الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لرنفع أصواتنا ونحشد قوانا دفاعاًَ عن اللاجئين!

سيوان محمد

2006 / 6 / 5
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


تشهد هذه الفترة حياة اللاجئين في سويسرا أجواءاً وظروفاً صعبة للغاية، خصوصاً بين الذين مازالوا في انتظار طلباتهم ومعرفة مصيرهم المجهول منذ سنوات في طوابير الانتظار المميت. حيث نلمس بشكل يومي تصعيداً يجعل الوضع أكثر سوءاً على أرض الواقع من قبل الجهات المعنية في حملاتها المختلفة وبكافة الوسائل لديها كالإعلام والتلفزيون لتهميش دورهم في الحياة وتضييق الخناق أكثر فأكثر على طالبي اللجوء في كافة المدن السويسرية وسلب ما تبقى لديهم من أبسط الحقوق الإنسانية. وتكون لمسؤولي إدارة الكمبات (الهايم) دفة القيادة في تسيير هذه السياسة متناسين بذلك أبسط ما يترتب عليهم من قرارات ومقررات حقوق اللجوء التي تنص عليها المواثيق والأعراف الدولية الموقعة على صعيد العالم.
ولو ألقينا نظرة على سبيل المثال على ظروف حياة اللاجئين الصعبة نجد ما نجد أولاً انعدام أماكن السكن اللائقة بالبشر حيث يسكن 6 أشخاص في كل غرفة موزعين على ثلاثة أسرة ذات طابقين ويضطر ذلك كافة الساكنين في الغرف لاستخدام دورة مياه وحمام ومطبخ واحد وتكون ي بعض الأحيان تحت الأرض وكأنها أقبية السجون إن جاز لنا القول، كذلك تسود القذارة وتنعدم وسائل التنظيف وحتى أن العديد من الغرف ذات سقوف شبه منهارة حيث يتسرب منها المطر على النائمين تحتها. وتتناسى الإدارات أدنى الشروط الصحية حتى أن إصابة شخص واحد بمرض ما كفيلة بإصابة الجميع بالعدوى منه لضيق المكان.
إن مسؤولي هذه الأماكن يرون بأم أعينهم هذه الحقائق ويشهدونها يومياً ولكنهم يمرون بها غير مبالين، والعجيب في الموضوع يأتي قبل عدة ساعات من وصول اللجان الرمزية للتفتيش على هذه الأماكن لاحتواء الموقف في التهديد بقطع المخصصات التي تمنح لشراء الطعام كل ثلاثة أسابيع والبالغة 200 فرنك سويسري إذا لم يقم اللاجئون بترتيب وتنظيف هذه الأماكن دون توفير حتى مساحيق الغسيل وأدوات التنظيف وغير ذلك، ويقوم اللاجئون بتحمل هذا أيضاً بشكل دائم فضلاً عن انعدام أبسط وسائل الترفيه والتسلية كالتلفزيون وأماكن الترفيه والانترنت والأماكن الرياضية حيث يحرم الجميع منها، كذلك أن مجمعات اللاجئين هذه تقع في الغالب في أماكن بعيدة ودون خطوط هاتف، يضاف الى ذلك عدم استجابة أرقام الهواتف الرمزية المكتوبة على أبواب غرف مسؤولي المجمعات أثناء حدوث حالات طارئة.
أما عن مخصصات الطعام فهي تصرف بشكل متأخر وبلا انتظام من قبل مسؤول المجمع بشكل لا يخلو من الإهانة وتتواصل هذه الحالات لسنوات وسنوات يتحملها طالب اللجوء بشكل فوق طاقته مستنزفاً بذلك كل ما تبقى لديه من أمل في الحياة، والمضحك المبكي هو حين يرى المرء بعض طالبي اللجوء البنغلادشيين المغلوبين على أمرهم والذين سخرهم (ياني) مسؤول المجمعات في مدينة سيساخ بشكل ما حيث أنهم يقدمون له القهوة حال دخوله مكتبه نافخاً دخان سيجارته في وجوههم كمحترفي طاولات البوكر وكأن المشهد شبيه بأحد أفلام الهند الصينية الذي يتناول مسألة الرق إبان الاحتلال الانجليزي.
كذلك لا يحظى طالبي اللجوء بفرص العمل حيث يتم التعامل معهم بدونية بالغة واستحقار وحتى فيما لو تم استخدمهم فإنهم يكونون معرضين للاستغلال من حيث دفع أجور أقل وتشغيلهم في أعمال شاقة وحتى بساعات عمل طويلة جداً في مخالفة صريحة لقوانين العمل المقرة في البلاد.
ولو تفحص أي شخص من قريب هذه الأوضاع لتبين له أن ما أكتبه هنا ليس سوى غيض من فيض وهو شيء قليل مقارنة بحقيقة الأوضاع التي هي بحاجة لكتاب للتعبير عن قساوتها ولا إنسانيتها. إذ أن انعدام أفق واضح لدى دائرة الهجرة المعنية تجاه حل هذه المأساة الإنسانية والتعتيم السياسي والإعلامي عليها وربطها بمسائل أخرى للالتفاف على حقوق طالبي اللجوء ورؤية دوائر الهجرة لهذه الأوضاع الوخيمة تقدم تصوراً واضحاً للمرء وتؤكد له أن هذه الحالات ليست بسبب تقصير أحد ما في عمله أو بسبب الروتين بسبب ما تلعبه الصدف من أدوار وسوء الطالع بل إنها وجهة لسياسة معينة ضد اللاجئين ومحاولة تصويرهم أمام الرأي العام كأناس غير طبيعيين وأشرار حيث تقوم العديد من الصحف السويسرية بشكل مباشر أو غير مباشر بربط اللاجئين بالحركات الأصولية والإرهابية الإسلامية، وبهذا تتنصل الجهات المسؤولة عن كافة مسؤولياتها التي أقرتها ووقعت عليها في المعاهدات الدولية فيما يتعلق بشؤون اللاجئين وحقوق البشر من قبيل حق المعيشة والسلامة والبقاء التي تعتبر سويسرا نفسها طليعة في هذا المجال حيث تتراكم أطنان العاهدات الدولية على رفوف مقرات الأمم المتحدة في جنيف!
إن تضييق الخناق على ما تبقى من أماني اللاجئين في الحياة هنا من خلال ممارسات الإبعاد والطرد والتسليم باليد وإجبار البقية على الرحيل ورمي اللاجئين أنفسهم في مصير مجهول هرب منه في البداية هي عملية شبيه بالأحكام العرفية، وشبيه بتلك المآسي التي تشعل سعيرها أمريكا ضد عشرات الملايين من العراقيين يوماً بعد آخر. فرغم فرار العديد من البشر بحياتهم والهرب من تلك المجازر البشرية في العراق سواء التي تقوم بها القوات الأمريكية أو القوى الإسلامية والقومية البربرية فإن هؤلاء البشر يواجهون هنا في قلب أوروبا نفس المصير الأسود المجهول الذي لا يليق بكرامة الإنسان والمنافي لأبسط القيم والحقوق المدنية والفردية في البقاء والعيس الإنساني اللائق.
من أجل هذه القضية الإنسانية الكبيرة أناشد كافة الأحزاب والمنظمات السياسية والجماهيرية والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان وجميع الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية والفنية على صعيد المجتمع السويسري لحشد قواهم الإنسانية وضم صوتهم معي ومع كافة اللاجئين بالضغط على المعنيين بالأمر في الحكومة السويسرية والبرلمان لنيل كافة حقوقنا الإنسانية والمدنية المشروعة والتي أقرتها مواثيق حقوق الإنسان والمواثيق الخاصة باللجوء وتوفير حياة إنسانية تليق بكرامتنا كبشر والبت في طلباتنا حول هذا الأمر.
كما أناشد الحكومة السويسرية في العدول عن تلك السياسات والأساليب اليمينية التي لا تليق بمكانة سويسرا كدولة فدرالية تعرف نفسها كأول الدول الملتزمة بحقوق الإنسان. إن ذنبنا الوحيد هو وقوفنا ضد طلاسم البربرية الإسلامية وجرائمها وجرائم الإدارة الأمريكية وفضحنا لقتل وهتك قيمة الإنسان إمرأة كان أو طفلاً أو شيخاً هرماً على صعيد العالم. إن عدم وجود جواب صريح وواقعي مقابل هذه القضية الإنسانية الكبيرة يضع الحكومة السويسرية تحت طائلة السؤال!
مع وافر الاحترام والتقدير

سيوان محمد
كادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال