الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيروسات والإنسان عشق قاتل لا ينتهي

وائل المبيض

2020 / 3 / 7
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


"إن أغبى الفيروسات يفوق ذكاؤه أذكى عالم فيروسات" جورج كلاين.
من الواضح أن المعركة التي تدور رحاها بين الإنسان والميكروبات بدأت منذ اللحظة الأولى التي ظهر فيها الإنسان على سطح الأرض، فكانت الميكروبات تطور أساليب جديدة للهجوم، وجهازنا المناعي يرد بتطوير لدفاعاته في سباق تسلح محموم ومتصاعد.
تكمن قوة الفيروسات في كونها معمرة، لأنها تمتلك قدرة هائلة على التكيف، فمعدل تكاثرها السريع والعدد الهائل الذي تنتجه من نسلها، معناه أن في إستطاعتها التطور بسرعة حتى تواجه الظروف المتغيرة، وما من شك ان العديد من انواع الفيروسات قد انقرضت من قبل، عندما سدت عليها منافذ الانتشار، لكن في الوقت نفسه يعثر غيرها"قيروسات أخرى" على مسالك جديدة أمامها فتنتهز الفرصة كي تنتعش آمالها في الحياة، وهكذا نجد مجتمعات الفيروسات كثيرة التبدل والتغير، فيحل أحدها محل الأخر سريعا إذا كانت لياقة المجتمع الجديد أكثر ملائمة للمناخ السائد.

عند ظهور أي ميكروب حديث في المجتمع كمرض يصيب الإنسان، يعمل العلماء على إستخدام تقنية
" الساعة الجزيئية"، لتتبع السلف المشترك لهذا الفيروس عير الزمن، ليتم رسم شجرة بيانية تبين درجة قرابته إلى الفيروسات الأخرى، وعبر هذه التقنية تم التعامل فيما سبق مع فيروس الحصبة والجدري.

بيد ان الفيروسات تتفاوت في شراستها، ففيروس RNA أخطر وأقدم من فيروس DNA، لأن الأول هو الذي تحدث فيه طفرات أكثر بكثير من الثاني، والتي تظهر لاحقا بأسماء أمراض جديدة، مع العلم بأن الفيروسات القهقرية التي تضم بين أفرادها فيروس نقص المناعة البشري من عائلة RNA.

يقول أهل الإختصاص، ان القيروسات حديثة الظهور التي تصيب الإنسان ك "الكورونا" ليست جديدة تماما، فهي إما فيروسات أصابتها طفرات أو أعادت تجميع نفسها بصورة كانت كافية كي لا يتعرف عليها جهازنا المناعي، او انها اتبعت الإسلوب الأكثر إنتشارا، أي أن تنتقل لنا عن طريق الحيوانات، منتهزة الفرصة كي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان، عبر سلوكيات معينة أو ممارسات ثقافية، ويطلق عليها مسمى حيوانية المنشأ، وعلى الأمراض التي تتسبب بها أمراض حيوانية المنشأ.

مثال ذلك :
في القرن الماضي، وقعت خمس جوانح انفلونزا :
- انفلونزا عام 1918 جاءت جميع الجينات الثمانية للفيروس من الطيور.
- الانفلونزا الآسيوية عام 1957 جاءت من ثلاثة جينات جديدة، من بينها جين "اتش" وجين "ان" من الطيور.
- انفلونزا هونغ كونج عام 1968، جاءت من جينين جديدين من البط البري.
- الانفلونزا الروسية عام 1977، جاءت من أحد المختيرات في روسيا، فكانت عبارة عن نسخة الخمسينات من "H1N1".
- انفلونزا الخنازيرالمكسيك "H1N1"عام 2000 جاءت من ستة جينات مأخوذة من فيروسات أمريكية شمالية وجينين من انفلونزا الخنازير الأوروبية.

شذرات من قراءتي لكتاب مقدمة قصيرة جدا"الفيروسات" ل أستاذ الميكروبيولوجيا الطبية دوروثي إتش كرفورد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر