الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الحياة

زينب محمد عبد الرحيم
كاتبة وباحثة

(Zeinab Mohamed Abdelreheem)

2020 / 3 / 3
حقوق الانسان


الحياة منحة إلهيه لكل المخلوقات على سطح الأرض ، الممهد أصلا للحياة ، ولكن حق الحياة لابد و ان يأخذ شكلا آخر مع تطور الجنس البشري و إعلانه العصيان والتمرد والعصيان على كل الثوابت ، فنضع ونسن القوانين لحماية حياة البشر ولكن عندما نجد ان عقوبة إزهاق الروح أو القتل ،تقابل بالإعدام فهذا في نظري لا يختلف كثيرا عن أخذ الثأر كما يحدث في الفكر القبلي الذي لا يعترف بسيادة القانون ، بل يعتمد على قانون وعرف الجماعة أو القبيلة ، فالإعدام ليس حل أو عقوبة بل هو انتهاك لحق الإنسان في الحياة بيد إنسان آخر تحت سلطة القانون ، فعقوبة الإعدام تمثل جريمة ولكن بشكل قانوني .
وما هو حق الوعي
الشعب الواعي يصعب حكمة ، الشعب الذي يعرف حقا حقوقه وواجباته يصعب تضليله تحت أية شعارات دينية ، سياسية ،عاطفية ،أسطورية فالوعي يوقظ العقل ومن ثم تخمد العواطف التي من شأنها اىوقوع تحت أي مؤثر أو مخدر سواء سلطوي أو حتى باسم القيم الدينية فالوعي يعني إعمال العقل وأن يتحول الإنسان من متلقي ، إلى باحث عن الحقيقة النسبية التي يمكن أن تتغير وتتطور أو حتى يثبت عكسها فالوعي يتسم بالعقلانية ، والمرونة والتفتح وقبول كل الأفكار ثم نتأمل ثم نعرف ثم نصدق ثم نشك من جديد وهكذا صيرورة الديالكتيك والفكر المنطقي الذي يبدع عندما يرى التناقضات .
" الحق " عند السماع و التأمل - الذى أعتبره فريضة على كل عاقل - لكلمة "الحق" فنستنتج إنها كلمة جامعة لمعاني و مفاهيم كثيرة ، و عند اختياري لمناقشة مفهوم الحق ... كان المنطلق الأول هو تساؤل لماذا لا نرسخ مفهوم الحق في التنشئة الأولى للأطفال ?! ولكنى بعد ذلك استنتجت قلة استخدام الحق على أنه قيمة أخلاقية للأطفال في المراحل العمرية المبكرة ، وذلك لما تحتويه كلمة "الحق" داخلها على معانى و مفاهيم عديدة لا تقتصر في معناها كونها ضد الباطل ولكنها كلمة ذات بعد فلسفي عميق ، فيمكن أن نفهم "الحق" على أنه ما نبحث عنه من حقوق كالحرية و الكرامة و غيرها من الحقوق التي نسعى باستماته لتحقيقها .
ما هو الحق الطبيعي ?!
للفلسفة دائما نظرة و رؤية لا يمكن أن نغفلها نذكر على سبيل المثال رؤية تحت مسمى الحق الطبيعي ، فالحق الطبيعي لدى سبينوزا هو الحرية و الحق هو ان يفكر الأنسان كيفما يشاء
أي إن الحق في نظره مجموعة من الحقوق يستمدها الأنسان سواء من الطبيعة أو من خلال بعض الحقوق الوضعية المتفق عليها بين الشعب و الدولة ، حيث يرى سبينوزا إن الدولة تمارس السلطة بواسطة الحق و القانون (غاية الدولة)
و يرى سبينوزا إن الإنسان في حالته الطبيعية يعيش تحت وطأة الصراع من أجل البقاء حيث ينعدم الأمن و السلم و عندما يجور القوى على حق الضعيف الذى لا يقوى على المواجهة من هنا لزم على الافراد أن يؤسسوا لمجتمع سياسي يسهر على حفظ بقائهم و حماية مصالحهم بناء على تعاقد عقلي و إرادي ، فالحق الطبيعي يستمد أساسه من القوة .
الحق من منظور شعبي
ثم تتجلى حكمة الجماعة الشعبية في
(أقول الحق لو على رقبتي ) و تحسم الخطاب الجدلي الطبقي و الأزلي ، من خلال هذه الجملة البليغة الموجزة و الفلسفية بالضرورة و التي يخشى على قولها الكثيرين من أصحاب النظرة الاستعلائية ، و سنعرف جيدا لماذا يخشون قولها بعدما نقرأ هذه الجملة المأثورة الحكيمة قراءة واعية ثقافيا واجتماعيا و اقتصاديا حينها فقط ربما نفهم ويفهمون حكمة الشعب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة