الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل مبارك

رفعت عوض الله

2020 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مات الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي جاء حاكما لمصر بالصدفة البحته ، بإرادة حكام انقلاب يوليو في حصر حكم مصر في ضباط الجيش المصري الوطني .
الرجل لم يكن في طموحه ان يعمل بالسياسة وان يصير رئيسا ، ولكن السادات اختاره لانه واحد من صناع نصر اكتوبر 1973 التاريخي ، ليكون نائبا له .. في ظني ان السادات اراد ان يحل محله بعد رحيله حاكم من الجيش ، فقد تجذر في وعي قادة يوليو العسكريين ان الجيش هو ما يجب ان يحكم مصر .
الرجل علي العكس من عبد الناصر والسادات ، فكل منهما كن له رؤية وحلم عملا علي تحقيقها ، بغض النظر عن صلاحها من عدمه ، فهو كما قيل بحق كان مجرد موظف كبير يدير دفة العمل ، ولا يحاول إحداث تغيير او علاج .
وعي الدرس فقد شهد أغتيال السادات في يوم مجده ، فعقد إتفاق ضمني مع قوي الاسلام السياسي وفي القلب منها الاخوان المسلمين بان يترك لهم الشارع والمدرسة والجامعة والمسجد والنقابات المهنية وكليات التربية التي فيها يتخرج المعلمون المكلفون بصياغة عقول اولادنا وبناتنا في المدارس ، وهكذا تنامي نشاط الاصولية الاسلامية ، واصبح الشيخ الشعراوي عنوانا كبيرا علي اسلمة الناس والمجتمع المصري ، وتعميم الحجاب .
عمل علي إضعاف الحياة الحزبية فهمش الاحزاب السياسية واصابها بالخمول وعدم الفاعلية ، وحال بينها وبين النشاط الجماهيري فاصبحت احزابا مجرد مقر وجريدة .
اهمل تنمية التعليم والصحة فتردت احوال التعليم وصحة الناس .
تحلق حوله كل فاسد وطامع وطامح ، فعاشت مصر مجتمع النخبة التي تتمتع بكل شيئ ومجتمع غالبية المصريين الذين يطحنهم المرض والفقر والجهل والاستغلال .
كان الرجل انانيا للغاية لا يفكر إلا في إدامة بقاءه في الحكم ، ولم يلتفت الى التنمية ، في حين ان الزيادة السكانية كانت في اطراد مخيف ، فتعمق فقر ومرض وجهل المصريين ، وتدني مستوي حياتهم .
بفعل الوجود القوي للاسلام السياسي في الشارع المصري تعددت حوادث ما يسمي بالفتنة الطائفية في عصف بالمواطنين المصريين المسيحيين وبحقوقهم في بناء كنائسهم وحقهم في العبادة ، بل تعمق التمييز في شغل الوظائف علي مستوي الوزراء ورؤساء والجامعات وعمداء الكليات والوظائف القيادية في الجيش والشرطة وخلو جهاز المخابرات منهم ، وايضا المحافظين بل ورؤساء المدن والاحياء . نعم هذا توجه واضح منذ إنقلاب يوليو 1952 ولكنه كان اخذا في التعمق والشمول .
في عهده غير السعيد تلون الاعلام ومازال للاسف بلون إرادة وميول الرئيس ، ورأينا مزايدة من قبل الدولة علي دينية الدولة ، فكثرت وتعددت البرامج الدينية ، والتي فيها استضافوا رموزا دينية إسلامية تكن الكراهية وعدم الاحترام لشركاء الوطن من المصريين المسيحيين وتكيل لهم بوقاحة وجراة الاتهامات ورميهم بالشرك بل والكفر ورفض مساواتهم بمواطنيهم المسلمين ، وكأننا في دولة الخلافة الاسلامية التي كانت تميز بين رعاياها علي اساس الدين .
في عهده غير السعيد تم تزوير كل الانتخابات النيابية ليظل الحزب الوطني حزب الرئيس هو صاحب الاغلبية ، ولا انسي قوله عشية نتيجة الانتخابات 2010 : "خليهم يتسلوا "
والتي قالها بروح الاستخفاف والاحتقار لكل معارض .
لا انسي موقفه من مأساة حادثة العبارة والتي نتج عنها غرق حوالي 1000مصري من العمال الكادحين الذين جازفوا وركبوا البحر في عبارة غير مهيئة لحمل عددهم الكبير .
الرجل لم يبالي وهو رئيس المصريين ولم يطرف له جفن ، ولم يشعر بأي اسي او اسف اوحزن والدليل انه شاهد مباراة دولية بين الفريق المصري وفريق افريقي اخر .
وايضا موقفه من ضحايا القطار المسافر للصعيد الذين احترقوا وقد بلغ عددهم 400 ضحية .
رجل بليد الحس لا يعي ثقل مسؤوليته كرئيس للمصريين ، يعيش في إنفصام وانفصال عن واقع شعبه البائس المتردي .
ولأنه ينتمي للمؤسسة العسكرية التي حكمت مصر منذ يوليو 1952 حين اجبره المصريون الذين ضاقوا به في 25 يناير 2011 وبضغط من الجيش الذي يريد ان يظل حاكما لمصر تخلي عن الحكم وسلم البلاد للمجلس العسكري . بلع المصريون الطعم وتسللت الخديعة لنفوسهم .
المجلس العسكري هيأ المسرح ليحكم الاخوان ، فيضيق المصريون بحكمهم الفج ، فتخرج المظاهرات العارمة ضدهم ، فيعلن الجيش تضامنه مع جموع المصريين الرافضين لحكم الاخوان البغيض ، فيعزل الجيش المدعو محمد مرسي ، تمهيدا لعودة حكم الجيش متمثلا بعد الفترة الانتقالية في تهيئة المسرح من جديد ليصعد لسدة الحكم وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي .
لا استطيع ان اغفر لمبارك خطاياه الفادحة بحق مصر والمصريين ، وايضا لدولة يوليو وحكامها العسكريين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لاشك
على سالم ( 2020 / 3 / 2 - 21:54 )
مبارك كان اكيد شربه علقم مره وقاتله للمصريين المساكين , اغرب شئ ان يشارك الذى يدعى السيسى فى جنازه دوليه تكريما لهذا المجرم السادى واللص المحترف , السيسى كان صبى لص فى عصابه مبارك للسرقه واللهط لذلك كلهم مجرمين انجاس وقتله وبلطجيه اوباش , الاشكاليه الان هو كيف يمكن التخلص من هذا الحكم الفاشى الاستبدادى السفيه والذى يكتم على انفاس الناس منذ ثوره يوليو المشؤومه ؟

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي