الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن بحاجة لمؤتمر اخر ؟

رياض العطار

2006 / 6 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من بديهيات الامور وجود خلافات فكرية بين الاحزاب السياسية , و مثل هذا ينطبق على كل المذاهب و منها
الاسلامية , حيث وصلت هذه الخلافات في بعض الفترات من التأريخ ان يقوم احد المذاهب بتكفير الاخر.
في العراق تقوم مجموعات التكفيريين ( القاعدة, انصار الاسلام ...) بتكفير الشيعة و بث السموم لاشعال فتيل حرب طائفية و قومية بين الشيعة و السنة و بين العرب و الاكراد و بين الاكراد و التركمان ...
و نحمد الله ان مثل هذه المحاولات قد بائت بالفشل , و ذلك بوعي القيادات السياسية و المراجع الدينية ...
و في هذا السياق يؤكد التأريخ لنا ان هناك مؤتمرات قد عقدت لردم الخلافات بين الشيعة و السنة
و منها مؤتمر النجف الذي عقد سنه 1743 و نستطيع ان نستعير ما قاله احد المؤرخين حول هذا المؤتمر : رغم اهميتة الرمزية و الاعتبارية دينيا و اجتماعيا , يبقى مؤتمر النجف مغمورا بالنسبة للغالبية العظمى من
العرب و المسلمين . و يعود عقد هذا المؤتمر الى مبادرة من ( نادر شاه ) الذي قرر بعد استقراره في النجف تقريب وجهات النظر بين المدرستين الشيعية و السنية في الاسلام . وقد جلب معه من ايران سبعين عالما شيعيا و سبعه علماء من تركستان و سبعة من افغانستان . ثم استدعى من كربلاء السيد نصر الدين
الحائري الذي كان انذاك كبير مجتهدي الشيعة في العراق . و ارسل الى احمد خان باشا يرجوه ان يبعث من قبله احد كبار العلماء السنه فارسل اليه الشيخ عبد الله السويدي .و قد توجه السويدي الى النجف في 11 ديسمبر - كانون الاول سنه 1743 و جرى افتتاح المؤتمر اثر وصوله و قد قال نادر شاه في الافتتاح :
ان في مملكتة فرقتان يكفر بعضها بعضا و قد ان الاوان لرفع المكفرات .
و بعد محاولات طويلة تناولت قضايا الدين و التاريخ , اجتمع علماء الطائفتين و كتبوا محضرا
يشتمل على خمس مواد :
1 - بما ان اهل ايران عدلوا عن العقائد السالفة و نكلوا عن الرفض و السب و قبلوا المذهب الجعفري , فالمأمول من القضاة و العلماء الاذعان و جعله خامس المذاهب .
2 - بالنسبه للاركان الاربعة من الكعبة التي تتعلق بالمذاهب الاربعة يشارك المذهب الجعفري في الركن الشامي بعد فراغ الامام الراتب فيه من الصلاة .
3 - في كل سنه يعين من حكومة ايران امير للحج الايراني .
4 - فك الاسرى من الجانبين و منع وقوع التحقير عليهم .
5 - يعين وكيلان في الدولتين في مقر السلطتين لاجل القيام بمصالح المملكتين و بذلك ترتفع الاختلافات
الصورية و المعنوية و قد اقر الحضور بالخلفاء الراشدين الاربعة على الترتيب و اهمية دورجعفر
الصادق و سجلت شهادة لاهل السنة يقولون فيها بصحة عقيده الامة الايرانية جاء فيها: الاختلاف
مع اهل هذه العقيدة في بعض الفروع غير مناف و لا مغاير للاسلام , و اصحابها من اهل الاسلام
و يحرم على الفريقين المسلمين من امة محمد ( ص ) قتل واحد منهم الاخر و نهبه و اسره و هم اخوان في الدين
و قد تبع توقيع الاتفاق احتفالات شعبية كبيره و لاقى ترحيبا يشير اليه المؤرخون عند عامة الناس
رغم العقبات التي واجهها تطبيقه و وجود اعداء له .
لقد ارخ الشيخ عبد الله السويدي لاحداث المؤتمر في كتابه المعنون : ( الحجج القطعية لاتفاق الفرق الاسلامية ) الذي طبع عده مرات في القاهرة و ترجم لعدة لغات.
و اخيرا , في العراق و منذ سقوط نظام صدام حسين يحاول التكفيريون و بقايا النظام البائد باشعال حرب طائفية بين السنة و الشيعة و لكن وعي الطرفين قد افشل هذه المحاولات لحد الان ( تفجير مرقد الامامين العسكريين هو احد هذه المحاولات ) .
ان حاجة العراق الان الى مؤتمرمثل مؤتمر النجف لتصفية كل الخلافات و تحريم قتل او نهب او اسر اوايذاء او تهجير او خطف ... اي مسلم او غير مسلم في العراق . فهل يبادر الحكماء من كل الاطراف بذلك ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال