الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين الى اين

حسين عبدالله نورالدين

2006 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


التداعيات الحالية في الأراضي الفلسطينية تنذر بالخطر الشديد. جميع المتابعين للشأن الفلسطيني يرون الحرب الأهلية قادمة. بطبيعة الحال ما يجري هو بالفعل مقدمات وإرهاصات لما يشبه الحرب الأهلية. في الواقع لن تكون حرب أهلية. ستكون حرب بين النظام وبين الفوضى، بين الشرعية وبين اللاشرعية.

ما يحدث في الأراضي الفلسطينية يذكر بما حدث في الأردن عام سبعين. كان الأردن وقتها في حالة صراع: أن يكون أو لا يكون. صراع بين الفوضى وبين النظام وكان لا بد من اتخاذ قرار جريء قوي يعيد التوازن إلى البلد وينقذ الدولة. ولو لم يتم اتخاذ القرار الجريء المناسب في ذلك الوقت لكان الأردن الآن في خبر كان.

لا بد الآن أن قادة منظمة التحرير وحركة فتح بالذات وعلى الأخص الرئيس محمود عباس يتذكرون الحال الذي كان عام سبعين في الأردن. اشتباك ثم اتفاق ثم لجنة مشتركة ثم وعود بالهدوء ما تلبث أن تتجدد على شكل اشتباكات في مكان آخر وتعود الاسطوانة من جديد. حتى انه جرى في يوم واحد أكثر من اتفاق. وفي أسبوع واحد أكثر من حكومة. وفي أسبوع واحد حالة من اللاتوازن كادت تعصف بالمملكة إلى غير رجعة.

لا بد للسلطة الفلسطينية باعتبارها السلطة التي شرعتها الاتفاقات مع إسرائيل عبر اوسلو وغيرها من الاتفاقات وبرعاية عربية ودولية أن تأخذ المبادرة وتقوم بما يمليه عليها الضمير الوطني.

أنا لست هنا في معرض تحريض جانب فلسطيني ضد جانب آخر. ولست ارغب في تحريض السلطة وإيغال صدرها على حركة حماس. ولكن كلنا يعرف من هي حماس وما هي خلفيتها.

ماذا تريد حماس؟
حماس تريدان تستحوذ على السلطة بعد أن تغرق البلاد في حالة من الفوضى تحمل مسؤوليتها للسلطة وللرئيس محمود عباس على وجه الخصوص. حماس تريد أن تقيم دولتها الدينية في قطاع غزة أولا. ومن هناك تصالح إسرائيل عبر ما تسميه هدنة. إذا ما تم ذلك، وهو سيتم ما لم تقوم السلطة بالخطوة المناسبة في الوقت المناسب، إذا تم ذلك ستذهب السلطة في خبر كان وتصبح المنطقة في مهب الريح إذ يستقوي محور الهلال الشيعي من إيران إلى العراق إلى سورية إلى لبنان وأخيرا غزة.

المطلوب من السلطة الفلسطينية أن تجهز قوات منظمة وتسيطر على الوضع وان تتم إقالة الحكومة الحمساوية وتشكيل حكومة تكنوقراط تعيد بناء الأراضي الفلسطينية عبر مساعدة دولية بالإشراف على إعادة البناء. وبعد إعادة البناء أو في أثنائه تتوالى محادثات السلام بين السلطة وإسرائيل عبر فريق مفاوضات لا علاقة مباشرة له بالحكومة. فريق مفاوضات متصل مباشرة بالرئيس وليس لأحد لا مجلس تشريعي ولا مجلس وطني ولا حكومة أي سيطرة أو توجيه لهذا الفريق.

مرة أخرى أنا لا أحرض بل أدعو السلطة إلى أن تكون في محل المسؤولية المناسبة. والعاقل من عرف الخطر فدفعه بقوة أو بحيلة فترك الأمور على ما هي عليه تشبه حال من ينتظر خروج روحه من جسده. وأدعو الكل لدعم ومؤازرة الرئيس محمود عباس وعدم تركه فريسة لليأس لأنه إذا يأس واستقال وترك البلاد (وهذا أمر يفكر فيه الرئيس بالفعل) إذا حصل هذا فعلى فلسطين السلام.

لقد كان لدى السلطة الفلسطينية عند تكوينها عام أربعة وتسعين فرصة تاريخية ذهبية لن تتكرر. فرصة إقامة مؤسسات الدولة وخاصة في قطاع غزة. كان هناك المطار والميناء والتلفزيون والحدود وغيرها. ماذا بقي الآن؟ لأجل أن يستمتع الرئيس عرفات بتصفيق حفنة من الأنصار في الداخل وحفنة من المنافقين في الخارج اعتقد انه يستطيع إعادة البناء بعد انتصار الانتفاضة الثانية حسب ما كان يهذي به. ودخل المزاودة مع الحمساويين والجهاديين في عسكرة الانتفاضة لا طائل من ورائها عبر كتائب الأقصى. ماذا جنى؟ سجنوه في مقر المقاطعة إلى أن قتله الهم والحزن. أطلقوا العنان لحماس والجهاد حتى صارت حماس دولة في قلب الدولة. قامت حماس باستعراضات عسكرية تحدت فيها سلطة الرئيس المنتخب ولا احد اعترض ولا احد سال ماذا ولماذا.

هل هناك من يحاسب ويسأله لماذا وصل الحال بالشعب الفلسطيني إلى هذا الدرك؟ حان الوقت لكي تقول الأغلبية الصامتة من أبناء الشعب الفلسطيني قولتها وترفع صوتها ولا تبقى بعد اليوم صامتة لأنها ستحاسب على ما ستؤول إليه أوضاع الشعب الفلسطيني إذا ما استمر الأمر على هذا الحال.

إن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش حياة أفضل. إن حال الشعب الفلسطيني حال الشحاذين وصل إليها بفضل القيادة الحكيمة والرشيدة التي كان يتميز بها ياسر عرفات. عرفات الذي حان الوقت أن تفتح ملفاته ويعرف الشعب الفلسطيني في أي حلم كان يعيش عندما كان يعدهم بالنصر ودخول القدس وفي الوقت نفسه يتغاضي عن تهديم الدولة الفلسطينية التي حاول العالم كله أن يبنيها مع الفلسطينيين منذ عام ثلاثة وتسعين. عرفات انساق بعلم أو بغير علم، ولا يعرف الحقيقة غيره، وراء التصفيق الأجوف والشعارات الزائفة. تقمص الدور بنجاح وكانت النتيجة ضياع في ضياع.

الرئيس محمود عباس كان الحكيم الوحيد ضمن الطاقم الفلسطيني إذ استقال من منصب رئاسة الوزراء عندما رأى انه لا يمكن أن يقوم بواجباته تجاه شعبه.

الرئيس محمود عباس مطلوب منه الآن أن يمارس حكمته من جديد ويشكل قوة امن ضاربة تعيد الهيبة للدولة الفلسطينية وتفتح باب الأمل للشعب الفلسطيني. فهذا الشعب يستحق أن يعيش حياة تسمو على الشحدة وتسمو على الضنك وترتفع به نحو آفاق إنسانية بعيدا عن إرهاب الميلشيات الحمساوية والجهادية. لا بد من إعادة هيبة السلطة الفلسطينية وإعادة البناء وتشغيل الشباب الفلسطيني وإعادة البسمة للأطفال حتى لا يكون للغرباء في طهران ودمشق والضاحية الجنوبية أي هيمنة أو تسلط على هذا الشعب.

ما نرغب في رؤيته الآن أن تعود الكرامة للشعب الفلسطيني وتعود الهيبة للسلطة ولو أريقت بعض الدماء فان الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل للشعب الفلسطيني تستحق بعض التضحيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تفرض عقوبات جديدة على طهران بعد الهجوم الإيراني الأخي


.. مصادر : إسرائيل نفذت ضربة محدودة في إيران |#عاجل




.. مسؤول أمريكي للجزيرة : نحن على علم بأنباء عن توجيه إسرائيل ض


.. شركة المطارات والملاحة الجوية الإيرانية: تعليق الرحلات الجوي




.. التلفزيون الإيراني: الدفاع الجوي يستهدف عدة مسيرات مجهولة في