الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب في زمن الكورونا -قصة قصيرة

شهيرة أبو الكرم

2020 / 3 / 3
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


شهيرة أبو الكرم:
كانت تجلس على على صور الجامعة تضحك مع صديقاتها وترانيم ضحكتها تطرب البلابل، لم تلق بالًا لمن حولها، حتى نظرت إلى الساعة ووجدتها الحادية عشرة، تنبهت أن المحاضرة بدأت فهرعت ليلى وصديقاتها إلى الكلية قاطعة سلسة الضحك. جلست في المقعد الأمامي وبدأت المحاضرة بتسجيل الحضور والغياب، ثلاثة طلاب غائبون، يمر الوقت وتقطع أول ساعة من المحاضرة؛ ليفتح الباب بعد أن طرق ويدخل شاب، استوقفه الأستاذ قائلا:" دوام الوزراء انتهى لهذا اليوم"، فتضحك ليلى ويتبعها البقية.
يرد الطالب بعد أن يجلس على أحد المقاعد الخلفية:
بعد إذنك انا لست وزيرا، أنا هنا لأطلب العلم وجني ثمار تعبي، لأصبح أفضل من الوزير، وقانون الجامعة لا يسمح بطردي مهما كنت متأخرا. يصمت جميع الطلبة وتنظر ليلى لهذا الطالب بإعجاب.
يسأله الأستاذ:"ما سبب تأخرك وما اسمك؟
- اسمي علّان، سبب تأخري يخصني؟.
غضب الأستاذ وقال:
حسنا، تابع المحاضرة، لكنك ستضطر لتسجيل المساق مرة أخرى، مؤكد أنك لم تتأخر وأنت تصنع مصل للانفلونزا الكورونا.
انتبهت ليلى لهذا الشاب الذي أثار إعجابها بجرأته، تريد أن تجذبه إليها، ولكن كيف؟ تنتهي المحاضرة، تخرج ليلى وتقف بجوار الباب، يخرج علان ولا يلتفت لها أو لغيرها، تبعته وقالت له:
أعتذر عن الضحك عند قدومك متأخرا.
ردّ عليها ببرود: حقا لم أنتبه لذلك، يسرع في خطواته ويعقبها خلفه مصدومة حائرة.
تمر الأيام وينتشر الذعر في كل مكان بعد أنباء انتشار فايروس كورونا الخطير، وتبدأ المحاضرات والنقاشات بين الطلاب وسائقي "التاكسي" ومحلات الملابس والجارات، كل يتناقل الاخبار وينقاشها، منهم من يقول إنه من طعام الصينين، والبعض يقول إنه عقاب من ربّ العالمين، وآخرون يقولون إنه مصنع وأنها حرب بيولوجية، يوصى الجميع بلبس الكمامات وغسل الأيدي وأخذ الحيطة والحذر قدر الإمكان، حتى أن التقبيل صار ممنوعا! أعلنت الجامعة عن ندوة حول الفايروس، حضرها كثيرون من بينهم ليلى، وكان المحاضر الطالب علّان، بعد أن انتهت الندوة قالت ليلي:
أود أن أسألك بعض الأسئلة عن المرض.
رد بالإيجاب، ولكن بشرط تغيير المكان، يذهبان إلى حديقة الجامعة، هناك ويبدأان بالحديث، يبدي إعجابه بوعي ليلى؟، اتفقا على اللقاء مرة تلو الأخرى، تمر الأيام وتزداد الوفيات وحالات الإصابة بالفيروس، ويزداد الخوف، في إحدى اللقاءات قال لها علان:
أنت أخطر من كورونا، أنت تنتشرين بجسدي، تسيطرين على قلبي وتزيدين أنفاسي، أنا أحبك.
ردّت ليلى بالإيجاب وهي تحضنه وتقترب لتقبله، فيبعدها ويقول ضاحكا:
كورونا كانت في الفصل الدّراسيّ الأخير، توجه لخطبتها، فرفضت عائلتها معللة أن هناك من هو أفضل من هذا الشاب، فهو غير مناسب، فلا شيء معه سوى شهادة جامعية، لا وظيفة ولا مال.
تصر ليلى قائلة: إن لم أتزوجه فلن أتزوج غيره.
يغيب الحبيبان وينقطعان عن بعضهما بسبب حجر أهل ليلى عليها خوفا من تفشي الحب، تبدأ ليلى بالصراخ بأن رأسها يؤلمها، وأنها تعاني ضيقا بالتنفس، تشعر بأنها ستنفجر من الحرارة، يهرع أهلها بها إلى المشفى، خائفين من ذاك الفيروس.
يقول الطبيب أن حرارتها عادية، ولا شيء معها، وقمنا بالفحوصات وبإمكانكم إخراجها، تذهب العائلة إلى الغرفة؛ ليجدوها هربت من هناك، تصل ليلى إلى بيت علان، تطرقه عدة مرات ولا مجيب.
ردّ أحد الجيران ضاحكا: ذهب صاحب المنزل إلى الموت وهو عائد اليوم من السفر.
- ماذا تقصد؟ سألت ليلى.
التفتت لترى علان خلفها، تحتضنه بقوة وتقبله بشدة، فيصرخ الجار كورونا حب في زمن الكورونا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي