الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا اكتب اذن أنا موجود … ؟ ( مجرد خاطرة )

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 3 / 4
الادب والفن


لا اكتب لشراء او استجداء العواطف والاعجاب ، وانما لرغبة مسيطرة عليَّ لا استطيع الخلاص منها ، ولا حتى تطويعها فهي تجري في نفسي وجسدي مجرى الدم في العروق … انجذب دوما اليها وتنجذب الي كما تنجذب الفراشة للنور ، وتشعرني باني مازلت حيا !
الكتابة ورم حميد بحاجة الى وخزة لتُحدث جريانا اشبه بجريان الساقية المردومة ! وبعدها تستشعر الراحة والسلام ، وكأنك سمحت لحلم من احلامك ان يتسلل الى عالم الحقيقة ، ويصل الى مستقره في وعي الناس ، وله في ذلك الرفض والاستهجان والقبول … لا يهم !
كنتُ دوما متكورا على ذاتي اكتب لنفسي ، واملءُ كراريسي بخواطر اداعب فيها خيالاتي وآمالي هارباً من مخالب الواقع ، والغوص في جذور الذكرى والذكريات حتى اصابني الملل والسأم لابتعادي عن البقية الباقية من ادميتي التي تلزمني ان اكون كما انا … انسان دون زيادة ولا نقصان ، وان اعيش مع اشباهي من البشر … فالانسان مهما تقوقع فلابد ان يعود الى اصله حيواناً اجتماعياً لا يصلح له الا الاندماج والحياة الاجتماعية … كالقرد لا يحتمل الابتعاد عن مجتمع القرود !
لا احب الالقاب التي يطلقها البعض على انفسهم باستحقاق او دونه ( مفكر ، باحث ، مثقف ، فيلسوف … ) وافضل ان تاتي من الاخرين ليكون مذاقها اطيب واثرها اروع !
اكتب في الهم الانساني العام ، وكل الهزات العنيفة في حياة البشر … وما اكثرها ! … قد تبكيني دمعة طفل غالية ، وتؤلمني انحناءة شيخ عجوز او انكسار امراة فقدت عزيزاً ، وقد تجدني خاليا من اي تعبير كوجه سمكة !
يتصور البعض ومنهم انا قبل ممارسة هذه الرياضة العقلية والروحية بانها مهمة سهلة ، ومقدور عليها ما زالت خزانة الايام والسنين والاحزان ممتلئة بالمعلومات والثقافة والتجارب حصيلة عمر طويل من المطالعة ، ومتابعة كل ما هو مفيد ومغذي للعقل والروح !
لكن عندما جد الجد ووجدت نفسي ممسكاً بالقلم ، وامام الورقة وكأني امام محكمة التفتيش خائفاً ! سرح عقلي بعيدا تلطمه الحيرة : ماذا يمكن ان اكتب ، واي المواضيع اختار ؟ فهي كثيرة بعدد اهتماماتي ، هل اكتب في التاريخ ام الدين ام السياسة ام ام … لم يتحرك قلمي مقدار شعرة بالرغم من موجة الحماس التي ارتفعت بي درجة بل درجات …
شعرت بالاحباط والخجل من حماستي الاولى قبل هذا الحال ، واحسست بان جدارا يرتفع امامي ليحجب عني احلامي ! فكرت ان اتراجع واكتفي بالقراءة وشجعني من شجعني ونصحني من نصحني ، واقنعتهم أخيراً أن من العبث ان تناقش عاشقاً في عشقه !
وبعد مقالتي الاولى اجتاحتني عاطفة ثرية بالفرح ، وكأني امتلكت خاتم سليمان ، ودبت فيَّ نسمات من عزيمة واقدام … وتضخم الحلم عندي فانتج احلاما ، وقلت هذا اول الغيث قطرة ثم ينهمر ، وهكذا كان … وكان المسير في طريق طويل تنقطع دونه الانفاس مخمورا باسمى الامال واحلاها … ما اطوله !! … ما اشقاه !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?