الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغداد ستركل الغزاة والعبيد

عبدالزهرة الركابي

2003 / 4 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                          
                                                          
إذا كان نظام صدام حسين قد سقط فلا رحمة على هذا السقوط .. لكن اللعنة قائمة على الذين استباحوا بغداد ، وعلى من أغرى الغزاة بإستباحتها بعد أن حفّزهم لحرب أسماها ( حرب الحواسم ) فكانت حربا" لسقوطه المشين ولم تكن حربا" لحرب أو ندا" لند .
   أراد الطرفان أو مدعيان الحرب إصابة بغداد بمقتل .. وعلى الرغم من استباحة أطرافها ومركزها وضفتيها ، لكنهم لم يكن بوسعهم إطفاء ( عيون المها بين الرصافة والجسر ) .
   تتعلق أبصارنا بمشاهد التلفاز المرئية عن حلكة بغداد وعن ظمأ بغداد وهي تحتضن دجلة .. عن الموت المتشظي على الأرصفة والجسور ، حتى غدا كل بؤبؤ في أعيننا ستارا" من الإستحياء لتلك المشاهد ، ان لم نقل فواجع النظر التي فجرت صاعق الحزن والحنين الذي  يستمد ذخيرته من الشتات والمنافي .. ومن الندم الذي لا يضاهيه ندم ابن زريق البغدادي ( أستودع الله في بغداد لي قمرا" ) .
   هي بغداد .. تنبض بالطهر السرمدي وتستحم بالدمع تارة وتارة أخرى تغتسل في دجلة ، وهي أغنى من كنوز الفوضى والنهب .. وأصلب من المستبيحين والإستباحة ، وأعلى قامة من راكبي ومرافقي عربات الإستباحة بشتى الذرائع .. وتظل بغداد في حل من وجل الموت لكنها تستذكره كما قال الجواهري ( مات النديم وغطت نعشه كسر – من الكؤوس وغنى الموت قيثار ) .
   أجل .. أستبيحت بغداد ، ونكبت بغداد ، وأصيبت بغداد .. فلا تعقدون أملا" على من أصابها واستباحها ، ان يدر عليها برحمة ، لأن بغداد لا تطلب رحمة مادامت موئلا" للكبرياء والكرامة .. وما دام الموت لا يطالها فلن تموت ولن يموت العراق .
   وستتقد جذوتك يا بغداد من جديد ، وستطردين الغزاة .. وستركلين من أدمنوا دور العبيد ..أجل يا معشوقة الغار ، ستعودين عاصمة الرشيد . 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج