الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يفهم الوضع في العراق يفهم كل شئ … !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 3 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


المثل القائل : ( كُثرة الطباخين تُفسد الطعام ) ينطبق بالحرف والقياس على الوضع المؤلم في العراق … فالعراق اليوم تحكمه عدة ارادات مشوهه لا يجمعها شئ الا التنافر والمصالح الذاتية والحزبية ، اما الوطن والشعب فهما هوامش في آخر السطر ! الكل يفرض نفسه أمراً واقعا ليحدد مصير شعب باكمله حسب فهمه القاصر ، والاجندة المستوردة التي يتبناها دون اهتمام ومراعاة لملايين الناس الذين خرجوا … رافضين اي وصاية مهما كان نوعها او شكلها عليهم .
ما معنى ان يهدد فصيل مسلح بحرق العراق !! ما علاقة البلد والناس بخصوماتكم الشخصية ؟ اذا كانت عندكم خصومة او شر النوايا مع بعضكم البعض او مع جهات دولية اخرى حتى … لم لا تصفوها خارج هذا البلد المبتلى بهكذا مصائب … وهل العراق عزبة عند هذا او ذاك لتحرقوه ساعة الغضب ، او ساعة النشوة ؟
اصبح العراق كنعجة ضالة بين مخالب ذئاب جائعة … يتناوبون على نهشها دون رحمة ، والكل يبحث عن لحمة الكتف !! لقد مللنا هذه العنتريات الفارغة التي اشبعنا منها حد التخمة النظام الساقط فلسنا بحاجة الى المزيد !
قل لي ماذا جنى النظام السابق من سياسة القوة والرعب ؟ لقد تجاوز الزمن هذه السياسة واصبحت موديل قديم … تغير الحال وتغيرت الدنيا ، وبدءت الناس تنشد الحرية والعدل والسلام ، والعيش الرغيد ومن لا يزال على المفاهيم القديمة فليراجع نفسه ليعود سريعاً الى دورة الحياة ، وينظم الى المجموع قبل ان يتجاوزه القطار ، ويضطر الى تكملة المشوار وحيدا وسيراً على الاقدام !
مشكلة السياسة الجديدة في العراق ان الكتل تنظر الى الحرية والديمقراطية على انها خلاف واختلاف فقط حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة الشعب والوطن … فاذا اتفق الشيعة والكرد على امر ما رفضه السنة واذا اتفق بمعجزة السنة والشيعة رفضه الكرد … هذا من ناحية الكتل ، اما الشيعة فهم حكاية خاصة لوحدهم فالخلاف بين الكتل الشيعية الشيعية اصبح ندرة الشارع السياسي … لا ولم يحدث بينهم اجماع في امر ما ابدا ، الا اللهم في امر واحد فقط يتفقون عليه جميعاً دون نشوز ، وتشاركهم فيه بقية الكتل … سرقة خيرات البلد ، والا قل لي اين اكثر من نصف ترليون دولار من الاموال المنهوبة ، والتي لو توفرت لقلبت العراق على البطانة ؟!
شعب كامل بملايينه يعيش الخوف والقلق وعدم الاستقرار لان هذا أو ذاك يريد فرض رأيه وفهمه للحياة على الآخرين ليقود الناس إلى طريق اخر اسمه الضياع ! لقد ملت الناس وطفح الكيل … نريد استقرار وسلام لنبني بلداً على اسس صحيحة ليعيش ابنائنا واحفادنا بامن وامان ، ويتمتعون كلهم بخيرات بلدهم الوفيرة التي تحسدنا عليها شعوب كثيرة .
لا يمكن ان يقبل الناس بان يتحولوا من نظام استبدادي الى آخر بماركات مختلفة والجوهر واحد … وقد يصمت الناس قهراً ، ولكن قيامهم إنذاراً بعاصفة هوجاء تقتلع كل شئ والتاريخ القريب شاهد !
اخيرا :
( علينا أن نتعلم العيش معاً كإخوة ، أو الفناء معاً كأغبياء . ) مارتن لوثر كنگ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات