الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهبوط الرهيب

بديع الآلوسي

2020 / 3 / 4
الادب والفن


قال ايبيه ايل ( أمين معبد الألهة إنانا ) : أذا كان الجحيم دار قرار فلماذا ايتها العظيمة هذا الانتظار / ذات مساء ، انزلوني الى القاع بلا اي جلجلة / ايتها الخالدة ، الجحيم لا يتسع الى روحي ، والنار لا تلتهم جسدي ، لكن ضوءا ً قرمزيا ً صار يخطف بصري / مذعورا ً من الافاعي المفترسة ‘ مبهورا ً من عودة المادة الى عناصر العدم الاولى / هكذا سقط قلبي في براثن السحر الأسود ، في ذا الحجيم الذي لا يعرف الحياد ، ومثل خاطرة عجيبة كانت الحمم تخترقنا كالنجوم / اصدقائي الملحدون ، ملعونون في الدرك الأسفل / يستدرجون المعنى الى ما هو ابدي / في الباحة الخارجية للجحيم ، كنا نتسكع ، لا من شجرة نتأملها ، ولا مستقبل او نصيب يوقف ذرف الدموع / كنا مستغرقين في سؤال صغير كحبه اللوز : هل كتب علينا العقاب قبل ان نخلق في الارحام ؟؟ ، وظل العذاب يطاردنا كهلوسات بلهاء .
**********************************
في زمن جهنمي ، في زمن ما عادت تقبل المغفرة فيه / أنزل بجسدي مثقلا ً بالأغلال / تركوني اتوجع وحدي بعد ان هبطوا بي الى مرتبة اخفض ، في هذا الجحيم الجديد ، رأيت عشتار المسكينة ، فاصابني الذهول ، رأيتها تجلس القرفصاء كراهبة او ساحرة / قلت : ليس من بشارة تليق بنا / وصار كل مساء ، تنطلق الموسيقى الجنائزية الموحشه ، لا تتركنا ننام / تُصحر قلوبنا من الحب / وتغرقنا بالهذيانات / وقبل ان تهبط علينا بخور الموت ، تقتلعنا ريح لا توصف / قالت عشتار : وماذا بعد هذا العذاب ؟ / قلت : سينتهي هذا الهلاك / ما عاد للخوف من معنى / لكن الموجع اننا رأينا كل شياطين بابل يزفرون في الجمر / كل شيء اشبه بحلم / باشباح بلا ارواح / لكن ليس منا من يجرء ان يقول : ايتها الآلهة العظيمة ما الجدوى ، ما الحكمة من هذا الكابوس الغامض ؟ / ظننا ان إنانا الخالدة تعرف المعنى والجوهر / هي ترى شريط التعذيب وتدرك متى يجب ان يتوقف ….

*************************
ننظر الى عيون أنانا التي لا تريدنا ان نموت ، تريدنا ان ننضج فقط ، وان نخرج من هذه المهزلة متسائلين : ما الحدود الفاصلة للخلود / بعد ان حَكمَنا سوء الطالع ، والحزن المبهم ، في لحظة قدرية حُكم علينا وانتهى الأمر / هل كل ذلك لأننا حلمنا بغراميات لا تنسجم والوصايا / كذلك عقابنا الغريب ، لم يكن سوى بسبب شجار بين الألهة / وتتداخل التجربة على خرائط الشقاء ، وتتقاطع دروب العدم المليء بالاسرار / يا لها من رحلة تحمل الخطيئة والنزول والاكتشاف والعزاء.. سلاما ً لكم ، يا جيراننا في جنة الخلود / نتمنى لكم الهناء الموعود / وندعوا لكم بطيب الأقامة ، في وجود ابدي كعرس الملوك / في ذروة لذة بلا حدود ….








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا