الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هموم وطن بقصص الكاتبة فاتن أنوار تحث عنوان لأنك لم تعد

حسن ابراهيمي

2020 / 3 / 2
الادب والفن


مما لاشك فيه أن الهاجس الذي سيطر على السارد ,لبناء الأحداث بالقصص تحت عنوان لأنك لم تعد للكاتبة فاتن أنوار هو التطرق للصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي .
ومن ثم كان المراد هو سرد مجموعة من الأحداث ذات الصلة بنتائج السياسات التي تمارسها الآلة الصهيونية بفلسطين ,ولعل الهدف هو التطرق للصراع حول الأرض التي يتم السطو عليها من قبل الكيان الصهيوني ,وما يترتب على ذلك من قمع يتعرض له الشعب الفلسطيني بسبب الدفاع عليها ,من اجل بناء مشروع وطني فلسطيني .
من هذا المنطلق أتت مجموعة من الأحداث تصور لنا الذاكرة الفلسطينية بالتطرق لمجموعة من الأمكنة ,وبالتركيز على التاريخ لمجموعة من الوقائع ,من أجل الذاكرة الفلسطينية ,وبالتالي دفع الأجيال اللاحقة إلى التشبث بالأرض ,والاستمرار في النضال بدون هوادة من اجل إيقاف طمس حقيقة هذا الاستعمار ,أقصد استعمار الكيان الصهيوني لفلسطين ,وما يترتب عن ذلك من العمل لطمس هوية الشعب الفلسطيني ,والعمل على تهويد مجموعة من الأماكن العربية الفلسطينية .
فبعد الانتهاء من قراءة هذه القصص تبادر إلى ذهني سؤال مفاده ما الحرب التي تحدثت عنها هذه القصص ؟ ,سبب ورود الكلمة بشكل مباشر ,وسبب ورودها بشكل غير مباشر أحيانا كثيرة .
إذ لم يتضح ما الحرب المقصودة ضمن هذه القصص ؟ هل يتعلق الأمر بحرب 1948 ؟ أم بحرب 1967 ؟ أم يتعلق الأمر بالحرب المعلنة ,والغير المعلنة التي يمارسها الصهاينة بشكل يومي ضد الشعب الفلسطيني من خلال المواجهات بين الطرفين بعد كل انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني كما جاء بهذه القصص .
ومن هنا نطرح سؤالا أخر ,ويتعلق الأمر بما الهدف من هذا الغموض الذي يكتنف هذا المعطى ,وعدم توضيح الحرب المراد الحديث عنها ضمن هذه القصص ؟
وللإجابة عن هذا السؤال نرشح المعطى الثالث والأخير, ويتعلق الأمر بالحرب المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني والتي تتخذ مستويات ,وأشكالا مختلفة ,حيث تنتهك حقوقه الاقتصادية ,الاجتماعية ,الثقافية ,وغيرها ويتجلى ذلك في المعاناة التي يعانيها هذا الشعب بسبب ذلك ,بمختلف شرائحه الاجتماعية ,وممارسة الضغط النفسي على الأطفال داخل المدارس
بعد كل قصف لمجموعة من الأماكن ,حيث لايتم التمييز بين أماكن المقاومة ,وغيرها , إذ كثيرا ما يكون الأطفال ,النساء ,والشيوخ ضحايا هذا القصف الهمجي البربري .
وبالتالي فالهدف هو الهجوم الممنهج في حقوق الشعب الفلسطيني بهدف تركيعه ,من اجل ضرب المقاومة الشعبية بفلسطين ,وبالتالي من اجل ضمان الاستمرار في تنفيذ سياسات
الصهاينة ,والتوسع بالاستيلاء على المزيد من الأرض لبناء مستوطنات جديدة ,وضمان المزيد من هجرة اليهود إلى فلسطين ,وتوفير الأجواء للصهاينة من اجل أن يعيشوا حياة كريمة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التي تنتهك باستمرار .
من هذا المنطلق فان القمع الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني لا يميز بين الأطفال
,الشيوخ ,النساء , وغيرهم ذلك أن الشعب كله مستهدف ما دامت الصهيونية حركة استعمارية توسعية هدفها التوسع في ارض ليست لها ,وبالمقابل يسجل التاريخ العربي الفلسطيني توسع المقاومة من أجل التحرر سبب هذا الصراع الذي استشهد بسببه العديد من الشهداء , وهاجرت العديد من الأسر,والعائلات الفلسطينية إلى خارج ارض الوطن ,كما كان مصير البعض السجن حيث يقبع العديد من الشرفاء بسجون الاحتلال .
لقد أتت هذه القصص من اجل تصوير واقع هذا الصراع في قوالب فنية تثير الدهشة , إذ لا تخلو ا من جمال ,وتحتم على المتلقي الاستمرار في القراءة إلى النهاية .
انه بسبب القيمة الجمالية المهيمنة داخل هذه النصوص جاءت في جمل قصيرة أحيانا تفي بالغرض ,ما دام الهدف هو التأثير على المتلقي , وتمرير الموقف من الصهيونية له .
كل ذلك في إطار قوالب فنية تضفي الجمال على هذه القصص ,وتحدث وقعا في أفق انتظاره .
ومن هذا المنطلق نؤكد على نجاح هذه القصص في إضافة سؤال تاريخي إلى تاريخ الصراع العربي الفلسطيني الصهيوني ,ويتعلق الأمر بسؤال الحفاظ على الهوية ,والذاكرة الفلسطينيتين .
هكذا يتضح المراد من الحرب ,والصراع الدائر بين الصهاينة الذين يصادرون الأرض
الفلسطينية ,وما يترتب عن ذلك من قمع للشعب الفلسطيني , للتوسع ,والشعب الفلسطيني الذي يدافع عن حقه في التحرر ,والاستقلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز