الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسنى مبارك بين السياسى والديكتاتور

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2020 / 2 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت منذ يومين مقال سريع بعنوان حسنى مبارك فى ميزان التاريخ ، فى محاولة لتقييم عهد حسنى مبارك والإستفادة منه ، لكن المقال أسئ فهمه وجلب على كثيراً من النقد على إننى أمجد الديكتاتورية وأتغاضى عن الفساد ، ولذا وجدت نفسى مضطراً للتعقيب بهذا المقال التوضيحى ، أو التفسيرى لمقالى السريع.
مبدأيا فقد كان الهدف من المقال توضيح أن حسنى مبارك كان نسيجاً معقداً من السياسى والديكتاتور ومن الحكمة والفساد ، وبأننا لا يجب أن نلقى بكل هذا النسيج فى مزابل التاريخ، بل يجب أن نفرزه فرزاً جيداً لنـأخذ منه ماينفع ونتخلص مما لايفيد ، فالأمم لاتضحى بأصولها السياسية بكل هذه البساطة ، ويكفينا مافعلناه بثورة 1919 وميراثها الغنى من ظلم وعدوان، ووصفها بالإستعمار وأعوان الإستعمار.
إن المركز الإقليمى المتقدم الذى حصلت عليه مصر فى عهد حسنى مبارك ليس من نسج الخيال، ففى سنة 2009 ألقى أوباما خطابه إالى العالم الإسلامى من جامعة القاهرة ، بينما زار ترامب الرياض سنة 2017، ولم يكلف نفسه زيارة ساعة واحدة لبلد صديقه العزيز وديكتاتوره المفضل عبدالفتاح ، فإن كان تقديرى المتواضع قد أخطأ الحساب ، فإن الدول الكبرى لاتخطئ الحساب. كما إن الفوضى والفساد اللذان شاعا فى عهده لايمكن إنكارهما ، لكن لايجب المبالغة فيهما ، فقد ظلت مصر فى عهده تتمتع بكثير من الإستقرار الإقتصادى والإجتماعى الذى نفتقده اليوم.
لقد تحرك مبارك فى هدوء ليخرج بلاده من سجن الشرق الأوسط وأشراكه ، وقد فصلنا كيف إستطاع اعادة مقر الجامعة العربية إلى بلاده مستغلاً صراعات الخليج ، وكيف تصدى فى شجاعة لعدوان صدام حسين على مركز بلاده وعلى الكويت وعلى أمن المنطقة والضرب بموازيين القوى فيها عرض الحائط، ثم وضحنا كيف تمكن من العودة للمشاركة فى قيادة السياسة العربية مع السعودية بعد أن إنفردت بها لسنوات طويلة ، كما وضحنا حجم مجهوداته فى دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين حتى أوسلو 1993 ، ومن أوسلو حتى كامب ديفيد الثانية سنة 2000 ، والتى رفضها الرئيس عرفات فى خطأ سياسى كبير، والأهم من كل ذلك هى محاولته التاريخية الكبرى بالخروج من سجن الشرق الأوسط وأشراكه بالهرب إالى الشمال ، دائرة مصر الحضارية الكبرى المغلقة منذ ثورة 1952، والذى تجاهلها ناصر والسادات تجاهلاً تام ، أن المجهودات التى بذلتها مصر مبارك فى الدعوة إلى منتدى المتوسط سنة 1991 ثم فى عملية برشلونة للتعاون المتوسطى سنة 1995 حتى إتحاد المتوسط سنة 2008 لايعرفها إلا المتخصصين، ولسنا فى حاجة إلى تكرارها هنا، لإن المجهودات محفوظة فى كتب التاريخ ، أما من حاول إفشالها من دول الرفض العربية ، بشار والقذافى وزملائهما ، فهى أيضا ً معروفة للمهتمين بهذا المسار.
إن الذى سقط فى يناير هو الديكتاتور وإبنه الذى وسع من دائرة الفوضى والفساد ، لكن حسنى مبارك السياسى يجب أن يبقى لنتعلم منه الكثير، ويظل أهم دروس عهده أن الديكتاتور مهما إرتفع فمصيره السقوط،،وأن الحرية هى أعظم مطالب الشعوب!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - االرد على تعليق غير منشور بعنوان متلازمة ستوكهلم
عبدالجواد سيد ( 2020 / 2 / 28 - 13:50 )
الأستاذة منال شوقى، حسنى مبارك مؤسس إتحاد المتوسط، لايمكن أن يكون أحمق وخائن ، هو طاغية فاسد مثل كل طواغيت الشرق الأوسط ، لاحظى أيضا محمد على مؤسس مصر الحديثة كان
طاغية فاسد ، لكنه مؤسس مصر الحديثة ، حسنى مبارك طاغية فاسد ، لكنه رجل سياسة كبير
!!! ، أكبر من كل تصوراتك ، تحياتنا لمؤسس إتحاد المتوسط ،


2 - اتحاد المتوسط
منير كريم ( 2020 / 2 / 28 - 20:10 )
تحية للكاتب
ماهذه المعزوفة اتحاد المتوسط؟ انت لم تجد في حسني مبارك ماتقوله الا هذا
اتحاد المتوسط مجرد اجتماعات شكلية لم تفد مصر باي شيء
حسني مبارك لم يخرج من الدائرة السلفية السعودية وظلت السعودية تدعمه لاخر يوم في حكمه
شكرا


3 - الرد على الأستاذ منير كريم تسلسل رقم 2
عبدالجواد سيد ( 2020 / 2 / 28 - 20:57 )
أستاذ منير حسنى مبارك نسيج معقد بين السياسى والديكتاتور ، بالنسبة لإتحاد المتوسط ليس مجرد إجتماعات شكلية أنه محاولة خروج كبير من النظام الإقليمى العربى والشرق أوسطى، لكن لايمكن له النجاح إالا إذا آمن به المصريون أنفسهم وغيرهم من شعوب جنوب جنوب المتوسط تحديداً ، الاأنكر أن حسنى مبارك وظف الشيخ الشعراوى وعمرو خالد ، لكن لا أتصور أن ذلك كان تحالفاً مع السعودية الوهابية ، حيث أن توظيفه لوزير ثقافة مثل فاروق حسنى لفترة طويلة كلن
يتناقض مع ذلك التوجه االوهابى ، تناقضات نحاول أن نأخذ منها الجيد ونترك منها القبيح ، تحياتى


4 - هل لك أن تحدثنا!!!0
ماجدة منصور ( 2020 / 2 / 29 - 05:28 )
هل لك أن تحدثنا عن إنجازات المرحوم على أرض الواقع في مصر؟؟؟
لا تتحدث عن شخصه...بل تحدث عن إنجازاته التي لمسها إبن الشارع المصري0
ومنكم نستفيد0
شكرا


5 - الرد على الأستاذة ماجدة منصور تعليق رقم 4
عبدالجواد سيد ( 2020 / 2 / 29 - 19:23 )
الأستاذة ماجدة أولاً أأسف لتأخر الرد نتيجة لبعض الظروف ، ثانياً أشكرك على هذا السؤال التهكمى لإنه مازال يعطينى فرصة لمزيد من التوضيح لمقالى الزوبعة ، ثالثاً أرجو ملاحظة أننا نحاول تقييم حسنى مبارك بالنسبة لزملائه الضباط الذين حكمونا وليس من المنظور المثالى ، رابعاً أرجوا ملاحظة أن المقال جاء متسرعا فى توقيته وليس فى فقط فى أسلوب تعبيره فالتقييم التاريخى أو إعادة التقييم يتم فى العادة بعد فترة زمنية وليس فى لحظة وفاة صاحب التركة التى تعمل فيها العواطف قبل العقل ، خامساً قد لاأستطيع الرد مرة واحدة لإن المساحة المخصصة
للرد محدودة ولذا فقد أضطر للرد فى جزئين أو ثلاثة ، وبعد


6 - الرد على الأستاذة ماجدة منصور تعليق رق4
عبدالجواد سيد ( 2020 / 2 / 29 - 19:54 )
الأستاذة ماجدة ، نسيت ملاحظ هامة أخرى ، أنا من ثوار يناير
كتاباتى ومحاضراتى موجودة على النت وتشهد بذلك ، لكننى مثل كثير من المصريين ، بعد أن عشنا مقهورين فى زمن ديكتاتور بلا أفق سياسى، بدأنا فى مراجعة ميراث حسنى مبارك، كلمة منجز وإنجازات كلمة خطيرة جداً فى تاريخنا المصرى ، عبدالناصر بنى ألف مصنع وأضاعهم فى حرب 67 بضربة واحدة ، السيسى بنا المدن وشق الكبارى والسدود ووسع القناة والإنسان المصرى لايعرف كيف يعيش ، لذلك الإنجاز عندنا يعنى كيف عاش الناس وليس كم ألف مصنع بنى الحاكم ، وفى عهد حسنى مبارك الفاسد ثبتت الأسعار وثبت سعر العملة وإنخفضت نسبة التضخم وعاش الناس، لماذا، لإنه كان هناك أفق سياسى وكان هناك سياسة ، مصر بلد لابد أن يلعب دور نشط فى الشرق الأوسط ، ويحافظ على تواجده فى مقدمة الصفوف ، مصر أيضاً يجب أن تعمل على الخروج من مستنقع الشرق الأوسط العربى الإسلامى إذا أمكن ، وهذا ماحاول تحقيقه حسنى مبارك السياسى
،


7 - تابع الرد على تعليق الأستاذة ماجدة منصور رقم 4
عبدالجواد سيد ( 2020 / 2 / 29 - 20:41 )
الأستاذة ماجدة ، أوضحنا فى المقالين المنشورين، كيف تحرك حسنى مبارك فى هدوء ونشاط ليعيد بلده المعزول إألى بلد فاعل فى الشرق الأوسط مرة أخرى ، ثم إنتقلنا إالى مناقشة مشروعه فى إقامة إتحاد المتوسط ، ذلك المشروع الذى أثار حفيظة البعض وسخرية البعض لآخر ، وصفه أحدهم بمجرد مشروع لتهريب السلاح ، ووصفه الثانى بأنه مجرد شكليات ، الأول مستغرق فى أمور السياسة ، لكنه فقط أراد التشويه ، الثانى غير مستغرق فى أمور السياسة ويعرف مظاهرها فقط ، لكن مشروع إتحاد المتوسط كان مشروعاً كبيراً جاء للرد على الفتور فى العلاقات مع دول الخليج فى أعقاب حرب تحرير الكويت والإستهانة بالدور المصرى ، كان إستجابة سياسية من رجال حسنى مبارك ولاأ ستطيع القول بأنه كان إستجابة حضارية ، ربما تكون هذه مبالغة ، ولكن سواء كان إستجابة سياسية أم حضارية فقد كانت محاولة لإخراج مصر من سجن الخليج وعصر النفط، بدأ سنة 1991 وإنتهى سنة 2008 كما أوضحت، لكنى نسيت أن أذكر إنه إنتهى بالفشل أو التجمد لأسباب كثيرة لا داعى لذكرها وهنا ربما يكون دور حسنى مبارك السياسى قد إنتهى وتغلب دور الديكتاتور على ماتبقى من عهده


8 - تابع الرد على تعليق الأستاذة ماجدة مننصور رقم 4
عبدالجواد سيد ( 2020 / 2 / 29 - 21:05 )
الأستاذة ماجدة ، كان مشروع إتحاد المتوسط ، بكل مضامينه السياسية والإقتصادية والإجتماعية ،آخر ماقدمه حسنى مبارك السياسى لبلاده ، ليتغلب دور الديكتاتور على ماتبقى من عهده بمحاولة توريث إبنه وماترتب على ذلك من إتساع دائرة الفوضى والفساد فى عهد إبنه لينتهى الأمر بثورة يناير التى جرمت كل تاريخ حسنى مبارك ، والذى نحاول اليوم فرزه وإستخلاص بعض العبر والإيجابيات منه ، فليسقط الديكتاتور ، لكن دعونا نستفيد من ميراث رجل السياسة الذى مثله ، وتبقى مسألة شخصية أختم بها هذا الرد التبريرى ، أنا شخصيا من أكبر أنصار إنتماء مصر المتوسطى وأؤمن تماماً أن مصر الشرق اوسطية لايمكن أن تتغير حتى لو أرسل لها الله نبياً ، وأنها يجب أن تنتقل إألى نطاق حضارى أفضل ، لذلك فإن دفاعى عن بعض من من ميراث حسنى مبارك ، هو دفاع عن نفسى ، تحياتى


9 - تصحيح بسيط
هاني شاكر ( 2020 / 2 / 29 - 21:15 )

تصحيح بسيط
_____

جملة في التعليق ( رقم 7 ) وردت بخطأ مطبعى ... و تصحيحها هو :

(( كان إستجابة سياسية من رجال حسنى مبارك و أستطيع القول بأنه كان إستجابة حضارية ))

لذلك لزم التنويه

...


10 - الرد على تعليق الأستاذ هانى شاكر رقم 9
عبدالجواد سيد ( 2020 / 3 / 1 - 01:33 )
الأستاذ هانى، شكراً على التعليق وعلى تصحيح الخطأ المطبعى المقصود منى، من جهتى مستمر فى الدعوة إلى تفعيل إتحاد المتوسط ، وأإضافة ملحق دفاعى عسكرى له ، يمكن يتحقق الأمل ولو فى الأحلام ، ونخرج من مستنقع الشرق الأوسط ، تحياتى

اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب