الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع

عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري

2020 / 3 / 1
حقوق الانسان


تقرأ هذه العبارة المشهورة في "الحوار المتمدن" بصمت، فتصدمك، تتأملها جيداً، تحاول تفسيرها، تستحضر في ذهنك كل الاحتمالات، ولكنك تفشل في إيجاد "العقلانية" التي تدفع كاتب الموضوع الذي لا يسمح للقراء بالتعليق على موضوعه في صفحات "الحوار المتمدن"، فتذهب إلى سطور الموضوع الذي لا يحق لك التعليق عليه، تقرأ، فتخرج من المعركة خاسراً. هل يرى كاتب الموضوع بأنه يخوض معركة مع القراء فعلاً؟ وإذا كانت معركة حقيقية، فتسأل نفسك: لماذا يمنع هذا الكاتب القراء من التعليق على موضوعه، ويجردهم بذلك من سلاحهم قبل بدء المعركة. هل يحاول بذلك كسب معركة لم يخضها؟ وما الفائدة من ذلك؟ تنظر في صورة الكاتب المرفقة-إن كانت هُناك صورة- لعلك تقرأ ما في ملامح وجهه، لا تجد ما يلفت النظر، لأن أغلب الصور قديمة أكل الدهر عليها وشرب، ولا تفيدك موهبة الفراسة التي فقدنا الكثير من ملامحها في عصرنا الأغبر هذا.

تترك كاتب الموضوع في صفحة الانتظار وتذهب إلى سيرته الذاتية إن وجدت: موطنه، عمره، تحصيله العلمي، مقالاته، كتبه إن كان مؤلفاً، فكره، أو أيديولوجيته، موقفه من الناس والحياة، فلا تجد جديداً يرشدك إلى هدفك. بقي في جعبتك-كوننا في معركة- محرك البحث في شبكة المعلومات العالمية، لعل وعسى تحصل بعد جمع وطرح وتقسيم وضرب أخماس في أسداس على جواب. تكتب اسم الكاتب واضحاً صريحاً في محرك البحث، لا جواب. ولكنك، بالمصادفة، تجد له صورة حديثة، فتصدم مرة أخرى، بصورة الكاتب الحديثة هذه، وتحار في تفسيرها وقراءة ملامحها، وتحار في أمرك من جديد، كحيرتك حين يطلب أحدهم أن تعطيه الجذر التربيعي للعدد صفر مكعَّب.

ما العمل يا لينين؟

لا بد من الاعتماد على مخزونك المعرفي في هذا الموقف المحرج، ومن ثمَّ تعود إلى السؤال من جديد: لماذا يمنع كاتب الموضع قراء الموضوع من التعليق على الموضوع؟ هذا هو موضوعنا.

نسبةٌ لا بأس بها ممن يكتب على صفحات "الحوار المتمدن" يعشق عبارة "الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع" فيختارها هكذا ببساطة متناهية، لا يريد وجع الرأس، والقال والقيل، وخود وهات، وشتيمة هُنا، وقلَّة ذوق هُناك. فالقراء من مشارب مختلفة، وكل إناء بما فيه ينضح، والعامة أو الغوغاء أو الدهماء أو الرعاع أو رجل الشارع، يشتمون بألفاظ غليظة فاضحة عارية، كما كانت تفعل الشخصيات المرسومة في كاريكاتير ناجي العلي، فاطمة وحنظلة ومحمد وجورج وموسى، هذا ديدنهم، لذلك يقول الكاتب المثقف رقيق الحواشي، مرهف الإحساس، "أبو المعرفة وأمها": مالي ووجع الرأس هذا " الباب الذي تأتيك منه الريح سده واستريح". والصحيح أن هيئة تحرير "الحوار المتمدن" هي من وضعت هذه الخدمة في الخدمة، ولكنها تركت لك حرية الاختيار، بمعنى فتحت لك باباً من أبواب "الديمقراطية" لأنه "حوار متمدن" وعندما تختار عبارة" الكاتب لا يسمح بالتعليق على هذا الموضوع" دائماً، تكون بعملك هذا قد اخترت نهجاً مخالفاً لما قصده صاحب "الحوار المتمدن". يا سيدي يقول ابن الرومي:

امامك فانظرْ أيّ نهجْيك تنهجُ
طريقان شتى: مستقيم واعوجُ

تقول بينك وبين نفسك: اخترتُ-الحمد لله- نهجاً، طريقاً، سليماً مستقيماً. لا يا سيدي لم تختر طريقاً سليماً مستقيماً، بل اخترت طريقاً أعوجاً، نهجاً لا يمتُ إلى حقيقة "الحوار المتمدن" بصلة، وفوق ذلك، تسير فيه بخطوات عرجاء أيضاً، وتستعين في سيرك بعكاز خشبي يُعيق السير أكثر مما يساعده، فانت تريد تعليقاً يمدحك وموضوعك وتأنف من تعليق "العامة" الفاضح الجارح، وتخاف منهم ومن لسانهم على مشاعرك المرهفة، فتحجر على حقهم في نقدك وشتمك، وأنت بذلك تُقلد ما يفعله الحكام في قصورهم المشيدة، فانظر أيَ نهجيك تنهج، ومن ثمَّ تظن نفسك في معركة السباق بين الأرنب والسلحفاة. هل نسيت نتيجة السباق؟ نعم، لقد فازت السلحفاة البطيئة المتواضعة وخسر الأرنب العدَّاء المغرور.

ما هو رأيك وموقفك أيها الكاتب "المثقف" الذي يحجر على القراء التعبير عن مشاعرهم فيما يكتب؛ بأن لا أسمح -أنا الآخر- بالتعليق على هذا الموضوع، لي حرية الاختيار في هذا "الحوار المتمدن".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المضحك المبكي هو عندما يتكلم ذلك الكاتب عن النقد
محمد أبو هزاع هواش ( 2020 / 3 / 1 - 16:03 )
يقول لك أنك ممنوع من الرد والتعليق

عندما يكون يتكلم عن النقد والحرية


2 - صديقي محمد أبو هزاع هواش
عبدالرزاق دحنون ( 2020 / 3 / 1 - 17:04 )
نحن نعيش في زمن لا تستطيع فيه الاختباء خلف أفكارك.
ما المانع أن تنشر أفكارك في الشمس، دعها تأخذ حصتها من ذلك الضياء الساحر، فهي ستتعفن وتفسد في تلك الجمجمة المغلقة.
تحياتي وتقديري.


3 - ربما أنت لا ترى الجانب الآخر!!0
ماجدة منصور ( 2020 / 3 / 2 - 02:47 )
نحن نكتب ما إستطعنا إلى ذلك سبيلا لضعف في لغتنا الأم0
أتحدث عن حالي أيها المحترم: أحيانا نغلق التعليقات لسفر مفاجئ أو مرض طارئ0

أعطي أخاك عذرا....فإن إعطاء العذر من كرم الأخلاق.0
و أنت كريم
شكرا


4 - الكاتب لا يسمح بالتعليق
ايدن حسين ( 2020 / 3 / 2 - 05:33 )
في صحيفة اسمها الحوار المتمدن .. نعم جزء من اسمها الحوار
هل يجوز اغلاق نافذة التعليقات
فكيف يكون هناك حوار اذن
و تقرأ ايضا بالقرب من خانة التعليقات .. هذه العبارة ايضا

رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع

كيف يكون رايك مهم للجميع .. و نافذة التعليقات مغلقة يا ترى
حاولت مرات اقناع صحيفة الحوار المتمدن بهذا الامر
و لكن بدون جدوى
مع احترامي
..


5 - الصديق العزيز عبد الرزاق دحنون
عامر سليم ( 2020 / 3 / 2 - 06:21 )
يُقال ان اول من سَنّ هذه السُنه الحسنه في التاريخ هو النبي - موسى- ابو التوحيد , فحين نزل من الجبل أمر أخيه هارون ان يقرأ الوصايا العشره على قومه , ولما خَلُص هارون من القراءه صاح البعض مطالباً بتوضيحات فالتفت هارون لموسى حائراً ,فهمس الأخير بأذن أخيه ليعلن هارون في القوم قائلاً :
- الله لايسمح بالتعليقات على هذا الموضوع -.
وبعدها صار الأمر تقليداً لبقية الانبياء الحلوين , وأمتد لعصرنا هذا مع الأنبياء الكَتَبه.
وفي هذا الشأن ايضاً , خطب الحجاج يوماً بين الناس فرفع البعض ايديهم مستفسرين , فغضب الحجاج من فعلهم هذا قائلاً : ويّحَكم أنا أخطب فيكم وليس بينكم , فقالوا وكيف هذا؟ فأجاب فأما من يخطب فيكم فهو منْ تسمعوه ولا يسمعكم , وأما من يخطب بينكم فهومنْ تسمعوه ويسمعكم وأنا لست ُمنهم.
وفي الختام وكما تقول ياعزيزي , ما المانع ان ننشر افكارنا تحت الشمس على الجبال في الطبيعه حتى نسمع صداها, وليس في المقابر وللموتى حيث يغرق الجميع في الصمت.
في النهايه كُتاب المقابر بعزلتهم يفقدون إهتمام القراء ويكونوا من المنسيين , ولو كانوا من مخاتير الصفحه المختاره.


6 - شكرا لمبادرة الكاتب
علاء احمد زكي ( 2020 / 3 / 2 - 20:34 )
شكرا لمبادرة الكاتب، العتب هنا على موقع الحوار المتمدن الذي يسمح بهذا الامر
من لا يرغب بتعليقات الاخرين على كتاباته فبامكانه الكتابة في موقعه الشخصي
تحياتي


7 - باريس تحسم ترددها وتعلن الحرب على الإخوان ومم
mahmoud hasaneen ( 2020 / 11 / 13 - 00:42 )
شـــــكــــرا شــــكـــرا

سحتوت اخو جلطوط


8 - مقال رائع
mahmoud hasaneen ( 2020 / 11 / 13 - 00:43 )
نحن نعيش في زمن لا تستطيع فيه الاختباء خلف أفكارك.
ما المانع أن تنشر أفكارك في الشمس، دعها تأخذ حصتها من ذلك الضياء الساحر، فهي ستتعفن وتفسد في تلك الجمجمة المغلقة.
تحياتي وتقديري.
شـــــكــــرا شــــكـــرا

سحتوت اخو جلطوط


9 - انت منهم ولكن بشكل اخر اسوء
منير كريم ( 2020 / 11 / 13 - 06:50 )
السيد دحنون المحترم
انت منهم ولكن بشكل اخر اسوء
انت لا يعجبك من يختلف معك وتغلق بوجهه الحوار باسلوب فج وتحاور من على هواك فقط ارجع الى بعض
ردودك السابقة وسترى ذلك
العقلية العربية تتسم بالتقليد والتقمص ولم تنضج بعد للحوار الحر
البعض يشتم والاخر يعنف والاخر يصد
وهؤلاء من الافضل لهم وللاخرين ان يغلقوا باب النقاش حتى لا يقرأ لهم احد ولايتورط معهم
ومن يغلق باب النقاش يكون متسقا ومنسجما مع نفسه اكثر من هؤلاء
شكرا


10 - و لكم عبرة في فرج فودة أو حتى في إسلام بحيري
ساسين ( 2020 / 11 / 13 - 13:22 )
هُم يبدون وجهات نظرهم ، و أنت حر في أن تقبلها أو أن ترفضها ، و لك أن ترد عليها بمقالة تحمل وجهة نظر مناقضة .
و من حق الكاتب (الجاد) أن يجنب نفسه عناء المماحكات و المزايدات التي قد تذهب إلى التكفير أو التخوين ، و بالتالي استعداء سلطات القمع الثيوقراطية أو الاستبدادية فضلا عن المؤسسات الدينية الرسمية . و الحياة أثمن من ان يجازف بها المرء في بلاد الله أكبر و الزعيم الأوحد .
هذا علاوة على أن أغلب التعليقات لا تمت إلى الموضوعية بأية صلة ، فهي مجرد تنفيس عن العدوائية ، بل هي مهاترات جوفاء و غوغائية ، و الباب اللي يجيك منه الريح سده و استريح .
في هذا الفضاء الافتراضي صار لأي جاهل أن يسفه عالما و يرميه بالجهل ! فكل الحق للكاتب في أن يجنب نفسه طوب الجهلة و المعلقين الجوف المتسكعين على أرصفة النت .
و الغريب أن بعض الكتاب ينزلون إلى نفس المستوى من الشعبوية .
نحن نعيش في بيئة معادية للفكر و المفكرين ، ليس أيسر فيها من قطع الرؤوس . و عندما يرتقي المستعربون و الأعراب في أقطار شمال افريقيا و الشرق الأوسط إلى مستوى المواطن العادي في السويد أو حتى في إيطاليا ، عندها فقط يمكن قبول هذا الانتقاد .

اخر الافلام

.. خان يونس بلا مقومات حياة وشهادات تنقل معاناة النازحين في الم


.. يصلون في قوارب الموت ووجْهتهم أوروبا... ارتفاع كبير في أعداد




.. فوز الحزب الحاكم القومي الهندوسي يجدد مخاوف الأقليات في الهن


.. أطفال يواجهون شبح الموت جوعًا.. مشهد يوثق معاناة النازحين بم




.. منظمات حقوقية دولية: إسرائيل قصفت منازل بالفسفور الأبيض في ل