الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استحقاقات تستوجب النظر للمعادلة السياسية الكردية في سوريا

روشن قاسم

2006 / 6 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في ظل المواجهة الحامية بين النظام السوري والمجتمع الدولي على خلفية قضية اغتيال الحريري، وتشعبات الوجود السوري في لبنان ومدى استآثاره بالجبهة المؤازرة له هناك لصد اي موجة ممانعة للتدخل في شؤون الدولة اللبنانية، في ظل هذه التطورات والمعطيات بدأت أصوات المعارضة السورية تتعالى جراء التخبط السوري واستحقاقات المرحلة والتغييرات التي اصابت عصب السلطة الدكتاتورية في المنطقة بعيد سقوط الطاغية العراقي ، إذشهدت ساحة المعارضة لدى الشارع السوري في الداخل انجذابات مشوبة بالحذر للمطالبة بالإصلاح ، أما في الخارج فإن بروز شخصيات معارضة مستهجنة لكل الارث البعثي بدى طاغيا على الخطاب المعارض خارج حدود البلاد، مستعينة بالمعادلات الإقليمية و مد اليد الى الخارج.
بيد ان الحركة السياسية الكردية والتي كانت ضرورة ناتجة عن التهميش والاقصاء والانتهاك لهذا الجزء الاساسي والمكون للشعب السوري، حيث حاول النظام البعثي جاهداً سلب هذا الشعب ماهيته وفق منظوره القومجي والشوفيني الضيق باسلوب المزايدات الفارغة والشعارات القيادية للدولة والمجتمع التي عفى عليها الزمن ، لذا فإن الآليات التي تعاملت بها الحركة السياسية منذ الخمسينيات من القرن المنصرم كانت ذو توجهات تحض على المساواة بين القوميتين(العربية والكردية) معتبرة الشعب الكردي جزء اساسي من النسيج السوري له حقوقه في ممارسة طقوسه القومية الذات المختلفة عما اممه البعث على ذلك النسيج، ولو أختلفت المسارات في هذه الآلية لدى الأحزاب الكردية بعض الشيئ، حيث مرت الحركة بتكوعات عديدة بسبب الانشقاقات المتكررة، ولكنها مالبثت ان انضوت في اطارين سياسيين وهما التحالف والجبهة اللتان جمعتا تلك الاحزاب.
وفي المعادلة السياسية الكردية الجديدة ظهرت اتجاهات من الخارج على غرار المعارضة الخارجية السورية في محاولة ضرورية لمؤازة الداخل منطقا،ً وان ما شاهدناه في الآونه الاخيرة خلال الفترة التي سبقت وتلت مؤتمر بروكسل من تهكم متبادل من الطرفين( الداخل والخارج الكرديين)، لايمت بصلة، لصالح التغيير المبتغى من كل الاطياف السورية عموما، والكرد بشكل الخصوص وما له من تداعيات تحبط المتابع للشأن الكردي في البلاد.
لعل الكرد مازالوا الرقم الصعب في الأجندة السياسية في سوريا، وهذا يستوجب كيفية توازن بين ما هو داخلي وبين ما هو خارجي خاصة بأن القضية الكردية لن تحل دون اختراقها الجدار العالي لمفهوم المواطنة التي ظلت اسيرة للفكر القومجي البعثي، فما زالت هناك الكثير من التحفظات لدى أطراف عربية وإن كانت معارضة للسلطة حول الطريقة التى تتعاطى بها مع المشكلة الكردية، وهذا يجعلنا نجزم وبدون تردد وجوب قوة قادرة على النهوض بالمطلب الكردي وقادرة أيضاً على أن تدخل جمجمة دورة التغيير لدى الشارع السوري.
بمعنى آخر ان هذه التوليفة المعارضية الجديدة لن تفي بالغرض، فاليوم الحركة الكردية احوج ماتكون الى التماسك وعليها الابتعاد عن كل ما يثقل القلب الكردي، وبعد كل هذه التجارب فإنه لم يعد هناك من حل للقضية الكردية إلا بتمرير نفسها الى الحكمة، في زمن فوضى الحراك لدى أقطاب المعارضة لاسباب عديدة لسنا بصدد بحثها وتمحيصها.
كما ان الانموذج الكردي في سوريا ليس بحاجة الى تبويب الشخصيات، بل بحاجة الى رمة الشعب ولملمته عبر الضبط الذاتي وتسويق مقولاته السياسية الى القاعدة الجماهيرية والولوج الى النقد دون أي مسافة نقدية ضمن الدائرة الضيقة وحفنة الكم.
فهل الحال يعبر عن آفاق تلبي حاجة الكردي إلى هوية مواطنة تؤطر وجوده القومي و تخلع عنه الترهل السياسي؟!
الم يأتي الحال بآوان الأولويات التي تشكل ضمانة حقيقية لمستقبل الحراك الفعلي الكردي داخيلا -خارجيا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و