الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة اللاجئين وأحلام اردوغان

صادق جبار حسين

2020 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


فيما يتخوف العالم من انتشار فيروس كورونا ، يسعى عشرات لآلاف من المهاجرين للوصول إلى أوروبا ، في الوقت الذي تتخذ فيه الدول الأوربية إجراءات وقائية ضد كورونا خشية تفشيه اكثر في دول الاتحاد الأوربي خاصة بعد ظهور العديد من حالات الإصابة في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وعجز دول العالم لايجاد علاج فعال لهذا الوباء الذي اصبح عابر للقارات
امام هذا التهديد الوبائي انصدمت دول الاتحاد الأوربي بفتح تركيا الحدود امام عشرات الالاف من طالبي الجوء من مختلف الجنسيات من سوريا والعراق ودول شمال افريقيا وأفغانستان وغيرها من الجنسيات الذي يسعون الى الوصول الى اوربا •
الامر الذي يجعل العبئ كبير على دول الاتحاد في مواجه التهديد القادم من خارج حدودها
فهل كان اردوغان موفقا في اختيار هكذا توقيت لفتحه الحدود والعالم اجمعه يشهد تهديد خطير •
فقد ذكرت وكالة DW التي اجرت لقاء مع العديد من الاجئين العالقين على الحدود اليونانية الذين يعانون من ظروف صعبة سواء الطقس السيئ او استعمال العنف من قبل القوات اليونانية " فالأوضاع هنا كارثية وخارجة عن السيطرة" هكذا قالت لاجئة سورية عالقة كغيرها من الالاف اللاجئين على الحدود بين تركيا واليونان ، الذين يحاولون منذ أيام تحقيق حلمهم في الوصول إلى دول الاتحاد الأوربي •
وتضيف اللاجئة السورية ، في فيديو نشرته على فيسبوك " قبل أن نتوجه إلى الحدود أخبرونا ( في تركيا ) بأن هناك منظمات ستساعدنا ، خصوصاً مع وجود مخاوف من احتمال انتشار كورونا ، لكن لا نرى أي منظمات أو استعدادات ، فلا كمامات ولا مواد معقمة"
وتضيف " الناس لا تدري ماذا ستفعل لا نستطيع أن نعود ولا نستطيع أن نكمل طريقنا"
في الوقت الذي أعلنت فيه اليونان عن 7 إصابات بفيروس كورونا ، لكن الاجرات المتبعة في الحيلولة من إصابة الاجئين معدومه تماما ، حيث يعيش العشرات منهم في العراء دون وجود رعاية صحيه او وسائل الوقاية من كمامات او أماكن لايواء •
في الوقت التي أعلنت فيه المجرعن غلق حدودها بوجه اللاجئين بشكل تام وصرحت السلطات المجرية " لن نسمح بمرور أحد"
حيث اعلن غيورغي باكوندي ، مستشار رئيس الوزراء المجري " انه تبين وجود رابط بين فيروس كورونا والمهاجرين غير النظاميين" حيث أضاف أن غالبية المهاجرين هم من الأفغان والفلسطينيين والإيرانيين وليسوا من السوريين وقد يكون كثر من بينهم عبروا إيران التي تعد بؤرة للفيروس " •
في الوقت ذاته بدأت المانيا باتخاذ اجراءت احترازية العمل على إجراء فحوصات الكشف عن فيروس كورونا لطالبي اللجوء الجدد كما كشف وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر مضيفاً أن نحو الالاف المهاجرين يصلون إلى ألمانيا شهرياً من دول مثل إيران وأفغانستان وباكستان والعراق مشيرا إلى احتمال أن يكونوا حاملين للفيروس •
ومن الاحتياطات الأخرى التي اتخذتها ألمانيا هي دراسة إمكانية عزل طالبي اللجوء عندما تزداد أعداد المصابين بالفيروس ، بالإضافة إلى تغيير آلية توزيع اللاجئين المصابين بكورونا على الولايات الاتحادية •
أما بالنسبة لإيطاليا التي تعاني اصلا من انتشار كورونا فيها فقد بدأت باتخاذ خطوات عملية للحد من انتشار الفيروس وذلك بوضع المهاجرين الذين تم إنقاذهم من البحر في الحجر الصحي •
فهل هو الوقت المناسب للسماح بعشرات الالاف من اللاجئين والمخاطره بحياتهم وتركهم يعبرون الحدود التركية باتجاه اوربا التي أغلقت حدودها بوجهم وتركتهم ليواجهوا مصيرهم امام خطر يحيط بهم وهو فيروس كيرونا ، فما هو هدف اردوغان من فتح الحدود في هذا التوقيت بالذات ؟
ان خطة اردوغان والتي لا تنطلي على احد هي استعمال ورقة اللاجئين الذين يقيمون على الأراضي التركية والذين يتطلعون الى الوصول الى اوربا والذين تقدر اعدادهم بما يقارب 4 مليون لاجئ من مختلف الجنسيات وليس السورين فقط كورقة ضغط ففي الوقت الذي كان الرئيس التركي يضغط على الاتحاد الأوربي من اجل ان يدفعوا له مقابل إبقاء االلاجئين فوق أراضيه ، اليوم يستعمل ورقة اللاجئين من اجل مصالح سياسية ، فعندما قتل جنوده المتواجدين في سوريا ، صرح بانه في حال لم يساعده الاتحاد الأوروبي في إيقاف الروس والنظام السوري في الهجوم على قواته الموجودة في سوريا ، سوف يطلق العنان لـ أربعة مليون لاجيء سوري لكي يعبروا الحدود ويدخلوا أوروبا ، وعندما لم يجد رد فعل من قبل دول الاتحاد الأوربي ، فتح حدوده امام عشرات الالاف من اللاجئين ليتدفقوا نحو الجزر اليونانية يأملون في الوصول الى اوربا •
فاردوغان يعلم بكل تاكيد بان تصديرالأطفال والنساء في هذه الظرف الحرج ، والذي تواجه جميع دول العالم وليس فقط الاتحاد الأوربي ، سوف يضع قادة دول الاتحاد في موقف حرج وتجعل القادة يخجلون أمام شعوبهم في حالة عدم مقدرة هؤلاء القادة على توضيح الموقف ـ بل وسيتم اتهامهم بأنهم لا يحترموا ولا يحافظوا على حياة وكرامة الإنسان ـ وهنا نجد اللعبة التي يقوم بها الرئيس التركي غيرأبه بما يتعرضون له من خطر سواء من فيروس قاتل وطقس سئ وقوات مستعدة لاستعمال القوة لمنع أي احد من اختراق حدودها ، هذه هي اخلاق من يدعي تطبيق الشريعة الإسلامية ، والتي يتشدق بها من اجل تمرير مخططاته في إعادة امجاد الخلافة العثمانية •








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو