الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا والعثمانيون الجدد

وائل المبيض

2020 / 2 / 29
الارهاب, الحرب والسلام


في مأساة مفتوحة تتفاقم يوما بعد يوم يقف العالم بأسره متفرجا على بلد طالته أياد إحتلالية غاشمة روسية وإيرانية وتركية وأمريكيةوإسرائيلية،جميعها لا تقل خطورة عن الأخيرة.

باديء ذي بدء، لطالما حلم داود أوغلو منظر حزب العدالة والتنمية سابقا، أن يقود بلده إلى موقع القوة الدولية على الصعيد السياسي والإقتصادي والإجتماعي، بإستنهاض الإمبراطورية العثمانية وإحياؤها من جديد، يؤكد أوغلو ذلك بقوله:" إن لدينا ميراثا آل إلينا من الدولة العثمانية، إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد؛ نعم نحن العثمانيون الجدد، ونجد أنفسنا ملزمين بالإهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا. نحن ننفتح على العالم كله،حتى في شمال أفريقيا والدول العظمى تتابعنا بدهشة وتعجب، وخاصة فرنسا التي تفتش ورائنا لتعلم لماذا ننفتح على شمال أفريقيا ..".

إن ما سبق ذكره كفيل بحل ضبابية المسار السياسي التركي اليوم ويوضح مآلاته البعيدة المدى، التي تتجلى واضحة للعيان بالتدخل في ملف شمال سوريا بالإضافة إلى ملف شمال افريقيا في ليبيا تحديدا. فأردوغان يسير على نهج/خطى/تنفيذ مسار داود اوغلو الذي تم رسمه مسبقا.

بيد أن المعضلة التي واجهت أردوغان هي كيفية دخوله إلى المعمعة الإقليمية!، فليس من المعقول أن يتنحنه قائلا : أفسحوا المجال، لقد عاد ارطغرل بيك العثماني !
لنشهد بعد ذلك إسقاط الجيش التركي لمقاتلة روسية من طراز "سوخوي"، فتدخل المعادلة الدولية مع إمتلاكها هامشا واسعا من المناورة بين الأعدقاء .
وما ان أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "المنطقة العازلة" في تغريدة على المغراد التويتي، حتى صاح اردوغان بأعلى صوته، أنا اخذها يا ترامب بيك وأضمن لك أن تكون بعمق 32 كم في الداخل السوري .

بشكل قسري، تحملني الذاكرة إلى بلاد فارس بعد سيطرتها على العراق، والتي أنشأت مملكة الحيرة في جنوب غرب العراق لتتولى المملكة مهمة الدفاع عن البلاد . ليس هذا وحسب، بل تحملني إلى أفظع من ذلك، عندما سيطرت إيران على الأحواز العربية بغطاء إمبريالي، والتي قامت بسياسة تطهير عرقي و جرائم حرب، هذا تماما ما يحدث اليوم في مدينة ادلب السورية وبغطاء اميركي بجرائم حرب و تطهير عرقي بفتح أبواب الهجرة إلى الغرب ..

وفي صدد الحرب الكونية القائمة في الشمال السوري، تعزي سفارة العدو الصهيوني في انقرة الغازي العثماني التركي على أثر مقتل عسكريين أتراك في إدلب .
حق ل "إسرائيل" أن تعزي بقتلى الأتراك، فهذه الدماء تضخ في سبيل قيام دولة "إسرائيل الكبرى".

ختاما، يا سادة انتم اليوم تشاهدون لبنات قيام الدولة الكبرى الملعونة؛ ولكن يبدو أن البعض لا يستطيع/ يحلو له أن يشاهد الحقائق إلا من زاوية تاريخية عبر الكتب والأفلام الوثائقية بعد عقود من الزمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو