الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بغدادنا وأربيلنا

امين يونس

2020 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


بغداد
الفرقُ بينَ كُل المًظاهرات والإحتجاجات وحتى الإنتفاضات والثورات السابقة في العراق ، وبين حِراك إكتوبر 2019 وما رافقهُ من إعتصامات مُستمرة لحد اليوم ، هو :
ـ السابقة كانتْ تجري ب " نَفَسٍ قصير " أي ليومٍ أو يومَين أو إسبوع على أقصى تقدير ، وعلى الأغلب تجري الفعاليات في النهار فقط ، وينسحب المتظاهرون والمحتجون مساءاً . بينما الحالية ولا سيما بعد 25/10/2019 ، فأنها تحولتْ إلى " إعتصامات " وتواجُد دائمي في الساحات ، بِكُل ما يتطلب ذلك من جهود لوجستية وترتيبات لإدامة الحِراك المُستمر منذ أكثر من أربعة أشهُر .
ـ السابقة كانتْ بمُبادرة من أحزاب أو نقابات مهنية ، في أغلبها يسارية أو قومية ، فتُحّشِد أتباعها وفق خطةٍ موضوعةٍ سَلَفاً ، وترفع شعارات وربما تُرشِد المتظاهرين بكيفية مجابهة الشرطة أو طُرق الإنسحاب .. ثم تقوم هذه التنظيمات السياسية المتبنية للإحتجاجات ، بإصدار بيانات ومطالب . أمّا الحالية ، فأنها بدأتْ عفوية وبلا رعاية حزبية ولا تبنيٍ من أي جهة ولا قيادات أو رموز ، ثم إمتدتْ وإستطالتْ متجاوزةً لكل الأحزاب الموجودة على الساحة .
ـ السابقة كانتْ في أغلبها ل " بالغين " وكان تواجُد النساء والفتيات نادراً ومحدوداً . بينما الحالية يطغى عليها التواجُد الكثيف للشباب الصِغار في السِن ، وكذلك مُشارَكة فاعلة للمرأة .
ـ السابقة كانتْ جغرافيتها متوزعة على مساحة الوطن تقريباً . بينما الحالية تقتصر على الجنوب والوسط مع إحتفاظ بغداد بمكانتها المتميزة سياسياً وسكانياً . السابقة كان إشتراك الكُرد والسُنة عموماً والأقليات الدينية والقومية ، بارزاً ضمن مُؤيدي الأحزاب اليسارية التي كانتْ تتبنى المظاهرات والإحتجاجات على الأغلب ، بينما الحالية ، يغلب عليها الطابع " الشيعي " سواء في بغداد او المحافظات الجنوبية [ رغم ان الشعارات المرفوعة إرتقتْ إلى مُستويات عابرة للطائفية والدين والقومية ] .
ـ لحد اللحظة الراهنة ، فأن الحِراك الجماهيري ، إستطاعَ الصمود في وجه كُل الهجمات الخبيثة المتنوعة التي قامتْ بها السُلطة بأحزابها المتنفذة وميليشياتها المجرمة التي إقترفتْ مذابح بحق الشباب المنتفض . وما فشل المرشَح لتشكيل الحكومة " محمد توفيق علاوي " مؤخراً ، إلّا مُؤشر على قوّة الحراك الثوري .
ـ بعيداً عن الفذلكة ، أن الوضع في بغداد يتلخص في ما يلي : حكومة فاشلة بكل معنى الكلمة وهي إمتداد لكل الحكومات الفاسدة المحاصصاتية منذ 2004 ولغاية الآن ، بكل أحزابها الإسلامية الشيعية والسنية والقومية العربية والكردية ، من جهة … والحراك الثوري في بغداد والمحافظات الجنوبية والوسطى ، الرافض للفساد المستشري ، الرافض للمحاصصة اللعينة ، الرافض لمجلس النواب الخائن الفاسد ، الرافض لسطوة الميليشيات ، الرافض لإرتهان السيادة الوطنية لإيران والخليج وتركيا وأمريكا ، الباحث عن وطنٍ مُشّرِف وكرامةٍ إنسانيةٍ .
…………….
أربيل
* حتى خطورة وباء كورونا ، لم تستطع التغطية على فشل الحكومة في تنفيذ " إصلاحاتها " التي دّوختنا بها طيلة الأشهُر الماضية . فلا إستقامتْ العلاقة مع الحكومة الإتحادية في بغداد ، ولا تمتْ محاسبة الفاسدين في الأقليم .
* " المعجزة " التي تبجح بها إعلام الأحزاب الحاكمة ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني ، والمتمثلة في إنتاج وتصدير النفط [ أكثر من ليبيا التي لها سواحل طويلة على البحر ] بينما الأقليم مُحاصَر بحدود برية مع أطرافٍ غير صديقة ، ومع هذا نجح في ذلك ! . هذه " المعجزة " ليس لها آثار على الأرض في الواقع : فإعتماد الأقليم شُبه كلي على الإستيراد ، حتى في غذاءه / الصناعة والزراعة مُغيبة ومتراجعة / التعليم والصحة بائسان / الترهُل الإداري واضح للعيان والبيروقراطية متفشية / سيطرة الحزبَين الحاكمَين على كل مقدرات الأقليم الإقتصادية والتجارية / فشل الحكومة في تأمين الرواتب في وقتها المحدَد / مئات آلاف الفقراء في الأقليم .
* لماذا كُل هذه الطوابير الطويلة من سيارات الحماية للرؤساء والوزراء والمسؤولين الكبار ؟ مِمَنْ يخافون ، حتى يرافقهم كل هؤلاء المدججون بالسلاح ؟ رئيس الجمهورية الجزائرية الحالي / عبد المجيد تبون ، أصدر أمراً مُلزماً للوزراء والمسؤولين ، بأن يذهبوا في زياراتهم الرسمية للفروع والدوائر ، بسيارةٍ واحدة بدون حمايات ولا مُرافقين ، إقتصاداً في النفقات وتعوداً على التواضُع ! . فلماذا لا نفعل نحنُ في الأقليم ؟ لماذا مئات الحمايات لرؤساء الأحزاب المتنفذة على حساب الميزانية العامة ؟ ثم لماذا التقاعدات الضخمة للنواب .. أليسَ ذلك مُخجلاً ؟ هل هكذا يمثلون الشعب ؟ هذه التخصيصات الضخمة لل " بيشمركة " و " الأسايش " و " الشرطة " التي هي أضعاف أضعاف ميزانية التعليم والصحة ، لماذا ؟ طبعاً إذا كان آلاف البيشمركة والشرطة حمايات للرؤساء ورؤساء الأحزاب المتنفذة والمسؤولين والوزراء … إلخ .. طبعاً إذا كان آلاف البيشمركة والشرطة خدم وحشم وسواق في قصور ومنتجعات المسؤولين .. طبعاً إذا كان آلاف غيرهم فضائيين وبنديواريين .
* بعيداً عن الفذلكة ، فأن الوضع في أقليم كردستان يتلخص في : حكومة عاجزة لحد الآن في تفعيل إصلاحات جذرية / لا زالتْ علامات " الإدارتَين " واضحة في كثير من المفاصل / البيشمركة والأسايش غير موحدتَين في الواقع / الهدر والفساد مستشرٍ / البطالة ولا سيما عند الشباب منتشرة / برلمان ضعيف وغير فعال وعاجز عن تفعيل دوره الرقابي والتشريعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل