الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وليس مابعد قمة موسكو سوى الخراب

صلاح بدرالدين

2020 / 3 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد أيام ستتخطى الثورة السورية التي اندلعت من أجل الحرية والكرامة واسقاط الاستبداد وتحقيق التغيير الديموقراطي عتبة التسعة أعوام وقدم السورييون في سبيل ذلك ملايين الضحايا والمهجرين وتعرضت بلادهم الى الدمار على أيدي جيش النظام والميليشيات اللبنانية والعراقية وكل الدول المحتلة وفي مقدمتهم المحتل الروسي الضامن لبقاء النظام وراعيه وفي طول هذه المدة خصوصا بعد خطف ثورتهم من جانب الإسلام السياسي لم يكن للسوريين أي دور في قضيتهم بعد أن تحولت سوريا الى ساحة لصراع القوى الدولية والإقليمية ومازالت رهن المعنيين الأجانب في معادلة ( إدارة الازمة ) .
وعلى هذا المنوال وبعد طول انتظار التأم اللقاء المنتظر بين الرئيسين أردوغان وبوتين والوفدين المرافقين في الخامس من آذار الجاري بموسكو واختتمت المباحثات ببيان مشترك قصير يؤكد على وقف اطلاق النار وتحديد مسافة محددة منزوعة السلاح على خطوط التماس والتأكيد – كما جرت العادة – على وحدة الأراضي السورية – والحفاظ على سيادتها ( علما أن الطرفين من بين عدة أطراف إقليمية ودولية تنتهكان تلك السيادة عمليا ) والالتزام بمفاوضات السلام في جنيف على أيدي السوريين ومحاربة الإرهاب وقد خلا البيان من أية إشارة الى مسائل خلافية مثل مصير تواجد القوات التركية المرسلة حديثا وكذلك نقاط مراقبتها السابقة وموضوع عودة القوات السورية وحليفاتها من ميليشيات وجماعات مسلحة الى مواقعها السابقة وقضايا المهجرين والمنطقة الآمنة وقرارات وتوصيات – أستانا – و- سوتشي – المتعلقتان بالملف السوري وأخيرا لقاءات القمة القادمة الثنائية منها بين الجانبين والثلاثية بحضور الجانب الإيراني والرباعية بحضور ألماني وفرنسي الى جانب الطرفين .
قيل الكثير عن اللقاء والبيان والاتفاق من جانب المتابعين والسورييون منهم على وجه الخصوص بين قائل أنه " اتفاق مؤقت وفي جانب كبير من الهشاشة " أو : قد تستمر تركيا بعملية – نبع الربيع – أو أن " قول اردوغان أن تركيا لن تسمح بأي اعتداء من النظام السوري على قواته " يدل على محاولة لتحييد روسيا بالاستمرار في العلاقات معها وفصلها عن الصراع مع نظام الأسد أو : أن هناك بروتوكولات سرية لم تنشر تتعلق خصوصا باستبعاد الطرف الإيراني وغيرها من المسائل التي ستنكشف بمرور الأيام كما أن هناك ومقابل من اعتقد أن الاتفاق حصل كما أراده الجانب التركي باطلاق يده في التعامل مع نظام الأسد كما حصل في الأسبوعين الأخيرين وقواته خصوصا أمام التسريبات حول نية الروس بتبديل رأس النظام وبمساهمة أمريكية من وراء الستار هناك من يؤكد على فشل الجانب التركي في تحقيق أي شيء لمصلحته .
قرار وقف اطلاق النار في الأراضي السورية بين طرفين غير سوريين دليل آخر على افلاس نظام الأسد وتغييبه حتى من جانب حليفه المحتل الروسي والاستهانة بنظامه المستبد الذي باع سيادة الوطن واستباح استقلاله منذ عقود فروسيا لم تكن في حرب معلنة ومباشرة مع تركيا وأقرت وقف اطلاق النار الذي ان لم يلتزم النظام به قد يدفع الثمن أضعاف مضاعفة عما دفعه خلال الأسبوعين الأخيرين بحسب كل المؤشرات .
محاولات في توريط جماعات – ب ك ك - الى مشهد مابعد القمة
آخر تصريح للاسد " ينكر فيه وجود قضية كردية سورية ويعتبر الكرد مهاجرين آوتهم سوريا وأن هناك اكراد عملاء لامريكا وبعضهم مع الدولة ونحن نتواصل مع المجموعات الكوردية السياسية الموجودة في المنطقة الشمالية من سورية، ( المقصود قسد بزعامة جماعات ب ك ك ) ولكن هذه المجموعات الكردية التي تقول بأنها ضد الاحتلال التركي، وتصدر البيانات بأنها ستقاتله، عندما دخل التركي لم تطلق طلقة واحدة، لماذا؟ لأن الأميركي هو من حدد أين يدخل التركي.. ما هي حدود المنطقة التي يصل إليها.. وأين تخرج هذه المجموعات. فهل نتفق على البيانات أم نتفق على الأفعال؟ نحن نريد أن نتفق على الأفعال. بالبيانات هم قالوا إنهم ضد التركي، ولكنهم الآن لا يقومون بأي شيء ضده على الإطلاق. هم حياديون، هم يسايرون الأمريكي والتركي، نحن فقط كحكومة سورية وباقي شرائح الشعب السوري هي من تقاتل التركي وتخسر شهداء في كل يوم. أما عدا عن ذلك أنا متفق معك.. لو قالوا نحن سنتفق معكم ضد التركي سأقول لهم نحن جاهزون، أرسلوا لنا مقاتلين لنبدأ القتال سويةً وندافع عن أرضنا "
وآخر تصريح ( للجنرال ! ) مظلوم عبدي يقول فيه " أن التواصل مستمر مع النظام وتعمقت العلاقات اكثر بعد التصعيد التركي حيث سنواجه العدوان التركي بكل قوانا " وهذا الموقف هو اعتراف صريح بان اتفاقهم الأول مع النظام بعد قطيعة دامت سنين والذي عرف باتفاقية آصف شوكت – مراد قرايلان أواخر ٢٠١١ وبداية ٢٠١٢ كانت تنص على العمل المشترك ضد تركيا كما يعني أيضا أن جناح مظلوم عبدي – القنديلي هو المعني بتصريح الأسد كطرف كردي مع الدولة .
قبل انتهاء قمة بوتين - اردوغان تعلن وسائل اعلام تابعة لجماعات ب ك ك السورية ان الجيش التركي وحلفاؤه يتوجهون الى شرق الفرات لضرب الكرد وكأنها تمهد لتحرك عسكري استباقي ما بالتعاون والتنسيق مع قوات نظام الأسد أو تنفيذ وعود قدمتها للسلطات السورية وما الاستعراضات الاستفزازية في – كوباني – ورفع صور عبد الله اوجلان الا إشارة أخرى في مجال استحضار الاتراك الى المناطق الكردية تماما كما حصل بعفرين والسؤال المشروع الذي يتبادر الى أذهان الكرد السوريين هو : هل للشعب الكردي مصلحة في جولة جديدة من الحروب والدمار ؟ وهل أن القضية الكردية السورية ستحل عبر المواجهة العسكرية مع تركيا والى جانب قوات النظام الذي ينكر وجود شعب كردي سوري على أرضه ووجود قضية كردية ؟ وهل الكرد السورييون موحدون على قرار واحد وخطاب واحد وقيادة شرعية واحدة حتى يتم إقرار الحرب والسلم ؟ .
لقد أثبتت الوقائع ان الخاسر الوحيد في اللعبة الجارية هو الشعب السوري كما أثبتت على الصعيد الكردي أيضا أن تحول بعض الجماعات الكردية العسكرية الى قوى تحت الطلب من جانب النظام و( المانحين ) لم يجلب سوى ضياع المناطق كما حصل بعفرين والتهجير وتغيير التركيب الديموغرافي واثارة الفتن ووقف الحياة الاجتماعية والتعليمية والتربوية والصحية أمام الأجيال القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا