيون وهم يذبحون بالسيارات المفخخة وبعد كل هذا نتحدث عن مؤتمر قومى أم مؤتمر داعم للاحلاف الثنائية والتى تسعى لاستمرار الحالة الشمولية وبمسميات مختلفه من قومية الى أسلامية وهنا تكون نقطة الالتقاء التى تجعل القوميون العرب لا يتذكرون جزر الامارات او اكراد العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة