الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة مبارك ....أعطت الضوء الأخضر للإخوان للسيطرة علي مصر

نجلاء فتح الله

2020 / 2 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نجلاء فتح الله تكتب :
كى لا ننسي ...دولة مبارك أعطت الإخوان الضوء الأخضر للسيطرة علي مصر



في خضم المشاعر المتضاربة اثر وفاة شخصية مثيرة للجدل هى الرئيس الأسبق لمصر " محمد حسنى مبارك " وجدت من يتساءل " هو مات خالص " هذا السؤال الكوميدي لم يهدف إلي الفكاهة قدر ماهو تساؤل حقيقي بعد كثرة شائعات وفاة مبارك من قبل واللي تجاوزت العشر مرات بعد تنحيه إبان ثورة 25 يناير التى ثار فيها جزء كبير من المصريين علي حكمه الذي امتد لثلاثين عاما تجمدت فيها مصر بمعنى الكلمة ، لا أدرى ان كان اهتمام النظام المصري بإقامة مراسم عسكرية للجنازة وإعلان الحداد ثلاث أيام بل واحتفاء الإعلام المصري بالرجل وذكر بطولاته العسكرية _التى لا يستطيع إنكارها التاريخ _باعتباره احد أبطال حرب أكتوبر العظيمة واعتباره الرئيس الذي خاض مفاوضات عثرة أمام محكمة العدل الدولية ليستعيد آخر رقعة من أرض مصر وهي طابا" من بين أنياب إسرائيل التى نهشت سيناء بعد هزيمة 1967 .. لا أدري ان كان تم ذلك تقديرا من الرئيس السيسي الرئيس الحالي لمصر لرئيس مصر الأسبق والذي اعترف هو نفسه في بداية حكمه _ان الفساد في دولة مبارك قد بلغ مداه أم أن ذلك فرض عليه بضم الفاء وكسر الراء !؟
ولكن ....يبقي السؤال الأهم
هل حافظ الرئيس الأسبق مبارك الذي أتى من قلب العسكرية المصرية وهى اعظم عسكريات العالم علي تاريخه العسكري المشرف ؟
هل حافظ رئيس مصر الأسبق علي تراب بلده وابنائه وعلي تاريخ بلده الذي حكمها لمدة ثلاثون عاما وهى أطول فترة يحكم فيها
حاكم مصر بعد عصور الفراعنة !!
هذه بعض من أسئلة فرضها الواقع سيفرضها التاريخ الذي يسطر سطوره الأولي الآن ومنذ اندلاع ثورة يناير التي أطاحت بواحد من ديكتاتوري العصر الحديث ، لا ألوم من حزن لفراق مبارك خاصة ان الكثيرين منهم ظل علي موقفه المعلن المؤيد له ضد انتفاضة 25يناير _كما اطلق عليها الغرب ولا زال _ وياللمفاجآة اطلق الأعلام المصري نفس الوصف الأيام الماضية في نعيه بوفاة مبارك ، رغم ان الدستور المصري اعترف نصًا وحرفيًا بها ثورة ! !
ويبدو ان مقالي هذا سيمتلئ بالعديد والعديد من علامات التعجب لأن الاندهاش من تناقض الأفعال وردود الأفعال قد جاوز المدى
لا الوم من انتفع من عصر مبارك وبنى ثرواته ومجده بانه سيظل مخلصا له ولن الوم المواطن البسيط الذي رأى في مبارك الأب الحنون ورب البيت وهي الصورة التى صدرها لنا إعلام دولة مبارك وهى صورة "الرئيس الأب" الذي آطاح به مجموعة من الصبية أصحاب الأجندات ، ولن الوم من ظل مدافعا عنه في وقت كانت فيه الثورة في عز قوتها وصخبها ولكنه ظل عل موقفه مدافعا ومؤيدا لمبارك .. فذلك النموذج واضح وموقفه معلن ومحل تقدير سواء كنت معه او ضده
ولكن .....المتحولون الذين يتلونون مع كل موقف حسب مصلحتهم الخاصة فهم لهم مقال آخر خاصة مع نشوب مقارنة فورية بين ما حدث مع وفاة مبارك الرئيس الأسبق ووفاة" مجمد مرسي " الرئيس الأسبق أيضا لمصر ..رغم ان المقارنة ليست في محلها إطلاقًا مع اختلاف الفارق والتاريخ بين رئيس لمدة 30 سنةً ذو خلفية عسكرية خلدت ذكراه وبين عضو جماعة سرية أصبحت علنية فيما بعد هدفها الأوحد السيطرة علي العالم وكانت البداية في مصر وسيظل السبب الوحيد الذي من الممكن ان يخلد اسم "مرسي" في كتب التاريخ انه اول رئيس مصرى منتخب في تاريخ مصر منذ القدم ...وحتى وان تم الإعلان فيما بعد ان الانتخابات تم تزويرها لصالح فوزه !
والمفارقة الكبرى ان جماعة الإخوان لم تنع مبارك رغم ان قياداتهم كانوا في مقدمة مشيعين الجينرال "عمر سليمان " وإنما أعلنت صفحاتهم علي السوشال ميديا وفورا استنكارها من احتفاء واهتمام النظام المصري بوفاة مبارك وهو مالم يحدث لمرسي !

وكطبيعتهم لا يخطو الإخوان أي خطوة الا لو كانت لتحقيق مكاسب لهم هم فقط ... فهم لم يكونوا ولن يكونوا يوما جزاء من نسيج الدولة المصرية كما ادعوا ... ويجب ألا ننسي أن الخطيئة الكبرى لمبارك والتى لن يغفرها له التاريخ وتعد أحد وأكبر خطايا دولة مبارك هو دمجهم في كيان الدولة المصرية وترك لهم المناخ للسيطرة علي أعمدة الإقتصاد المصري ممثلا في المحلات التجارية كالهايبر ماركت ومكاتب الصرافة ومحلات المجوهرات والأخطر من ذلك سمح لهم بإنشاء المدارس الخاصة الاستثمارية والقنوات الفضائية الدينية التى سيطرت علي عقول إجيال كاملة ولا تزال رغم فرض الدولة المصرية الآن الحصار والمراقبة عليها إلا أنها لا تزال قائمة ومع عصر مبارك توغل بيزنس الإخوان وسيطرواعلي المساجد وصنعوا المليارات علي حساب المصريين فكان من السهل السيطرة علي الشعب وعلي النظام خاصة بعد عقد العديد من الصفقات السياسية المشبوهة بين النظام ورجاله في الحزب الحاكم "الحزب الوطني " وبين قيادات الإخوان وهي الصفقات التي تمت في افخم فنادق مصر كما شهدت موائد تلك الفنادق افخم أنواع افطار رمضان والتى اقامها الإخوان لرجال نظام مبارك والتى دفع ثمنها المصريين إما في شكل تبرعات او أموال مقابل خدمات في مدارسهم ومحلاتهم وجميع أنشطتهم الاقتصادية وكانت النتيجة اصبح الإخوان جزء من المعارضة السياسية وهو بالطبع ديكور سياسي من صنيعة دواهى عصر مبارك وأبرزهم صفوت الشريف وزكريا عزمى وبالمناسبة الاثنان أتوا من قلب العسكرية المصرية آيضا ...والجدير بالذكر ان الأول لم يحضر جنازة مبارك وحضر الثانى بجانب اهم وجوه عصر مبارك التى اختفت بعد ثورة يناير وبعد صدور احكام ببرائاتهم من قضايا فساد مثل محمد فتحى سرور ،فاروق حسنى ، أحمد نظيف ،أحمد عز و حبيب العادلي وهو بالمناسبة أحد أهم أسباب للثورة علي دولة مبارك ، فقد أصبحت وزارة الداخلية وخاصة مباحث أمن الدولة "زبانية لجهنم " في عهده خاصة بعد ظهور جمال مبارك في المشهد السياسي وتجهيزه لإرث مصر والتى تحولت مصر علي يده "جمهوملكية " فمصر في الدستور تحولت لجمهورية إبان ثورة 23يوليو 1952 بعد ان كانت ملكية ولكنها كادت ان تعود الي الملكية ولكن هذه المرة "ملكية بوضع اليد " بعد ان هيأت السيدة سوزان مبارك الأجواء لتوريث جمال الحكم وطبعا ساعدها دواهي رجال مبارك الذي سبق ان ذكرتهم قبل ان ينقلب عليهم الوريث ويأتى بحاشيته الخاصة والذي كان أبرزهم رجل الأعمال الذي سطع نجمه وأصبح أحدٍ وحوش عصرمبارك وهو "أحمد عز " والذي. بسط نفوذه بعد اعطاء جمال مبارك الضوء الأخضر له ليتحول من لاعب درامز في احد ملاهي شارع الهرم إلي أهم شخص في مصر بعد جمال مبارك وبعد تهميش دور حسنى مبارك الفعلي هو وحرسه القديم لصالح الوريث وأمه الذان أصبحا اصحاب الكلمة العليا في الحكم ...والجدير بالذكر ان المعارضة وقتها لم تكن كارتونية كلية وكان بها رموز محترمة تهدف الي إنقاذ البلد بالفعل دون أجندات خارجية او توجهات لصالح احد سوى مصلحة الشعب وما كان من نظام مبارك او وريثه وقتها الا إلهاء الشعب عن طريق إعطاء المساحة للإخوان والسلفيين لفعل ما يحلو لهم من محو آي وعي ثقافي أو سياسي للشعب بتخديرهم عبر قنواتهم والمساجد والزوايا التى سيطروا عليهابمباركة داخلية مبارك وكانت النتيجة رجوع مصر للوراء عشرات السنين في حين تقدمت علينا دول وليدة في منطقة الخليج وانغمست مصر في اجواء الفتاوى الخرافية التى روج لها إعلام مبارك وانشغل بها العامة وتراجعت مصر علي كل المستويات فنيا وثقافيا وتعليميا، فعندما تولي احمد فتحى سرور استاذ القانون وزارة التربية والتعليم بدأ التعليم المصري في الانهيار وبدأت معه سياسة تدمير عقلية الطالب المصري وظاهرة المدارس الاستثمارية والانترناشيونال التى كانت مخصصة فقط لابناء الجاليات الأجنبية المتواجدة في مصر ومع دولة مبارك أصبحت من ضروريات رفاهية المجتمع المصري الذي أصبحت طبقته المتوسطة بين شقي الرحا لتبدأ في الاختفاء وتدنو للطبقة الفقيرة بعد ان حلت طبقة جديدة محلها لا نعلم شيئا عن مصدر ثرواتها
في دولة مبارك انتشر الإرهاب مع انتشار الفتن الطائفية وظاهرة هدم وحرق وتفجير الكنائس تحت مسمع ومرأي أمن الدولة التى كانت تقدم الحل السحري في شيوخها الموثوق بهم من السلفيين أمثال محمد حسان والحوينى ويعقوب ساكنًى القصور وراكبي السيارات التى تقدر بالملايين ....في حين انزوى شيوخ الأزهر وتراجع شيوخ الأزهر أصحاب القامة والعمم بفعل أمن دولة مبارك لصالح شيوخ القصور والمنتجعات اصحاب الغطرات الخليجية !
اتجاه دولة مبارك لتهميش دور مصر الخارجي علي صعيد السياسة الدولية اللهم محاولات مراضاة الأمريكان لمباركتهم توريث مبارك الابن والاتجاه لتوطيد العلاقات الشخصية مع حكام الخليج مقابل تجميد مصر وعدم تحقيق أي خطوات تقدمية وبفعل فاعل مع تهميش علاقة مصر مع قارتها السمراء خاصة بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لمبارك في إدريس ابابا فانفصلت مصر كليا عن إفريقيا وهى الخطوة التى ساعدت في تجميد مصر وعودتها للوراء .
كى لا ننسي ...فما نعانيه الآن هو نتاج دولة مبارك الذي انزوى في العشر سنوات الأخيرة من حكمه تاركًا الساحة لوريثه جمال ورجاله ،الذين دقوا مسمار نعش دولة مبارك دون ان يعوا ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. .اشتباكاتٌ عنيفةٌ بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس في قطا


.. انعقاد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في المنامة |




.. لقاء خاص مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام ز


.. أوكرانيا تقول إنها دمرت 18 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا | #رادا




.. تقارير عن عودة الدبلوماسيين الإسرائيليين لتركيا.. فما هي أسس