الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوهيمي

بديع الآلوسي

2020 / 2 / 27
الادب والفن


بي من مرضى الحنين المزاج الازرق ، وعقل يحتسي احلامه مع قليل من القهوة ، انا البوهيمي الاخرق ، افتح عيني على الاغتراب البربري ، ولا اتحدث عن رغباتي النرجسية ، انا لا احب تاريخي الذي تطفلت عليه الطحالب ، سأموت ولم انجز مجدا ً يليق بي ، أجدادي يقدسون الكسل الصوفي ، ورثت عنهم أن لا احب نفسي ، يرشدني الحنين ويذكرني أن الشرق جنسا ً عاقر .
بعد رحلة في رحم الوطن ، في تلك المناظر العذراء وجدت نفسي ابتسم للشجر والحجر ، ، انا البوهيمي اليتيم الذي لم ينتفض ، اجد نفسي بعد منتصف الليل ، ملقا ً على رصيف مخيف . بلا رغبة في العيش في هذا الزمن المنحط ، مشغول بضياع يشبه العقاب الابدي .
وا أسفاه ، كل المدن موحشة ، وكل الشهداء بلا هوية ، اما انا البوهيمي المسالم ، فتسكنني الشراهة ، كمجنون فظ انفصل عن الواقع باحتساء خمور قوية ، كي انسى الوطن المجروح ، او كي اهرب من هذا العالم المسكون بالأشمئزاز .
قلبي محكوم بعبادات ذاتية ، تقهرني الاغراءات ، لكني اضحك مثل سنجاب ، مثل طفل لا يعرف الخطيئة . انا البوهيمي سادفن مع البؤساء والحقراء، في مقبرة تحيط بها اشجار الجوز والكستناء . اصدقائي المنفيون يجترون الغراميات القديمة ، لا يريدون ان يموتوا ، يتضاهرون بالفرح ، يخيل لي انهم وجدوا خلاصهم . اما انا البوهيمي المسكون بالحنين ، فاشعر اني مثل طائر غريب ميت فوق رمال ساحل مليء بالقواقع ، لا احد يعزيه ولا تبكي عليه النوارس ، سيبتلعني المد ، سيعيدني الى الراحة السماوية ، ساواجه الرب بهلوسات لا حصر لها ، بقلب بلا مباديء ، وبروح بلا بدهيات ، لكن بصوت يبجل الحكمة المستترة ، وبلسان يحكي ويحكي عن ارض مجهولة خالية من الاسلحة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا