الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمع مدنى بلا دور فعّال للمرأة لا يرتقي .. الى تحقيق آمال المشاركة والمساواة مع الرجل ..

عصام محمد جميل مروة

2020 / 3 / 5
ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي.


منذُ سنوات ماضية بعد ثورات ربيعية في العالم العربي تمكنت المرأة من تحقيق إنجازات ومكاسب بعضاً من آمالها حيثُ حجزت مراكزاً مهمة نتيجة نضالها الدائم والدؤوب. مما حذا بها الى تبوء مناصب ووظائف متقدمة في المجتمع في كل دول الربيع العربي..
حصلت على الوزارة في لبنان والعراق ومصر وتمكنت من المنافسة على الرئاسة في تونس والجزائر . كما انها لم تترك الميادين والساحات في اليمن والسودان والشمال الأفريقي . وصولاً الى منحها الثقة العمياء في دول كانت لا ترى في المرأة إلا إنزوائها في منزلها وتدبير الأمور العادية كالتربية وسواها. لكنها لاقت مكانًا حتى في السفارات لدولها وكانت بمثابة الإنتقال التاريخي لها بعد عناء أزلي وتجاوز أدوارها ..
تٰطِلُ وتُهِلُ علينا ذكرى قل ما تدلُ عن الإهتمام بها من قبل الأعلام الدولىى والاقليمى والعربي .تلك المناسبة السعيدة وإن أتت متأخرة .بعد القرار التاريخي في "الثامن من شهر آذار سنة 1977 "أصدرت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية للإنسان يوماً عالمياً للمرأة نتيجة التضحيات والقهر التي تتعرض لها ،كائنُ يجب معاقبتهِ ووضعهِ دائماً تحت المجهر والمراقبة والنظرة الدونية، وتحميلهِا ضغوطات لا طاقة للرجل على ان يكون ذو صدر منشرح في تحمل الأعباء،ما بالك في الطعن ""بكرامة ومس الحرية الشخصية لحركة وملاحقة قضايا الشرف وغسل العار المزيف الذي تُزجُ بهِ النساء التائهات والمنهكات والسير بين ألغام النجاح والفشل الذي يتهمها المجتمع ويجعل منها دائماً الخاصرة الرخوة ""؟ .حيث من المفروض ان تتهيئ المرأة وتتجهز لكى تُظهرُ ما لديها من إمكانيات قد تستطيع القيام بواجبها من ناحية، وفرض شخصيتها على المجتمع في إثبات أحقية حقها في تبوأ دورها بجدارة داخل المجتمع وعلى كافة الأصعدة وفِي كل الأصقاع.
لكن المعترك الواقعي الذي تبذلهُ المرأة منذ القدم من تضحيات جسيمة وأفعال عظيمة تحملُ القيم وكافة الرقة ومنح الشعور والإحساس بالأمان للطرف الاخر.
لعلها المرأة تُصبحُ مغدورة في بلاد كثيرة تُعانى من الفساد الإجتماعي والمدنى حتى الوعود التى تُغدق عليها لنقلها من تقييد حريتها الى منحها آمال لا مكان ووجود لها إلا في الخيال ، لكى تتماشى مع إلحاقها نتيجة للحاجة لها وليس لمقدرتها وقد تتجاوز الرجل في امكنة لا حصر لها؟
لكن الصراع المرعب تخوضهُ المرأة في المحاولات من اجل العمل للحرية الكاملة في المشاركة المكلفة في مجالات كافة ما زالت تحتاج الى تضامن اكبر .
لكننا لو عددنا المزايا الإنسانية التي من الصعب ان نتجاوزها في ظل ظروف قاهرة أقوى مما نعطيه للمرأة .فسوف نجدها تتحمل الكفاح والنضال والعمل والمثابرة بلا كلل وبلا تأفف!
المرأة اولاً والدة، وأم، وزوجة، واخت ،وجدة ،وإبنة ،ورفيقة العمر، والحبيبة ،والعشيقة ،بكل المعاني التي تُبديها نتيجة الحنان ؟
كذلك المرأة تتصدر المناصب الكبرى وتقود بجدارة إذا ما فُسِحَ المجال دون اعاقةً أمامها وحضورها في الندوات الدولية الكبرى ،ومنافستها للرأسة في امريكا، وفرنسا ،ودوّل غربية، وأوروبية كبرى ،مكنها من الثقة التامة بإنجازاتها في المجتمعات المدنية والوقوف في وجه إلغاء وأقصاء دورها تحت شعارات الديموقراطية!
بعد مرور واحدُ وأربعون عاماً ها هي تُؤكدُ وتُثبتُ النساء بإنهن جديرات بما يقمن بهِ في تحمل المسئوليات الجسام وبكل جسارة وبطولة لا سيما في صفوف المقاومة ليس خلف الرجل بل في مقدمة المتاريس وفِي الجبهات الساخنة وحمل السلاح والدفاع عن الوطن ،في إشارةً الى الجيش الكردي الذي يضم الألاف من النساء "الأزيديات "المتطوعات اللائي سطرن مؤخراً عنفواناً يحمل علامات ودلالات تستدعى الوقوف إجلالاً لها!
بعد تعرضهن للإغتصاب الجماعي من قِبل مجموعات كالكلاب المسعورة جائعة ترى في "المرأة متعةً" لا اكثر من كونها إنسان؟
وكذلك لم تغب المرأة عن الساحات والميادين والمواقع الساخنة على ارض فلسطين وهناك الألاف من السيدات والمعتقلات يقضين احكاماً طويلة وهناك من يلدن في السجون الصهيونية برغم الأسر .
"وشقراء السجون " الصبية عهد التميمي "قد أذهلت العالم اجمع من دهشة الإصرار على صفع الجندى الأسرائيلي اثناء النزول الى الشارع في مظاهرات ضد الإحتلال!
كما لن تغيبُ عن ناظرينا المرأة اللبنانية في دورها الممييز اثناء قيامها بعمليات فدائية وبطولية والإنضمام الى "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية "وسُجِنّ وأُعتقِلنّ وأُستشهِدنّ دفاعاً عن حرية وكرامة لبنان،ولن ينتهي دور المرأة اللبنانية عند هذا الحد بل طرحت نفسها مرشحة للإنتخابات النيابية اللبنانية "الحامية الوطيس "اليوم في وجه المحادل والمحاصصات والآفات "الذكورية" ؟
كما لا يسعنا إلا ان نقدم الأجلال لدور اللاجئات السوريات اللواتي يُعانين من مآسي لم تعرفها البشرية من قبل في سكن الخيام والمخيمات المتنقلة والتي ليس فيها اي نوع من الحياة المدنية،
والحديث عن المرأة العراقية طويل ولهُ عنوان الصبر والصمود والقوة طيلة فترة الأحكام الظلامية الدائمة والدامسة والدامية،
وللنساء المصريات بمئات الألاف تقفن في المحاكم الشرعية تنتظرن عطف الرجل في "النفقة " التي تُعلنها القضاة في غياب تام لمراعات حقوق "الزوجة المطلقة" مثلاً وحِرمانها من اقل مكسب مادي يُعينها على تحمل العيش الكريم!
لو عُدنا قليلاً الى الوراء فسوف نصطدم بأقبح الممارسات العنصرية والعرقية التي وقعت بها نساء افريقيا وشمالها ،في عدم إعطاء المجتمع الدولى اية اهمية لإختطاف البنات والنساء وبيعهم في "سوق النخاسة" والرقيق".وهذا ما يحصل في النيجر والصحراء الأفريقية الكبرى وإثيوبيا ودوّل القرن الأفريقي ودوّل جنوب امريكا اللاتينية!
عارُ علينا ان نرتدى ثوب المدنية ونُوهِمُ المرأة بإننا نعمل معاً دون تفرقة وتمييز!
في عيدُكِ فلنقف "نصف دقيقة" تأنيب ومحاسبة لضمائرُنا الحية في إعطاء ولو مؤخراً صكاً ناصعاً ابيضاً وأعتراف منا بإن" المساوات" مع المرأة هي أنبل شعائر البشر منذُ النشوء الاول للأنسان ..
عصام محمد جميل مروّة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل