الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آش ماخ كوديا

سعد محمد موسى

2020 / 2 / 29
الادب والفن


تؤكد التماثيل والمخطوطات الأثرية أن الحاكم السومري العادل "كوديا" كان أول من إعتمر اليشماغ ولفه حول رأسه الحليق على شكل "چـراوية" عام 2146 ق.م
ويعتبر الملك كوديا كان أكثر الحكام السومريين عدلاً وهو أول من أسس النهج الديمقراطي وسمح بحرية نقد الشعب للحاكم وللدولة, وكان كوديا أثناء حكمه يسعى أن يعم السلام وتزدهر الحياة في ربوع وادي الرافدين وكان محباً لمدينته "لكش" والتي جعل منها مدينة رخاء ينعم أهلها بالسعادة.
وقد جاء كوديا إلى الحكم ليجعل منه مدنياً ولكي يحجم من سلطة الدين المطلقة وصلاحيات الكهنة الكبيرة وأستطاع أن يسيطر على بلاد الرافدين ويحقق العدالة والازدهار للسومريين.
فما أحوج العراقيين اليوم الى حاكم وطني عادل ونزيه مثل كوديا يعيد هيبة الدولة ويحقق الرفاهية والمساواة والحرية للشعب!!
أما كلمة شماغ أو يشماغ في اللغة السومرية، فهي تتكون من مقطعين "آش ماخ" وتعني غطاء الرأس.
وكانت بدايات غطاء الرأس لدى السومريين ظهرت حين كان الكهان يقيمون طقوسهم برداءهم الابيض الذي كان يغطيهم من الرأس حتى القدمين في معابد لكش وأور وهم يضعون شبكة سوداء منسوجة من صوف الاغنام والتي كانت ترمز الى شبكة الصيد وتمثل الخير ووفرة صيد الاسماك في موسم التكاثر وأستحدث السومريون فيما بعد حياكة اليشماغ من خلال نسج الاصواف ثم نقشه بتصميم وبشكل يرمز لشبكة صيد الاسماك، أما حافة اليشماغ فتكون موشحة بخطوط متموجة ترمز الى أمواج النهر أو الاهوار وكذلك تظهر على حافة اليشماغ رسوم سوداء تمثل زعانف الاسماك والتي كان يعتقد السومريين أنها تطرد الأرواح الشريرة.
وكانت بدايات إعتمار "آش ماخ" للطبقة الحاكمة وكبار الكهان وكذلك ذكر في أحدى المخطوطات أن عشتار آلهة الخصب والجمال طلبت من حبيبها تموز أن يعتمر "آش ماخ" ليقيه من أشعة الشمس.
ثم بات بعد ذلك "آش ماخ" متداولاً بين عامة الشعب وزياً تقليدياً لدى السومريين وتوارثه سكان الاهوار من أسلافهم فيما بعد واستمر أرتداء اليشماغ حتى يومنا.
ويلفظ في اللهجة العراقية "چماغ" وبقي رمزاً للهوية العراقية لاسيما في الجنوب والفرات الاوسط وكذلك في سهل نينوى وشمال العراق لدى التركمان والكورد يمثل موروث شعبي وتاريخي, وحتى في بعض الدول العربية التي توارثت اليشماغ من أهل العراق.
تنوعت تسمية غطاء الرأسفي في الدول العربية فكان يسمى بالكوفية أو الحطّة في فلسطين بينما يدعى شماغ في منطقة الجزيرة العربية والأردن والعراق ويسمى بالفترة في الإمارات واليمن والكويت والبحرين وقطر.
"الچماغ والعگـال" موروث شعبي وتأريخي لهما مكانة وقدسية في المجتمع العراقي لاسيما في الريف وفي الاهوار وتتنوع الوان نقوش اليشماغ حسب المدن وحسب الانتماء الطائفي والديني فمثلا السادة من سلالة الرسول الذين يستوطنون الاهوار يرتدون اليشماغ الاخضر كي يميزهم عن العامة أما الصابئة المندائيون من سكان العراق والذين يعيشون في الجنوب قرب ضفاف النهرين وهم من سكنة العراق الاوائل فكانوا يرتدون اليشماغ ذو النقشة الحمراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس