الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أردوغان .. من تصفير المشاكل إلى خلقها وتفعيلها

جعفر المظفر

2020 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


في البداية كنت واحدا من المعجبين بما حققه الرئيس التركي من منجزات كبيرة, إقتصاديا على أقل تقدير, وزاد من تقديري لهذا الرجل خيبة الأمل الكبيرة في بإسلامنا السياسي, وعلى إختلاف مذاهبه في عموم المنطقة العربية, وبداية من تجارب الإخوان المسلمين المدمرة في مصر وليس نهاية بنظام العار في العراق.
في البداية أيضا فإن إنجازاته السياسية على الصعيد الداخلي والإقليمي كانت ناجحة جدا بحيث أنها أفلحت في بناء مفهوم سياسي بعنوان الأردوغانية التي صارت وقتها مفردة للتعريف بأوصاف الزعامة السياسية المتفوقة التي بإمكانها أن تنتشل العنقاء من تحت ركام الرماد.
كان نجاحه الداخلي والإقليمي السياسي, مثار الإعجاب, قد تأسس على مبدأ (تصفير) المشاكل الذي إستمد قوته من مبدأ الصلح مع الآخر.
لكن أردوغان سرعان ما إنفلت من سياسة تصفير المشاكل إلى سياسة خلقها وتفعيلها, متناسيا أن قدرة الصلح مع الآخر ستكون ناجحة إذا كانت صادقة, وأنها تشترط في البداية إصلاح الذات الخربة نفسها.
منظر المائة وثلاثين ألف مهاجر الذين حملهم أردوغان باللوريات والقوارب المطاطية وأهداهم إلى المجهول اليوناني أيقظت الكثير من المشاهد النمطية التاريخية المدمرة ليس أقلها متاجرة الصهيونية بقصة طرد اليهود من مصر على يد (الفرعون الكافر) وليس آخرها وضع مئات الألوف من العراقيين بأطفالهم وشيوخهم ونسائهم على الحدود بتهمة (التبعية) لإيران والطلب منهم البحث عن مصيرهم المجهول هناك, ومرورا أيضا بقصة لجوء المسلمين الأوائل إلى بلد الحاكم النجاشي المسيحي, الذي أواهم وأكرمهم ودافع عنهم بقوة.
بالمناسبة لماذا يفضل المسلمون الهجرة من بلد الحاكم المؤمن المسلم إلى بلد الكافر الأوروبي المسيحي .. لماذا ؟
أي إسلام ذلك الذي الذي يجسده الحاكم (المسلم) حينما يجعل من مآسي ذلك الحشد من البشر المسلمين أوراق ضغط ضد أوروبا (المسيحية).
يذكرني ذلك بقول الشيخ الإمام "محمد عبدة" بعد عودته من زيارته لإحدى دول الغرب : لقد رأيت إسلاما ولم أرَ مسلمين.
حتى في حدود التعليق على قصة الشيخ (محمد عبدة) فقد كنت كتبت قبل عقد من السنين أن الشيخ التنويري ربما لم يفلح في التعبير عن نواياه الطيبة التي كانت قد كشفت عن (سذاجة فكرية نائمة). لقد كان واقعا تحت تأثير فكرة أن لا أخلاقيات خارج ثقافة الإسلام, ناسيا أن هذا الغرب (الكافر) إعتمد على كم كبير من التراكم المعرفي والتجارب الإجتماعية والسياسية واالإقتصادية المحتدمة حتى وصل إلى حالة من التقدم الذي لم يكن مقدرا له أن يبدأ أو يستمر دون إنتصاره في معركته من أجل إقرار مبادئ دولة العلمانية السياسية.
منظر المائة وثلاثين ألف (مسلمون في غالبيتهم المطلقة) والذين راهنوا على إمكانية أن ينصفهم الحاكم المسلم أردوغان سرعان ما تحولوا على يد ذلك المسلم إلى أوراق ضغط على حكام أوروبا (الكافرين) من أجل إبتزازهم سياسيا هذه المرة.
تعال لنا يا سيدي الشيخ محمد عبدة, قم من ميتتك ولو للحظة, أو إبعث لنا برسالة من مكانك في الجنة, فربما تكون من موقعك هناك, ومن تفحصك لواقع تجارب الإسلام السياسي, ومنه الخمينية والأردوغانية على السواء,, قادرا على إعادة ترتيب قولتك الشهيرة, وقد يجعلك هذا تؤكد على أنك رأيت غربيين بثقافة وتحضر لم يكن مقدرا لهم الوصول إليها إلا من خلال ثورة على الذات المريضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشكله الاسلام
على سالم ( 2020 / 3 / 5 - 23:25 )
بات واضحا جدا ان الاسلام بشكل عام اصبح منفر وحديث العالم بأسره , انهم يتحدثوا كيف يهرب المسلمين من بلادهم الاسلاميه الاستبداديه الظالمه الى دول الغرب الكافر المنحل اخلاقيا والفاسد دينيا , لماذ هم لم يتجهوا مثلا الى السعوديه حاميه حمى الاسلام ومركزه , السعوديه لاتحب المسلمين لانها دوله عنصريه مجرمه تلقى القبض الى المسلمين وتضربهم وتذلهم وتسجنهم وتلعنهم وترحلهم , يعنى دول الغرب الكافر اثبتوا ان عندهم قلب وانسانيه ورحمه اكثر من معقل الاسلام والمسلمين جزيره العرب الكؤود العنصريه الساديه الحاقده

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات